لتجربة الأجواء المثيرة للمراهنة الرياضية والإثارة في ألعاب الكازينو عبر الإنترنت، ما عليك سوى التسجيل وبدء اللعب لدى شركة المراهنات Mostbet في المغرب . تعال لتستمتع باحتمالات عالية والعديد من المكافآت والعروض الترويجية والرهانات المجانية واللفات المجانية. سنمنحك نسبة 100% على إيداعك الأول، ولدينا أيضًا تطبيق ممتاز للهاتف المحمول!
مقالات

تربية الأبناء بين الدنيا والآخرة

ربما لن يكون من المبالغة الجزم بأن تربية الأبناء هي واحدة من أخطر التحديات التي تواجه المسلمين في الشرق والغرب خلال عصرنا الحالي، ففي عصر تتجلى فيه كافة أشكال الفتن ويصبح الوصول إليها أسهل من أي وقت مضى، مما يضع مسئولية تربية الأبناء على منهاج إسلامي صحيح ومتزن بمثابة مهمة تستوجب الانتباه.

مخاطر قريبة

قبل بضعة أعوام ظهر مقطع فيديو لأب وأم من الولايات المتحدة الأمريكية تحدثا فيه عن موقف تعرضت له طفلتهم البالغة من العمر 7 سنوات وهي تمسك بالجهاز اللوحي “التابلت” لممارسة أحد الألعاب الإلكترونية، لتفاجئ الأم (1) بمقطع إعلاني يظهر داخل اللعبة لمدة لا تقل عن دقيقة ونصف، يروج لأفكار المثلية الجنسية، ومقطع آخر يروج للخيانة الزوجية، وكلاهما كانا معروضان على الطفلة داخل اللعبة وليس بإمكانها تجاوزهم حتى تستطيع الاستمرار في اللعبة.

لم تكن تلك هي الصدمة الوحيدة التي تلقاها الأبوين، فقد حاولا لاحقا بعد نوم الطفلة ممارسة اللعبة بأنفسهم ليتأكدوا من ظهور الإعلان مجددا فلم يظهر، على الرغم من أن العادة في الإعلانات التي تظهر على تطبيقات الهاتف هو الإعادة والتكرار، فكان القرار بتجربة إعطاء الطفلة الجهاز اللوحي مرة أخرى في الصباح التالي لمشاهدة ما حدث، وقد كانت النتيجة هي ظهور الإعلان الإباحي كأول إعلان على الشاشة.

لم يكن ذلك الكشف ضمن نظريات المؤامرة، فهو منطقي ضمن الأذونات المتطورة التي يمنحها مطورو التطبيقات لأنفسهم، فقد صار بإمكان التطبيقات الحصول على الدخول إلى كاميرا وميكروفون الهواتف والأجهزة اللوحية وغيرها، لذا فإن فرضية توجيه إعلانات تحمل رسائل موجهة للأطفال ليست بعيدة أو مستحيلة.

في سياق مشابه خرج مقطع فيديو مسرب (2) من اجتماعات اللجنة التنفيذية لشركة ديزني الشهيرة لصناعة الرسوم المتحركة التي تجذب أنظار ملايين الأطفال حول العالم، تحدثت فيه الرئيسة التنفيذية للشركة عن اتجاه لزرع كافة الأجندات الخاصة بالمثلية الجنسية والتحول الجنسي بصورة مكثفة ضمن الإنتاجات السينمائية الموجهة للأطفال بصورة كبيرة خلال الفترة القادمة، كشكل من أشكال زرع الأجندات المثلية الجديدة داخل عقليات الأطفال ليكبروا وهم متصالحين مع تلك الأنماط.

حولت تلك الاكتشافات الخطرة تقليداً متبعاً لدى بعض الأباء والأمهات رغبة في التخلص من إزعاج الأطفال بتركهم أمام الأجهزة المحمولة أو التلفاز لقضاء وقت أطول دون ضوضاء، إلى خطر حقيقي على جيل كامل يتحول مصدر معرفته وثقافته تدريجياً من المعارف الإسلامية إلى المنتجات الغربية.

تربية على منهاج النبوة

يشير الدكتور محمد عبد الله الدويش في مجلده “التربية النبوية” إلى أن واحدة من الأخطار التي تهدد مناهج التربية في البلدان الإسلامية في عصرنا الحالي، هو تأثرها بالمناهج والمدارس الغربية في التربية، وهو ما يحولها إلى مسارات تربية تعتني بالمادة وحسب، فتتجاهل في طريقها جوهر الإيمان والسعي والقيم الأخلاقية المستمدة من العقيدة الإسلامية، بل ويصبح فيها التدين خيار شخصي يمكن التعامل معه باعتباره ضمن الخيارات المؤجلة أو المهملة في تفكير النشء، كاستنساخ أعمى للمناهج الغربية.

ويستفيض الدويش في كتابه بشرح التكامل والتوازن الذي يقدمه المنهاج النبوي في التربية، فهو لا يركز على جانب دون الآخر، فكما يغذي نزعة النجاح والتميز في الحياة المادية والعملية في عقل الطفل، يغرس في عقله وقلبه الجانب العقائدي والأخلاقي، فلا نتفاجأ بكائن مادي لا يعرف أساسيات عقيدته، أو بشاب متدين لكنه لا يقدر على تحمل المسئولية وغير قادر على الكسب.

يوضح الدويش أن التكامل في المنهاج النبوي في التربية مستمد في الأصل من التكامل في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، فهو الداعية الحكيم الذي يستطيع أن يعلم كل من حوله العقيدة بشكل متزن، وهو كذلك الزوج العادل بين زوجاته وأبنائه، وهو التاجر الذي يمشي في الأسواق ويدير الحياة العلمية والتجارية بصدق وأمانة.

وفي نفس الوقت ستجده القائد العسكري الشجاع والسياسي الحكيم بل وحتى المعالج النفسي الذي يطبب قلوب المتألمين الشاكين من قسوة الابتلاءات.

وقد اقتضت الحكمة الربانية أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم ذا شخصية متكاملة توفر النموذج الأمثل للاقتداء والتربية دون الحاجة لاستدعاء أية نماذج دخيلة على الثقافة الإسلامية.

الصبر في المنهاج النبوي للتربية

يمكن اعتبار الصبر واحدة من أهم الفضائل التربوية التي يفتقدها الكثير من الأباء والأمهات، فلا يطيقون تحمل أخطاء أطفالهم، ولا يستطيعون ضبط أنفسهم وغضبهم أمام محاولات الأطفال للتعلم والنضج في وقته الطبيعي، وهو ما يخلق في وقتاً ما نموذجا مشوها لطفل لاقى من والديه ما يكفي من الإيذاء والتضرر.

يوضح الدكتور الدويش في كتابه أن النبي صلى الله عليه وسلم أظهر عظمة فضيلة الصبر في عملية التربية حتى في مواجهة أكثر الأخطاء قسوة وفحش، فحينما جاءه شاباً يستأذنه في الزنا، لم يسمح النبي للصحابة أن يغضبوا أو ينالوا من ذلك الشاب، فجالسه وأجرى معه حديثاً عبقريا استطاع به أن يروي عقل ذلك الشاب وقلبه، ليرى في النهاية الحقيقة دون أن تناله صفعة على وجهه أو سبة تجرح كرامته.

بل وصبر النبي صلى الله عليه وسلم على أعرابي دخل إلى المسجد فبال على الحائط دون أن يدري حرمة ذلك فمنع النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة من عقابه وجالسه فشرح له عظم ما فعل ونهاه عن تكراره.

وبعد قرون من مدرسة النبي التربوية التي كان الصبر ركناً أساسياً فيها، تخرج مدارس التربية الحديثة لتعلم الأباء والأمهات أنه لابد من الصبر على تعليم أبناءهم.

قواعد نبوية للتأسيس

يقودنا الدويش في كتابه إلى واحدة من النقاط الفارقة في وصايا النبي صلى الله عليه وسلم للتربية، وهي معاملة الجانب النفسي كجزء أصيل في تربية الأطفال، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف “اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم” معلناً بها أمراً صريحاً مباشراً بالعدل بين الأبناء لنشر الحب بينهم البعض، ولأن العدل هو ميزان الله وأمره في الأرض لعباده، وكذلك ليظل الولد حاملاً في قلبه الحب نحو والديه فيصبح قادراً على تقبل النصيحة والتوجيه نحو طريق الصواب، فلن نتوقع أن يتقبل طفل من والده نصحاً وهو يشعر بالظلم أو المفاضلة بينه وبين اخوته.

حتى في جانب الأوامر المتعلقة بالفرائض، كانت الشريعة وكذلك المنهاج النبوي منطقياً متزناً مع العقل والمشاعر، فحينما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم الأطفال الصلاة كانت الوصية أن يبدأ التعليم والشرح في سن 7 سنوات، ويستمر الشرح والتعليم والحث غير مقترن بعقاب إلا عند العاشرة من العمر، متفهماً بذلك نفسية الأطفال وقلة صبرهم في السن الحديث على الالتزام بالفرائض.

في النهاية يقودنا ذلك المسار الطويل إلى أهمية الاتزان في المنهج التربوي في ظل الحياة المزدحمة الصاخبة التي نعيشها، تلك التي تعني بحماية الأطفال من الفتن التي تحيط بهم من كل جانب، وتدعيمهم نفسياً ليكونوا قادرين على مواجهة الحياة حين تقدمهم في السن بكل ما فيها من تحديات ومصاعب، بدلاً من تربيتهم على الاعتمادية والضعف، وقبل ذلك كله أن يعرف الطفل منذ البدايات مفهوم الامتثال لأوامر الله ونواهيه، حتى وإن لم يكن قادراً على استيعابها أو تطبيقها لكنها ستكون غرسه الذي يقيم عوده صلباً فيما بعد.

(1)https://twitter.com/f9oo/status/1287871059186909184

(2)https://www.youtube.com/watch?v=4c7S2peUr-s

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى