لتجربة الأجواء المثيرة للمراهنة الرياضية والإثارة في ألعاب الكازينو عبر الإنترنت، ما عليك سوى التسجيل وبدء اللعب لدى شركة المراهنات Mostbet في المغرب . تعال لتستمتع باحتمالات عالية والعديد من المكافآت والعروض الترويجية والرهانات المجانية واللفات المجانية. سنمنحك نسبة 100% على إيداعك الأول، ولدينا أيضًا تطبيق ممتاز للهاتف المحمول!
مقالات

الإلحاد في الوطن العربي بين القديم والحديث..

إذا نظرنا إلى الحالات القديمة للإلحاد في العالم العربي –قبل عام 2001م- فإننا سنلاحظ أن موقف التخلي عن الإيمان لم يكن قرارًا عقلانيًا خالصًا.

فعلى سبيل المثال، حين ألحد المصري إسماعيل أدهم وادعى أنه صنف العشرات من المجلدات باللغتين التركية والروسية، تبين بعد ذلك أن هذا لم يكن إلا محض تلفيق منه، وأنه لم يخط مؤلفًا واحدًا بأي من اللغتين، مما اضطره إلى أن يُنهى حياته منتحرًا.

أما السعودي عبدالله القصيمي فكانت كتاباته الإلحادية أشبه بصرخة غضب مليئة بالسجع المتكرر الخالي من المعنى، مخاطبًا بؤس العرب وتقهقرهم الحضاري.

وهو ما يعني أنه في أشد فترات انتشار الإلحاد في العالم العربي خلال حقبة نظم الحكم الماركسية، لم تكن دعاوي الإلحاد حينذاك إلا إعلاناً لموقف معادي للدين وهجومًا صريحًا عليه، إذ زخرت خطابات المثقفين والطلاب الماركسيين بسب الذات الإلهية وسب النبي وسب الدين في الجامعات والصالونات الثقافية.

وهو ما يدفعنا أولا للتساؤول: “إذا كنت لا تؤمن بوجود الذات الإلهية فلماذا تسبها ؟!”

وأين المشروع الفكري العربي الحقيقي الذي كان هؤلاء يمتلكونه سوى سب الأديان؟

أين المكافحة لحرية الشعوب والتحرر من الأنماط الاستعمارية وإسقاط النظم الاستبدادية التي قدمها هؤلاء الماركسيون؟

لذا لم تستمر حالة الإلحاد القديم الذي انتشر مع الماركسية قديما، وانتهى مع حالة المدّ الديني الذي عادت لها البلدان الإلحادية منذ نصف قرن تقريبا.

وهنا يحق لنا أن نتسائل: هل تختلف حقيقة الإلحاد في العالم العربي عام 2019م عن الحالات السابقة قبل عام 2001م؟

في البداية، الحقيقة التي علينا أن نعترف بها أن الإلحاد في العالم العربي قد اكتسب حيوية جديدة مع قدوم ثورات الربيع العربي في 2011م تزامنًا مع التوسع غير المسبوق في وسائل التواصل الاجتماعي، لكن ما نريد التأكيد عليه هو أن ظاهرة الإلحاد العربي التي نراها بأعيننا ليس نتاج تأصل عقلاني حقيقي وتطور تنويري في العقلية العربية كذلك، وإنما هو مجرد استيراد خالي الدسم لأفكار نمت وتخمرت في سياق حضاري غربي لمدة مئات سنوات يتم نقله بحذافيره إلى بيئتنا العربية .. وهو ما يمكننا أن نُمسيه “صناعة الاستلحاد العربي”.

فقبل أن يخرج علينا الفرسان الجُدد لتأسيس حركة الإلحاد الجديد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (ستعرفون قصة الفرسان هؤلاء في الفيديو القادم)، كانت شرارة الإلحاد قد اشتعلت مع الثورة الفرنسية عام 1789م، وخضع الفكر الإلحادي لثنائيات وجدليات طويلة جدًا في أبواب العلوم الطبيعية والاجتماع الديني والسياسة، كما وضح ذلك أستاذ السوسيولوجي الكندي ستيفن ليدرو في ورقته الموجزة بعنوان (تطور الإلحاد: المقاربتان العلمية والإنسانوية).

من هذا المنطلق فإن أحد أبرز أوجه العوار في ظاهرة الإلحاد العربي الجديد أنها منقطعة بالكلية عن تراثها وخصوصيتها الثقافية الأصيلة، فالإلحاد العربي الجديد لم يطور أفكاره العقلانية أو عقليته النقدية من قلب الحضارة الإسلامية والعربية ولم يبنِ أسسه على ما خلفه المتقدمون وإنما انسلخ تمامًا من أصله وبتر حركة الإلحاد الجديد من سياقها التاريخي والحضاري ليتبناها المواطن العربي التي لم تعرف هذه المراحل الغربية.

فسجالات الغربيين أمثال دينيس ديدرو وبارون دولباخ وكارل ماركس وإسحق نيوتن وألدوس هيكسلي وغيرهم، التي وُلدت منها هذه الظاهرة الإلحادية الأوروبية مغايرة تمامًا لحركة الإلحاد الجديد.

ففي الواقع فإن هذا العوار لا يصيب ظاهرة الإلحاد العربي فحسب وإنما هي تابعة لسياق عربي سائل فكريا، انسلخ فيه الكثير من أمتهم إلى مشاريع التنوير ولم يتبنوا من هذه المشاريع في الحقيقة سوى شعارات خلع الحجاب والمشاعية الجنسية وتفريغ الصدور من العقيدة، بلا أي مضمون ولا مشروع تنموي ولا اقتصادي ولا سياسي ولا حقوقي، ثم أضافوا بعد ذلك رؤوس الأقلام الإلحادية أو الأفكار المعلمنة كعنوان لشعاراتهم الفارغة.

أفواه بلا عقول وشعارات بلا مضمون.

فماذا بعد تحرير العقل؟

وماذا عن تنقيح التراث؟

ما هو المشروع الحقيقي لحركة #الإلحاد العربي؟

في الحقيقة: لا إجابة ..

وهو ما يعني أن الحالة الإلحادية التي تتوسع في العالم العربي إنما هي فقاعة لتأزم اجتماعي، وانحسار ديني، وانسداد سياسي؛ ما يلبث أن تنقشع في أقرب فرصة تسنح لها ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى