لتجربة الأجواء المثيرة للمراهنة الرياضية والإثارة في ألعاب الكازينو عبر الإنترنت، ما عليك سوى التسجيل وبدء اللعب لدى شركة المراهنات Mostbet في المغرب . تعال لتستمتع باحتمالات عالية والعديد من المكافآت والعروض الترويجية والرهانات المجانية واللفات المجانية. سنمنحك نسبة 100% على إيداعك الأول، ولدينا أيضًا تطبيق ممتاز للهاتف المحمول!
مقالات

بداية الكون، بين العلم والدِّين – الجزء الثاني

كنا تحدثنا عن أنه من المُسلَّم به عند جماهير أهل الدِّيانات السماوية أن هذا الكون له بداية، وعند جمهور المسلمين بدرجةٍ أُولى و أَولى، بل يبني المتكلِّمون منهم دليل الوجود الإلهي على دليل الحدوث (أو الإمكان) الكوني، ويمكننا بكل أمانة علمية أن نعتبر هذا الدليل أحد أقوى الأدلة العقلية على وجود الله.

وصورة هذا الدليل الكلامي:

• كل ما له بداية يحتاج إلى مُبدئ
• الكون له بداية
• الكون يحتاج إلى مُبدئ

فما رأي العلم التجريبي فيما نحن بصدده؟ هل هذا الكون حادث؟ أم أنه كان منذ الأزل؟ وهل نستطيع بناء مقدمة الدليل الكلامي الكوني (الكون حادث) على مقدمات علمية تجريبية؟

تناولنا ذلك على مرحلتين، الأولى خاصة بدليل التوسع الكوني، والثانية خاصة بدليل الانفجار الهائل، وقد جاء دور الثانية..

٢- دليل الانفجار الهائل:

من الأدلة العلمية الحديثة على بداية الكون كذلك، نظرية (الانفجار العظيم – The Big bang theory).
تُخبرنا هذه النظرية أنه قبل 13.8 مليار سنة، هذا الكون الواسع الشاسع الذي نعيش فيه، قد انفتق بكل ما فيه من نقطة صغيرة أصغر من رأس الإبرة، بل أصغر أضعافًا مضاعفةً من الذرة، ذات حرارة وكثافة عاليتين جداً، وهي ما يعبر عنه ب (المتفردة – Singularity)، التي يقولون أن الكون قد تضخم منها، ثم بعد التضخم تكونت الجسيمات الأولية كالإلكترون، ثم بعد ذلك تكونت ذرات الهيدروجين والهيليوم وبعض الليثيوم بنسب (مضبوطة جدًا – Fine tuning) تسمح بظهور الكون، ومن هذه الذرات تخلق الغبار الكوني الذي ستنشأ منه المجرات، ثم النجوم والكواكب فيما بعد..

طبعاً كانت هناك اعتراضات كبيرة جدًا على نظرية الانفجار العظيم، خصوصًا وأنها نظرية غريبة نوعًا ما، لكن عندما قام (أرنو بنزياس) وصديقه (روبرت ويلسون) سنة 1964م باكتشاف الخلفية الميكروية (الكونية – CMB)، التي هي عبارة عن أشعة كهرومغناطيسية توجد في الكون كله بنفس الشدة والتوزيع، وتعادل درجة حرارة 2.725 كلفن، (وحصلا بها على نوبل) أصبح عندنا دليلٌ رصدي قوي على هذه النظرية العلمية.

لنضرب مثالًا تقريبيًا على هذا الدليل؛ تخيل أنك قمت بوضع بارودةٍ صغيرة في غرفة ما، ثم أغلقت الباب حتى سمعت الانفجار، ثم بعدها دخلت، هنا إذا استعملت بعض أدوات الرصد والقياس العلمية، فسوف تجد آثار الانفجار حتى لو لم تكن على علمٍ بوجود القنبلة ولم تسمع الانفجار أو تلاحظه، بل حتى لو كنت مسافرًا وانفجرت قنينة الغاز –لا قدر الله– آناء غيابك، فسوف تتمكن من رصد آثار الانفجار الدَّال عليه، فكذلك الخلفية الميكروية الإشعاعية التي تم اكتشافها، هي بمثابة آثار وتوهجات باقية تدل على حدوث الانفجار الكوني.

ومع ذلك، ففي تقديري أن هذه النظرية هي من الأدلة الاستئناسية على بداية الكون، أو بالأحرى، هي أقوى نظرية حالية تشرح لنا كيف بدأ الكون، لكن هناك ما هو أقوى منها علميًا في الدلالة والبرهان على بداية الكون، كدليل التمدد الكوني، وقوانين الثيرموديناميك، والمواد المشعة، وغيرها..

وقد اكتفيت في هذا المقال بإدراج دليلين علميين اثنين، لكونه لا يخالف اليوم أحد على أن هذا الكون له بداية، حتى جمهور الملاحدة.

يقول الفيزيائي اللاديني، ستيفن هاوكينغ: “مع تراكم الدليل التجريبي والنظري، أصبح من الواضح أكثر وأكثر أن الكون لابد له من بداية في الزمان، حتى تمت البرهنة على ذلك نهائيًا في عام 1970م بواسطة بِنروز وإياي”.

إذن، فالعلم التجريبي الحديث قد وقف هذه المَرَّة مع الدِّين لا مع الإلحاد، ووافق تصورات علماء الإسلام خصوصًا والديانات (الإبراهيمية) عمومًا، التي ترى أن لهذا الكون بداية، يقول الفيزيائي (آرثر إيدجنتون) على لسان العلماء الملاحدة: “إن فكرة بداية الكون، أمر بغيض بالنسبة لي”. ويمكننا عزو هذا البغض والاشمئزاز إلى اللوازم اللاهوتية التي ينبني عليها هذا الحدوث الكوني، بتعبير ستيفن هاوكينغ: “ينزعج البعض من فكرة حدوث الكون، لأن فيها مجالا لتدخُّلٍ إلهي”.

لكنه العلم التجريبي الذي يمارسه عدد منهم، هو من قال كلمته هذه المرة، فهو المنهج الطبيعي الذي ظلت طائفة منهم تبجِّله وتُروِّضه ضدَّ الدين، قد تنكر لهم وقام بغرس سكين في خاصرتهم هذه المرة، يُذكِّرني هذا بقول فرانسيس كولينز: “لقد تسلق العلماء جبالاً من التنقيب، فلما وصلوا إلى الصخرة الأخيرة باتِّجاه القمّة، وجدوا المتديِّنين جالسين هناك منذ قرون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى