حديث الشبهات الحلقة 4 (العقل ليس ملحدا)
العقل ليس ملحدا
قبل ثلاث سنوات تقريباً كان لي حوار مع الدكتور فهد السنيدي على قناة المجد، وكان عنوان الحلقة: (العلم ليس ملحداً).
تحدثنا فيها عن: هل العلم متحيز للدين، أم أنه نصير للإلحاد والمادية؟!! وانتهينا من الموضوع بنتائج قد يتفق معنا البعض عليها، وقد يختلفون، هذه تبقى حرية الاختيار.
اليوم نتحدث عن موضوع قريب من الموضوع السابق، وهو: العقل ليس ملحداً.
نحن في مجالسنا، في حديثنا العام، وفي تداولنا بالكلام، لا بد أن يمر عليك يومياً هذا التعبير مرة أو مرتين على الأقل، كأن يقال لك: كن عقلانياً! أو المسألة تعرف بالعقل! يا فلان أين عقلك؟! قليل من العقل والمنطق.
فنحن إذا أردنا أن نعزز قيمة إيجابية، أو موقفاً سليماً، أو قراراً رشيداً، نقول عن صاحبه عاقل، أو عقلاني، وإذا أردنا أن نسم شيئاً، أو موقفاً، أو مؤسسة، بسمة سلبية، قلنا بطريقة الاستفهام الاستنكاري: أين عقلك؟!
فما هو العقل؟
من خلال الطرح العام رأينا أن المسألة انتقلت في الحوارات قديماً وحديثاً إلى الدين، وعليه:
هل هناك تعارض بين العقل والدين؟!
هل هنالك تضاد بين العقيدة والمنطق؟!
هل هنالك تناقض بين هذين العالمين؟!
البعض يقول لك إذا ناقشتَه: إذا أردتَ أن تناقشني، فلا تنقل لي أدلة نقلية، ﻻ أريد قال الله، وقال الرسول!!! بل أريد كلاماً عقلياً بحتاً! فهذه قضية دينية لا تدخل العقل، أو أن الدين يأتي بما ﻻ يقبله المعقول، أو أنني ﻻ أسلم لكلامك عقلياً.
فلو سألتَه: ماذا تعني بالدين؟!! هل هو الفهم الديني، أم معنى النصوص الأصلية للدين؟! فسيقول: الذي أعرفه أن العقل يضاد الدين!! فالعقل ثم العقل ثم العقل! وهذا مقارب لشعار التنويريين في عصر التنوير الأوروبي: لا حكم على العقل إلا بالعقل!! بل حتى المسألة اللاعقلية يجب أن تحكم عليها عقلياً، وترشد العقل.
فمن العقل تَصدُر، وحوله تطوف، وإليه تعود، فهو قطب الراحة الفكرية، والمعرفية.
الإمام الغزالي في كتاب (الاقتصاد في الاعتقاد) يقول: لا معاندة بين الشرع المنقول، والحق المعقول، أي: الحق الواقعي، والحق المستقل في ذاته.
ابن تيمية ألف كتابا كبيراً عظيماً، سمّاه: درء تعارض العقل والنقل، أو موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول!
بل حتى المعتزلة يقولون ذلك، ثم يختلفون بعد ذلك في التفسير، أو في التأويل.
وقبل الخوض في المقصود بالعقل، أشير إلى قضية مهمة للغاية، أشرت إليها كثيراً، وهي: جميل أن تسأل، وأن تحاور، وتناقش، ولكن ليس جميلاً أن تتخذ قراراً وأنت بعد لم تمتلئ علماً، ومعرفة، وفهماً، من المسألة التي تناقشها، أو أن تندفع اندفاعاً قوياً، بقراءات سطحية، لصفحة من هنا، أو نقل من هناك، هذا الالتقاط المتبعثر لا يصنع طالب علم، فضلاً عن عالم، أو متخصص.
في معرض الكتاب وقف أحدهم بجانبي، فقال: هل أنت مقتنع بالدين عقلياً أم شعورياً؟!
ثم قال: ما رأيك إذا قلتُ لك: إن الدين غير مقبول في عقلي، بل ولا عقلياً؟
فقلتُ له: أي عقل تقصد؟!
العقل التكتيكي، أم العقل التوليدي، أم العقل الأداتي، أم العقل الكانتي، أم العقل التأسيسي، أم العقل الباطن ؟!!
ولم يكن قصدي الإحراج؛ ولكنني أريد بيان غلط هذا الطرح بهذا الاختزال، وهذه التعميمات، في قضايا تحتاج إلى كثير من التأمل، والتفكير.
إذن….ما المقصود بالعقل؟
فأنت الذي تقول لي: إن العقل ليس ملحداً، ماذا تقصد بالعقل؟
أليس العقل هو تجربة إنسانية؟!!
أليس العقل كما قلتَ أنواعاً مختلفة، فهناك عقول، وليس عقلاً واحداً! ثم إن لكل عقل نموذجه الذي يستند إليه في التفسير.
فما المقصود بالعقل حتى ﻻ نتوه في المصطلحات، وفي المعاني؟!
هنا يأتي دور العلماء في قضية تأسيس المنهج الضابط للألفاظ والمعاني، يطرحون ذلك في كتب اللغة، وفي كتب المناهج، والقواعد الأصولية، وفي كتب المنطق.
نحن لدينا باب أو فصل يسمى: النسب في دائرة المعاني والألفاظ، فهناك لفظ يتولد منه معنى، أو معنى يوضع له ذلك اللفظ، وهي قضايا تواضعية يتفق الناس عليها، واللفظ والمصطلح نفسه يتطور في دﻻﻻته، تاريخياً، واستعمالياً … الخ.
ولذا عندما نقول العقل، فما هي نسبة هذا اللفظ للمعنى المفهوم عند الناس؟
لأن دائرة النسب فيها أقسام كثيرة، فمن ذلك:
التباين: كالإنسان والفرس، فهذا غير هذا، والأنثى والذكر، والحجر والماء، فهذه أشياء متباينة.
والتساوي: وهو أنواع مختلفة.
والعموم والخصوص من وجه، والعموم والخصوص المطلق.
والترادف: وهو تعدد اللفظ واتحاد المعنى، فالسيف والمهند والبتار، ألفاظ متعددة، تدل على معنى واحد.
والتخالف، والمشكك، والتضاد، والتناقض، والتعارض.
والبعض لعدم علمه، وإدراكه لمعاني المصطلحات يخلط بين التضاد، والتعارض، والتناقض، وهذا خطأ كبير يقع في كثير من الحوارات.
وهناك ما يعرف بالمشترك اللفظي، وعكس الترادف، فالمشترك اللفظي: هو لفظ واحد يدل على معانٍ كثيرة، وأوضح مثال عليه كلمة: عين.
فإنها يراد بها العين الباصرة، وهي الخاصة بالنظر، ويراد بها الذهب، ويراد بها الجاسوس، ويراد بها ذات الشيء، ويراد بها عين الماء.
كيف نعرف المقصود من تلك المعاني؟!!
الجواب: أن سياق الكلام يدل على المعنى المراد، فمثلاً: عندما يقول القائد: أرسلنا العيون على الأعداء، وجاؤوا لنا بالأخبار، فالمقصود هنا الجاسوس.
وفي قوله تعالى:{فيها عين جارية}، فالمقصود عين الماء.
وإذا قيل: رأيته بأم عيني، فالمقصود العين الباصرة، وهكذا….
وكلمة العقل تعتبر من المشترك اللفظي.
الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى في كتابه: (معيار العلم في فن المنطق) عكلم عن العقل، وبيّن أنه من المشتركات اللفظية، وذكر أنه يطلق عند الجماهير على ثلاثة أوجه: الأول: يراد به صحة الفطرة الأولى في الناس، والثاني: يراد به ما يكتسبه الإنسان بالتجارب من الأحكام الكلية، والثالث: يرجع إلى وقار الإنسان وهيئته، ثم قال: ولهذا الاشتراك يتنازع الناس في تسمية الشخص الواحد عاقلاً، فيقول واحد: هذا عاقل، ويعني به صحة الغريزة، ويقول الآخر: ليس بعاقل، ويعني به عدم التجارب، وهو المعنى الثاني.
وقال نصاً: (الوصف الذي يفارق به الإنسان البهائم وهو الذي استعد به لقبول العلوم النظرية، وتدبير الصناعات الحقيقية، والخفية، والفكرية)، فهذا العقل الذي يتميز فيه الإنسان، أما الحيوان فإنه يتحرك بالاسترجاع الغريزي المبرمج.
وقد يأتي العقل بمعنى العلوم الضرورية، وهذه هي مربط الفرس عندنا.
فما معنى العلوم الضرورية؟
هي علوم مشتركة بين كل الناس، مؤمنهم، وكافرهم، جاهلهم، وعالمهم، مثقفهم، وبدائيهم، كالضروريات العقلية، وهي استحالة المستحيلات، ووجوب الواجبات، والتي يضرب عليها الأمثلة في المبادئ العقلية، فمثلاً: الجزء أصغر من الكل، فهذه قضية أولية بدهية، ﻻ تحتاج إلى كثير تأمل، بل تعرف بداهة، ولا يختلف عليها، وكذلك: الواحد نصف الاثنين، قضية بدهية.
كذلك: الشخص الواحد، أو الذات الواحدة، يستحيل أن يكون في مكانين في وقت واحد. وهذه بدهية عقلية.
وقد يأتي العقل بمعنى المستفاد بالتجارب (خبراتنا، إنجازاتنا).
وحركة الحياة تختلف من شخص لآخر بحسب استفادته من هذه الخبرات، وبها يقع التفاوت في الأحوال، والذكاء، والتعاطي.
أخيراً: قد يأتي العقل بمعنى تقدير مآﻻت الأمور، وعواقبها، وهو العقل الأخلاقي الذي ركز عليه القرآن الكريم كثيراً.
فالذي ينظر للأمام بعين البصيرة، فإنه لا يقع في الحرام، وﻻ في الظلم، وﻻ في الفحشاء، ويجتنب كل ما هو مؤذي، لأنه ينظر للنهايات.
هذه المعاني الأربعة التي تقع على العقل.
بعد هذه المقدمة، نعود إلى موضوعنا: العقل ليس ملحداً، ونحن نتكلم على البديهيات العقلية التي نستند عليها في إثبات هل العقل يقف في صف الذين يقولون إن الكون نشأ بالصدفة، أو أنه أزلي قديم ليست له بداية، أو أنه أنشأ نفسه بنفسه، أو أن العدم كان منتجاً لهذه المادة، ثم دفع بالمادة إلى النظام، ثم دفع النظام إلى منظومات، ثم أنتج من المنظومات حياة، ثم جعل لهذه الحياة كائناً أعلى، ذكياً، عاقلاً، يسخر المخلوقات الأخرى له.
هل العقل يقف مع الصدفة؟ أم أنه يقف مع القصد والإرادة والتصميم الذكي؟ أي يقف وراءه خالق يتصف بصفات العظمة، والكمال، من إرادة، وعلم، وقدرة… الخ.
في البداية أقول: كل حقيقة علمية دقت أو جلّت فلا بد أن تعتمد في نهاية الأمر على حقيقة ضرورية، هي البديهيات، وهذه البديهيات يُستدل بها، ولا يُستدل عليها، بمعنى أنها ﻻ تحتاج إلى برهان فهي برهان في نفسها.
لأننا لو قلنا: كل مسألة تحتاج إلى دليل، وهذا الدليل يحتاج إلى دليل، فإننا لن نصل إلى نتيجة، ويبقى الجهل والشك مكتنفاً لها، فلا بد إذن من مسلّمات، ولذلك فإن الملحد، والمتشكك، بل حتى العالم لا بد أن ينطلق في بحثه من مسلمات.
وعليه نقول: ما هي الحقائق البديهية التي يحتاج إليها الإنسان في الحوار في الدليل على وجود الحق سبحانه وتعالى، والتي تنقض قول من يقول: إن العقل يقف بحذاء الإلحاد، أو أنه يسند الزندقة؟!!
سوف نذكر بعض المبادئ العقلية البديهية، ونناقشها، لنرى؛ هل تسعفنا هذه البديهيات، أم ﻻ؟
أول بديهية: بطلان الرجحان من غير مرجح.
ثاني بديهية: بطلان التسلسل.
ثالث بديهية: بطلان الدور.
رابع بديهية: قانون العلية السببية.
دعونا نبدأ بالقيمة البديهية الأولى في عقول البشر جميعاً، والتي إذا فهمناها، وتأملنا الكون، وتخلينا عن كثير من الشخصانية، والذاتية، فإنني على يقين أننا سنصل إلى أن لهذا الكون خالقاً جل جلاله.
قد أكون استعجلتُ في النتيجة قليلاً قبل شرح القانون، ولكن هذه هي الحقيقة التي سنكتشفها جميعاً.
القاعدة البديهية العقلية تقول: بطلان الرجحان من غير مرجح.
والمعنى لهذه القاعدة: (أن الأصل في الأمور أن يظل الشيء على ما هو عليه، ما لم يأت أثر خارجي يغيره في كيفياته، أو في وضعه العام) .
مثال: ميزان ذهب، أو ميزان لحم، أو ميزان فواكه.
الأصل أن تظل الكفتان متكافأتان، فجأة طاشت اليسرى وثقلت اليمنى!! ما الذي رجح هذا الرجحان؟ ما الذي رجح أن تثقل هذه، وتطيش تلك؟ هل حدث ذلك من تلقاء الميزان نفسه، دون تدخل خارجي؟!! الجاذبية موجودة، والميزان سليم 100 %، وفجأة يحدث هذا! أم ﻻ بد من ثقل كان في هذه الكفة، مما رجح ثقلها، وطاش بالأخرى إلى أعلى؟
هذا الذي نقطع به ولا بد، وهي مسألة مسلمة.
ولذلك لو ذهبت تحدث أي إنسان فيما استقر على ما هو عليه من أشياء الكون، والمادة، والحياة، وما يعرف، وما ﻻ يعرف، بأنه ترجح من غير مرجح، ومن غير مؤثر، ومن غير تدخل، ومن غير عامل خارجي، لأدار لك ظهره، وقال: اعذرني، فهذه قضايا لا أناقش فيها؛ لأن النقاش فيها هو نوع من السفسطة، وضياع الوقت.
في عام 1978 حصل الفيزيائيان الأمريكيان الكبيران بيمياس، وروبرت ويلسون على جائزة نوبل، لاكتشافهما العظيم، وهو: أن للكون بداية!! وأن لهذا الوجود نقطة انطلاق!! ولا شك أن هذا الكلام قد حسم وضيق خلافاً كبيراً بين العلماء بنسبة 90%!
وقد شرح هذا الاكتشاف كلاًّ من:
- الدكتور هاني خليل رزق، في كتابه: (الجينوم البشري وأخلاقياته)، والذي حاز به على جائزة الكويت للتقدم العلمي.
- الدكتور عمرو شريف، في كتابه: (كيف بدأ الخلق)، تكلم فيه عن بداية الكون، وكيف حدث الانفجار الأعظم؟ حيث وقعت خمسة معالم خارقة، ﻻ تخضع للفيزياء التي يعرفها الإنسان، والمتعاهد عليها، والتي يستطيع أن يتعامل معها!!
أقول: طالما اتفقنا أن لهذا الكون بداية، فهل حدث ذلك من غير مبديء ؟! وهل بدأ من نفسه؟ أم أن هناك من بدأ به، وحركه، وفجره، وخلقه؟!!
هناك خمسة معالم خطيرة:
- صغر النقطة المفردة التي انفجر منها الكون، والتي يسمونها أصغر من مقياس، أو طول بلانك، وبلانك هو عالم فيزيائي فلكي كبير، وعلى وفق قوانين الفيزياء يستحيل وجود مفردة بهذا الطول إﻻ متناهي، فهذا الكون بعظمته، ودقته، واتساعه، خرج من مفردة صغيرة ﻻ ترى بالمجهر، وبقياس ﻻ نستطيع أن نقيسه، بل هو فوق ما يتخيل العقل.
- كانت هذه المفردة التي انفجر منها الكون وتأسس ﻻ نهائية في قضية الكثافة، بمعنى لو قيل لك عقلياً إن هذا الكون الذي تراه بأرضه، ومجراته، وأفلاكه، جاء من مفردة صغيرة جداً جداً، ﻻ ترى بالمجهر، كيف هذه مكثفة في تلك الخيال يستشكلها والعقل يثبتها؟ ثم حدث الانفجار الأعظم على درجة حرارة بلانك (1032)، ثم يتكلم لك ما معنى 10 تجاوزت درجة حرارة (1032) الي (1037) وما أريد أن أعتمد على ذلك، ولماذا هذه اﻻستحالة في قوانين الفيزياء المعاصر التي يعرفها الإنسان؟
- السرعة في التمدد التي فاقت سرعة الضوء مليار مليار سنة!!
- توحد القوى الأربعة، وهي القوى الكهرومغناطيسية، والنووية الضعيفة، والنووية القوية، وقوة الجاذبية، فهذه القوى كانت متوحدة في الذرة التي انفجر منها الكون، والتي خلق الله تعالى منها الكون.
لكنه يقول لك: هذه القوى كي تتوحد في مقاييسنا الفيزيائية البشرية، فإنها تحتاج إلى طاقة بحجم المجموعة الشمسية!! (أين النقطة الخامسة؟!!!)
هذه الإشكالات التي أذكرها من أين جاءت؟! وكيف تناغمت؟! ومن الذي وضعها؟! هذه الأسئلة هي التي تحتاج إلى إجابة.
نعود إلى قاعدة: بطلان الرجحان من غير مرجح….
فأولاً: الكون ما كان موجوداً، بل العدم هو الموجود، وكانت طبيعة اللاشيء هي العدم.
والسؤال المهم: من الذي أنشأ الكون من العدم المطلق؟!!
ثانياً: بدأت نشأة الكون بخمس ظواهر خارقة للقوانين. من أين جاءت هذه القوانين؟!!
ثالثاً: سير الكون، انفجر الكون وبدأ الخلق، فقد انتقل من الفوضى إلى النظام، ومن النظام إلى المنظومات، وبمعادﻻت حرارية، وغير حرارية إلى اﻻنتظام، وإلى الإحكام، حتى ﻻ ينفلت شيء، أو يضيع شيء من الكون، ثم انتقلت من البنية الأبسط قليلة الفائدة، إلى البنية الأعقد المناسبة.
لاحظ أن الكون يصمَّم ويتشكل من أجل غاية حياة، وإنشاء إنسان!!
رابعاً: انتقل الكون من المادة ذات الأقل وظيفة، أي الأمور البدائية، إلى المادة الأكثر وظيفة وكفاءة!!
فهذه الأحداث التي وقعت، وهذا الترجيح الذي حدث، إما أن تكون صدفة؟ أو أن الطبيعة هي التي خلقت الطبيعة؟ أم هو المنطق، والعقل، والبداهة؟!!
ولكن العقل ليس ملحداً، فهو يقول لك: لا بد أن يكون هنالك قائم على هذا الكون، ولا بد أن يتصف بصفات كثيرة، تجعل هذا الكون يتحول إلى هذه المنظومة التي تجمع بين العبقرية، والنظام، والتكامل والجمال، والهدف.