لتجربة الأجواء المثيرة للمراهنة الرياضية والإثارة في ألعاب الكازينو عبر الإنترنت، ما عليك سوى التسجيل وبدء اللعب لدى شركة المراهنات Mostbet في المغرب . تعال لتستمتع باحتمالات عالية والعديد من المكافآت والعروض الترويجية والرهانات المجانية واللفات المجانية. سنمنحك نسبة 100% على إيداعك الأول، ولدينا أيضًا تطبيق ممتاز للهاتف المحمول!
مقالات

مذابح جماعية.. لماذا يقتل الرجل الأبيض بدم بارد

على مدار 56 عاماً كانت الولايات المتحدة بما تمتلك من تكنولوجيا وقوة عسكرية وعلمية وسيطرة سياسية على العالم موطناً أصيلاً لحوادث القتل الجماعي أو ما يعرف بـ Mass Shooting بصورة يعجز العقل عن فهمها أو تفسيرها، يبدأ الأمر وينتهي أمام عدسة كاميرا نشرة الأخبار وعلى السطور الأولى التقارير الصحفية بظهور رجل أمام مبنى مكتظ بالبشر وإشهار السلاح وإطلاق النار بصورة عشوائية على كل المتواجدين لإحداث مذبحة عادة ما يكون منفذها إحدى ضحاياها في النهاية.. ليظهر بعدها محلل نفسي على شاشة إحدى القنوات الأمريكية الشهيرة معلنا ثقته في أن منفذ الجريمة كان معتلا نفسياً وأنه من المؤكد أنه تعرض في صغره لعنف أسري من والده جعله يرغب في الانتقام العنيف بمجرد أن تحين له الفرصة، تاركاً المشاهدين أمامه في حالة من الوجوم والتساؤل.. هل يكفي أن يولد الطفل في أسرة تمارس العنف الأسري ليصبح قاتلاً جماعياً؟

ملف مفتوح

صبيحة الأول من أغسطس عام 1966 ولاية تكساس الأمريكية على موعد مع أول حادث لقتل جماعي منظم في تاريخها الحديث (1)، حيث وقع الحادث داخل المبنى الرئيسي لجامعة تكساس في مدينة أوستن، حينما دخل تشارلز ويتمان إلى مبنى الجامعة واستمر في إطلاق النار بصورة عشوائية لمدة تجاوزت 96 دقيقة قتل خلالها أربعة عشر شخصا وأصاب واحداً وثلاثين أخرون، ليسقط في النهاية على يد أحد ضباط الشرطة الذي عاجله برصاص أنهت حياته.

ولأننا نتعامل مع حادثة كانت ربما هي الأولى من نوعها في تلك الحقبة، فلم يكن معلوماً ماذا يكمن خلفها.. لذا فقد كان من السهل أن يركن الجميع إلى تفسير الاعتلال النفسي، فلن يكون هناك تفسير أكثر منطقية لرجل يقدم على قتل العشرات ممن لا يعرفهم ولا يمتلك أي عداء معهم.

على الرغم من اعتبار الاضطرابات النفسية عاملا يمكن الاعتماد عليه في تحليل عمليات القتل الجماعي من المنظور الغربي، إلا أن ثمة عوار كبير في ذلك النوع من التحليل، فهو يضفي طابعا من الرومانسية على ذلك النوع من الجرائم باعتبار أن المجرم كان ضحية في الماضي، ومن ثم فعلى على الجميع دفع ثمن كونه ضحية مجرم آخر، كما أن ذلك النوع من التحليل يصيبه الكثير من التشوش فهو لا يضع معياراً محددا للاضطراب النفسي المؤدي لذلك النوع من الجرائم، وهل ينفي عن صاحبه الوعي الكامل وهو بصدد الإقدام على جريمته أم أنه خارج نطاق الوعي.

لنعد إلى حادثة ويتمان فملامحها تحمل الكثير من التفاصيل الكاشفة لذلك النوع من التحليلات المعيبة.

في اليوم السابق للحادثة اشترى ويتمان سكيناً وفي مساء اليوم نفسه كتب مذكرة قال فيها: لا أفهم تماما ما الذي يجبرني على كتابة تلك الرسالة، ربما كان ذلك لترك سبب غامض للإجراءات التي قمت بها مؤخراً، من المفترض أن أكون شاباً ذكياً وعقلانياً، لكنني في الأونة الأخيرة كنت ضحية للعديد من الأفكار المتطرفة وغير المنطقية، والتي أصبحت تتكرر باستمرار، وتتطلب مني مجهوداً مضاعفاً لمقاومتها.

ثم أضاف في مذكرته (2) طلباً بإجراء تشريح لجثته بعد وفاته لفهم السبب الذي جعله وراء الأفكار التي كانت تراوده، ثم ذكر أنه سيقتل زوجته وأمه، رغم أنه لا يعرف السبب الذي يدفعه للقيام بذلك.

صباح يوم الحادثة، أرسل ويتمان رسالة إلى مكان عمل زوجته ليخبرهم أنها مريضة ولن تحضر اليوم، كما أرسل الرسالة ذاتها إلى مكان عمل والدته، فقتل زوجته بسكين ثم تركها في المنزل وذهب إلى منزل والدته فقتلها كذلك ثم تركها وأخذ الأسلحة الثقيلة التي كان قد حصل عليها قبل فترة وانطلق إلى مقر الجامعة لينفذ مذبحته.

كانت الرسائل التي تركها ويتمان والتي روت العنف التي تعرض لها من والده في طفولته وشبابه مبرراً كافيا وقتها لذلك التحليل الذي أصبح هو الأكثر شيوعا فيما بعد عند كل حادثة مشابهة.

أسباب غريبة

أجرت جامعة ألفريد الأمريكية دراسة (3) على مجموعة كبيرة من الطلاب، لسؤالهم عن الأسباب التي تدفع للقيام بعمليات قتل في المدراس باعتبارها المكان الأكثر تعرضا لتلك الحوادث، فكان الجواب الأكثر استخداماً هو الرغبة في الانتقام بعد التعرض للإيذاء الجسدي من الأخرين داخل مكان الدراسة.

وجاء السبب التالي مباشرة هو التعرض للتنمر والسخرية، أما عن السبب التالي فكانت عدم تقدير مرتكب الجريمة لقيمة الحياة وشعوره أنها بلا معنى، والسبب التالي هو التعرض لعنف في المنزل، والسبب التالي هو الاضطرابات النفسية.

لكن مجموعة الأسباب التالية كانت هي الأكثر غرابة مثل سهولة الحصول على سلاح أو عدم الحصول على أصدقاء جيدين أو عدم اهتمام المعلمين بهم أو الشعور بالملل أو تعاطي المخدرات والكحول.

الواقع أن هذه هي الأسباب التي قالها الطلاب بألسنتهم لاقتناعهم أنها الدوافع الحقيقية خلف ارتكاب المجازر الجماعية، لكن الحقيقة أن الكم الأكبر من هذه الدوافع وبقليل من التحليل والفهم الواقعي ستنهار ويظهر أنها مجرد قشور وهمية نتجت عن سياسة التعاطي مع كافة المشاعر النفسية السيئة على اختلاف درجاتها وهشاشتها باعتبارها اضطرابا يستدعي التدخل الاستشاري من قساوسة العصر الحديث في ثوبه العلماني “الاستشاريين النفسين”.

لكن الواقع يخبرنا أن الفردانية (4) بصورتها القاسية التي أنتجتها الرأسمالية وجعلت منطق “الحرية” بمفهومه غير المحدد مفتوحاً على مصراعيه، بما في ذلك حرية امتلاك كافة أنواع الأسلحة الثقيلة دون أن يكون هناك ما يمنع ذلك قانوناً، فرأسمال في الولايات المتحدة هو ما يحرك اللوبيات السياسية داخل جهات التشريع لمنع استصدار أي قانون يجرم الامتلاك العام للسلاح.

حتى أن محاولات منع امتلاك السلاح وصفت بكونها تقييداً للحرية الأمريكية التاريخية التي سمحت لكافة الفئات المجتمع الأمريكي بامتلاك السلاح، ليحيلنا ذلك على المفهوم المشوه للحرية الذي تنتهجه تلك المجتمعات، فما يريده الفرد مقدم على ما عداه مهما كان مؤذيا أو مدمراً المهم أن تشبع رغبته وتحصل على التقنين التشريعي ومن بعده المجتمعي من الفئات المتشابهة وترسيخ المفهوم حتى يصبح الامتناع عنه أو انتقاده درباً من الممنوعات قانوناً.

إحصائيات مفزعة

تشير الدراسة (5) التي أعدها مركز Everytown research& policy أن ضحايا عمليات القتل الجماعي ما بين العام 2009 وحتى العام 2022 بلغت 1363 شخصاً وأن معدل القتلى في العملية الواحدة يصل إلى 10، فيما وصل مجموع المصابين إلى 947 شخص.

حتى أن العام 2022 وحده وصلت حوادث القتل الجماعي في مختلف الولايات والمدن الأمريكية إلى 250 حادثة (6)، ففي شهر يناير مر 13 يوما فقط دون حادث قتل جماعي، وانخفض العدد في فبراير إلى 8 أيام، وفي مارس مر 10 أيام دون حادث، أما شهر أبريل فكانت المدة 9 أيام وشهر مايو 5 أيام وشهر يونيو 2يومين فقط، وبقية أيام الشهر شهدت حوادث قتل جماعي.

الغريب في الأمر أن المعدل المجمع للحوادث يستمر في الارتفاع كل سنة بصورة مطردة تدعو للتساؤل، ففي العام شهدت الولايات المتحدة 417 حادثاً فيما ارتفع العدد في العام 2020 إلى 611 حادثة ليقفز في العام 2021 إلى 700 حادثة.

ربما لا يكفي السياق لأن يتسع الحديث لجوانب أكثر عمقاً لكن غياب القواعد الأخلاقية والدينية عن تلك المجتمعات يمكنها أن تخبرنا الكثير عن الاستسلام لهوى النفس وغياب المعنى والهدف من الحياة يمكنه أن يصل بالإنسان إلى نقطة لا يمكنه تخيلها في يوم من الأيام.

(1)https://www.texastribune.org/2022/06/01/texas-tower-shooting-myth-good-guy-with-gun/

(2)https://tayiabr.wordpress.com/2017/08/26/charles-whitmans-suicide-note/

(3)https://www.alfred.edu/about/news/studies/lethal-school-violence/why-do-shootings.cfm

(4)https://dailytrojan.com/2022/06/08/recent-mass-shootings-reveal-deadly-consequences-of-rugged-individualism/

(5)https://everytownresearch.org/maps/mass-shootings-in-america/

(6)https://www.gunviolencearchive.org/query/0484b316-f676-44bc-97ed-ecefeabae077

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى