بينى وبينكم 2012 الحلقة الحادية والعشرون اشكالات الرقية الشرعية
إشكالات الرقية الشرعية
من منا لم يتعرض للتعب النفسي؟
من منا لم يصب بالقلق، والاضطراب، والإرهاق؟
من منا لم تمر به أوقات وحالات أحس أنها طارئة عليه، طالت هذه الحالات أو قصرت؟
إن قضية التوتر، والقلق، وما يرادفها من كلمات ومعانٍ تنم عن حالة اللا رضا أو الإرهاق الذي يصيبنا وينتابنا بين فينة وأخرى، فنبحث عن الطب، ونسأل المختصين في العلوم الطبيعية؛ إلا أن المسلم مرتبط بثقافته، ومرتبط بمرجعياته، ويرى في هذه المرجعيات آيات عديدة لشفاء ما في الصدور، وما في الأبدان، سواء كانت آيات قرآنية، أو نصوصاً نبوية.
وفي ظل ازدياد التوترات، وعصر القلق، كما يطلقون عليه، كثر في الآونة الأخيرة الاستعانة بعيادات القرآن الكريم!! واختلف الناس في هذا الأمر: فهل التركيز على هذه العيادات هو فهم خاطئ لكتاب الله تعالى، وسنة رسوله ﷺ، وهروب من الأسباب الطبيعية التي فشلت الأمة في تشخيصها؟
أم أنه من باب جرّب ولن تخسر، فالعلاج بالقرآن إن لم ينفعك فلن يضرك؟!
أم أن المسألة دخل فيها البُعد تجاري؟!
أم أن هذا كله مختلط، وما فوقه أكثر، وما لا نعلمه أكثر؟!!
إذن هي أمور كثيرة اختلطت في الأيام الأخيرة في قضية الرقية الشرعية، والتداوي بالقرآن الكريم، حتى رأينا قنوات فضائية خصصت لهذا الموضوع، وأصبح عندنا ما يسمى بالاستشفاء عن بعد!! كما هو الحال في تفسير الأحلام عن بعد، واتسعت هذه الدائرة، واختلط الحابل بالنابل، وزاد النقد، واختلطت الأوراق كثيراً، حتى أن وزارة الصحة والداخلية لم تعد قادرة على البت في هذه الموضوع الشائك!
ومن هذا المنطلق كان لا بد لنا من الاستعانة بالمختصين النفسيين في هذا الجانب؛ لنسمع وجهة نظرهم، ونحاول تلمس جانب الصواب من الخطأ في هذا المقام.
ولأجل ذلك كان لي حوار ماتع مع أحد هؤلاء الاختصاصيين النفسيين؛ ليطلعنا على النظرة الصحيحة، والموقف المتزن مما يحدث على الساحة.
وحواري كان مع الأستاذ الدكتور طارق الحبيب، وبعد الترحيب به، سألته:
ما رأيك بما سمعت؟
فقال:
أنا لا أعتقد الأزمة ليست في وزارة الصحة، ولا في وزارة الداخلية، إنما الأزمة في القيادات الإسلامية! التي لم تقل كلمتها بشكل واضح، فتركت الناس يهرجون، ويمرجون كما يشاؤون، وقد كان لزاماً على هذه القيادات الإسلامية العليا أن تتخذ كلمتها، وتقول رأيها بكل صراحة ووضوح، مع علمنا أن تلك القيادات مقبولة اجتماعياً، فكلمتها مسموعة عند الكثيرين، فماذا لو كانت هناك هيئة كبار علماء في ذلك البلد؟ كان الواجب عليها أن تنطق بالحق في تقنين هذا الأمر.
وفي رأيي المتواضع أن إنشاء عيادات للعلاج بالقرآن خطأ كبير، وليس الخطأ في العلاج بالقرآن، وإنما الخطأ في العيادات، لماذا؟
لأنه يجب أن يقنن العلاج بالقرآن الكريم تماماً، ثم بعد ذلك يتم إنشاء العيادات، لأنه حينما أنشأت العيادات في بعض دول العالم الإسلامي بدأ الراقي يفعل ما يريد، وبدأ يبتكر طرقاً شخصية بحسب فهمه، ومستواه العلمي! وهذه الطرق الشخصية ليست من القرآن في شيء!! فلا بد أن يكون هناك تقنين لهذه المسألة، ومنح رخص لهؤلاء الرقاة كما تمنح للأطباء في فتح عياداتهم، فكما أن الطبيب يجب أن يكون حائزاً على شهادة في دراسته وتخصصه، ومن ثم يكون قد مارس ذلك الأمر عملياً، كذلك الحال مع هذا الراقي والمعالج بالقرآن، يجب أن يكون هناك دبلوم اسمه دبلوم المعالج بالقرآن، يدرِّس فيه أطباء النفس، والأطباء العضويون، المباديء العضوية أو الأساسية للأمراض العضوية؛ حتى يفهمها الراقي، فقد تأتي هذا المعالج حالة فشل كلوي، فيظن أنه جانّ، كما هو الحال في كثير من تشخيصات هؤلاء المعالجين!! فلا بد أن يعطى لهذا المعالج المبادئ الطبية العامة، ومبادئ الأمراض النفسية العامة، وكذلك أساسيات العلاج بالقرآن.
ثم بعد ذلك نأتي إلى اجتهادات هؤلاء المعالجين، فكما أن وزارة الصحة تراقب الأطباء، وتحاسبهم على أية أدوية غير نظامية يصرفونها، أو على ممارسات غير نظامية، فكذلك يجب مراقبة هؤلاء المعالجين بالقرآن بأن لا يمارسوا إلا ما دربوا عليه، وما قنّن لهم؛ لأن اﻻجتهادات الشخصية هي المشكلة، فالاجتهاد لعلماء الشرع، وليس للمعالجين بالقرآن، فالمعالج بالقرآن يتعلم من عالم الشريعة، وعالم الشريعة يجتهد، ويأخذ من خبرات الراقي، فيصدر الاجتهاد، وبهذه الطريقة تنحل الأزمة كلها.
قلتُ:
إذن أنت لست ضد الرقية الشرعية؟
فقال:
بل معها، وأؤيدها، بل إن رأيي في الرقية الشرعية ربما رأي غريب، فأنا ضد الرقية الشرعية التي تكون فقط للجنّ، والسحر، والعين، بل يجب أن تكون الرقية الشرعية في عدة أمور:
أولها: للإنسان السوي. فمن حجّر واسعاً، وجعل العلاج بالقرآن فقط للجنّ، والسحر، والعين؟!
ثانياً: للإنسان المريض العضوي.
ثالثاً: للمريض النفسي.
نعم، حينما أقول: إن الرقية تستخدم في هذا كله، للسّوي، وغير السّوي، أيًّا كان مرضه، فهذا لا يعني الاكتفاء بها، فالذي نزّل القرآن سبحانه هو الذي خلق الدواء، فلو جاءني مريض به علّة، فالواجب علي أولاً أن أشخصها، فإن كانت علّة عضوية، فيجب أن يعالجها بالدواء العضوي، وبالقرآن، وإن كانت علّة نفسية، فيعالجها بالدواء النفسي أو المهارات النفسية، وبالقرآن.
وإذا كان الشخص سوياًّ فعليه بالقرآن، يستعين به استعانة ووقاية أيضاً.
وإن كان مرضه من مس جنّ، أو سحر، أو عين، إن كان التشخيص صحيحاً، فعليه القرآن، وعلاج أي آثار لذلك بما يحتاجه من أدوية.
قلتُ:
أنت بكلامك هذا تقف في صف المفسرين الذين فسروا قوله تبارك وتعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}، بأن (من) هنا ليست للتبعيض؛ وإنما بيانية، فالقرآن كله شفاء.
فقال:
نعم، كله شفاء، ولكنه ليس الشفاء وحده! فمن نزّله خلق غيره من الأدوية، وهذه هي الإضافة التي أضيفها، فالقرآن ليس هو الشفاء وحده، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع الماء، والملح، حينما لدغته العقرب، وأيضاً قرأ عليها، فجمع بين الدواء، والرقية.
قلتُ:
صدقت، ولذلك جاءت الأحاديث النبوية في الحثّ على التداوي، كقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء)).
ولكن ها هنا مسألة مهمة: وهي أن كثيراً ممن يُقبل على اﻻستشفاء بالقرآن الكريم، والرقية الشرعية، لا يصلي، ولا يهتم بأمور الدين، ولا بالقرآن، لكنه إذا مرض، تراه يذهب إلى هذا الذي سمع عنه أنه يعالج بالقرآن، فهل تتوقع أنه يتأثر إيجابياً حتى ولو لم يكن مؤمناً؟!
فقال:
بحسب فتاوى العلماء أن الرقية ليست للمسلم فقط، بل حتى الكافر يمكن أن يستفيد من القرآن، والرقية به، ومن دراساتي في هذا الباب تبين لي أنه يجب أن يكون للرقية أربعة شروط حتى تحقق آثارها:
أولاً: القوة النفسية للمقروء عليه، فيعتقد أن القرآن سيؤثر عليه اعتقاداً نفسياً، فهو مقبل؛ لأنه سيشفى من هذا.
ثانياً: الاعتقاد الروحي، وهو علاقة الفرد بربه، وإيمانياته العالية بربه، وإيمانه بالقرآن ككتاب منزّل من الله تعالى.
ثالثاً: القوة النفسية عند الراقي نفسه، بأن يكون عنده قوة نفسية عالية، وقناعة بأن هذا القرآن سيفيد المريض.
رابعاً: القوة الروحية عند الراقي في إيمانيته بالقرآن، فقد تجد بعض الرقاة ربما يكون متديناً، فاضلاً، ولكنه لا يؤثر في رقيته، كما يؤثر ذلك الشخص غير المتدين!! لأن غير المتدين قد يكون عنده قوة نفسية، وعيونه كبيرة، وتأثيره كبير، وعنده درجة إيحائية عالية، فهذه المعطيات كأنها ترفع درجة الاستعداد للتأثر بالقرآن.
قلتُ:
هذا كلام دقيق جداً، فالحالة النفسية لها دور كبير في قضية التأثر بالعلاج، بأن يكون المحل قابلاً لما يلقى فيه، وقد أشار إلى هذا المعنى الإمام ابن القيم في مقدمة كتابه: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي.
وها هنا ملاحظة غريبة: وهي أن يتحول الراقي إلى مشخص للداء، وإلى معالج، وإلى صيدلاني، في الوقت ذاته!! هل لك أن تتخيل ذلك؟!
شيء مهول، دعني من قضية الكسب المادي الكبير الذي يجنيه خلال فترة قصيرة، فهذه لن أتحدث عنها، مع أنها مصيبة عظيمة باستحلال أموال الناس بطرق غير مشروعة، وبالفهلوة كما يقال! لكنني أتكلم في هذه النقطة عن صحة الناس، واسمح لي أن أضرب لك مثلاً على ذلك:
فهذا شاب كان في الرابعة عشر من عمره، قد أصيب بآلام شديدة في ظهره، وبدأ بالانحناء نتيجة ذلك، فيمم وجهه شطر الرقاة! فإذا بأحدهم يقول له: لقد وطئت على سحر عنيف!! وإذا بآخر يقول له: كلا، بل لقد سُقِيت سحراً!! أما الثالث فقال له: أنت معيون!! حتى أصبح الشاب فريسة للوساوس، ولما عرضت حالته على طبيب مصري مختص في الأورام تبين أن عنده ورماً في الدماغ، ضاغط على العصب، وهو الذي يسبب له كل تلك الآلام، لكنه توفي رحمه الله تعالى؛ لأن حالته كانت متأخرة!! أليست هذه جريمة كبرى؟
فقال:
كلاّ، مطلقاً!! لأنه حينما تسمح للإنسان أن يعالج بالقرآن دون أن تضع تنظيماً لهذا العلاج، ولا تقنيناً، ولا متابعة، فإنه سيفعل ما يريده، هذه واحدة.
الأمر الآخر: على فرض صدور هذا الخطأ من أحد الرقاة، أو من بعضهم، فليس صحيحاً أن نكون كلنا ضد الرقاة أيضاً؛ وإنما لا بد من الحكمة، والعدل.
فمثل هذا الشاب الذي تم تشخيصه من قبل مجموعة من الرقاة تشخيصات مختلفة، أقول: إن مثل هذا يقع في الأمراض العضوية عند أشهر الأطباء، حينما يتنقل المريض من طبيب لآخر،، فيجد تشخيصات مختلفة، ولكن ليس معنى ذلك إخلاء المسؤولية عن هؤلاء الرقاة؛ لأن بعض هؤلاء لم يتعلم، ولم يتقن العلاج بالقرآن، فمن الطبيعي أن يختلفوا خصوصاً في أشياء غير ملموسة، فلا نكيل بمكيالين، ولا نزن بميزانين، فأنا لا أدافع عن الرقاة؛ ولكنني أدافع عن الحق الذي أنادي به وهو تقنين العلاج بالقرآن، وبعد أن يقنن، يكون الراقي جزءً من الفريق الطبي المعالج في المستشفيات، وهذه هي الفكرة، فلا يقرر بمفرده، بل هو جزء من الفريق، وهذا الفريق يقوده الطبيب أو المختص.
قلتُ:
بعض المعالجين والرقاة الشرعيين يضع له غرفة معينة، وتساعده بعض النساء، وتكون القراءة جماعية أي على مجموعة كبيرة من النساء من خلال الميكروفون، ويحدث أن هذه تسقط، وتلك تصرخ، وثالثة تربط!!
هذا الجو كيف تراه نفسياً؟
فقال:
لو سألنا: ما الذي يحدث أثناء الرقية الجماعية؟
الجواب:
يحدث شيء أساسي محدد، وهو أن أصحاب الشخصية الهيستيرية يكونون أكثر عرضة لنوبات هيستيريا، فيبدأ يتحرك حركات غريبة، ويخرج أصواتاً غريبة، فالشخص الذي لديه استعداد ولو كان بسيطاً لتلك النوبات يتهيج جداً نتيجة ذلك؛ لأنه جاء بحالة خوف أصلاً، وعنده استعداد أن يسقط، هكذا هيأ نفسه، ولذلك يبدؤون يتساقطون الواحد تلو الآخر، ويحدث ما يسمى بالهيستيريا الجماعية!!
وليس معنى ذلك أن العيب في القرآن، والعياذ بالله، وإنما العيب في طريقة التعاطي، فهذا الذي أقصده من حدوث نوبات هيستيرية.
قلتُ:
من وجهة نظرك أين هي الخشبة التي تحرك أولاً في قضية حل هذه الفوضى؟
فقال:
هيئة كبار العلماء، والعلماء المعتبرون في كل بلد، والذين لهم مكانة سياسية، يأخذون القضية؛ لكن بعضهم يخاف من الرقاة!! فهو يعتبر هؤلاء الرقاة جزء من المتدينين، فيخاف منهم، لكنهم في الحقيقة يختلفون عن المتدينين، ويختلفون عن علماء الشريعة، فهو شيخ راقي، وليس شيخ علم شرعي، فيجب أن يقنن هذا الأمر بحيث لا يتركون بهذه الطريقة، ويكون ذلك بوضع برنامج كامل لمثل هذا، ثم بعد ذلك تنطلق القضية، والمناسب منهم نحتفظ فيه، والجاهل الخبيث نطرده، والذي عنده أخطاء نعلمه، فهذه هي المنهجية التي لا بد من اتخاذها.
قلتُ:
بدأ الرقاة يتقاربون في قضية التشخيص، فصفات المعيون مثلاً كذا، وكذا، وصفات المسحور كذا، وكذا، وصفات المحسود كذا!!
ولكن أنت كطبيب نفسي تعالج بالتوجيه، وتعالج بالأدوية، عندما يأتيك مريض فكيف تشخصه، وكيف تميز أن هذا الشخص مصاب بالعين مثلاً، أو أنه تلبس بسحر، أو أن فيه اكتئاباً مثلاً؟
فقال:
التشخيص في الطب النفسي يقوم على الأعراض، فعندما أقول إن هذا عنده اكتئاب، فليس معنى ذلك أن عنده بكتيريا الاكتئاب كسببية، وإنما المقصود أن هذه الأعراض مجتمعة تسمى اكتئاباً، والذي عنده قلق هذه الأعراض مجتمعة تسمى قلقاً، لا أن عنده فيروس للقلق.
أما تشخيص العين، والسحر، والجنّ، فلا يقوم على الأعراض، وإنما يقوم على السببية: عين، سحر، جن، وأنا كطبيب نفسي لا أتجه إلى السببية في العلاج؛ وإنما للأعراض، لكنني كمسلم فإنني أطلب القرآن في كل شيء، لكن دوري في مسألة العلاج يكون بالدواء، أو الجلسات النفسية، فلا عندي مانع أن يجتمع الاثنان، أو أن يفترقا، المهم في هذا هو تأصيل طريقة التفكير في تعاطيها.
قلتُ:
ألا ترى أن نعلم الناس أن يثقوا بأنفسهم، ويقوموا بالرقية على ذواتهم؟
فقال:
الرقية عدة أنواع، فقد أرقي نفسي، وقد يرقيني غيري، أو أن أطلب الرقية من غيري، أو أن يطلب غيري مني أن يرقيني، وهذه كلها وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكلها متاحة شرعاً.
قلتُ:
هناك أناس يتأثرون بالقرآن، وقد سمعوه لأول مرة، وهم من غير المسلمين، ولا يعرفون القرآن، هذا كلام غريب، فبماذا تفسره؟
فقال:
هذه حالات نادرة، وليست ظاهرة، وهذا لا يقلل من قيمة القرآن؛ إلا أن الشعور بالضعف عند المسلمين جعلهم عندما تحدث حالة نادرة يحاولون تضخيمها، وكأن القرآن يبحث عن تقوية منهم بأطروحاتهم!! فالقرآن قوي بدلالاته، مستغنٍ بذاته، وإذا جئت إلى التفسير النفسي فأحياناً قد يكون سبب ذلك الجرس وإيقاع الكلمات، ولربما كان في الأذن استعداداً معيناً لذلك الجرس! ولذلك فإني لا أؤمن بالرومانسية في التعاطي مع أصول الدين، وهذا ليس تقليلاً للقرآن، بل إنني أتعبد به، وأتلذذ به؛ ولكن منهج الله هو الأصل، وليست الرومانسيات، والتفاعلات النفسية.
قلتُ:
ومن هنا لا بد للإنسان لأن يجدد عهده بالقرآن الكريم، ليس قراءة فقط، وإنما تجديد تأمل، فحفظ القرآن ليس واجباً؛ ولكن التدبر أقرب للوجوب عند كثير من العلماء، ولذلك قال الإمام النووي في كتابه الأذكار: والقراءة بتأمل خير من الكثرة بالهذرمة.
فهذا هو الذي نريد أن نركز عليه: النوع، وليس الكم.