لتجربة الأجواء المثيرة للمراهنة الرياضية والإثارة في ألعاب الكازينو عبر الإنترنت، ما عليك سوى التسجيل وبدء اللعب لدى شركة المراهنات Mostbet في المغرب . تعال لتستمتع باحتمالات عالية والعديد من المكافآت والعروض الترويجية والرهانات المجانية واللفات المجانية. سنمنحك نسبة 100% على إيداعك الأول، ولدينا أيضًا تطبيق ممتاز للهاتف المحمول!
وياكم 2013

وياكم 2013 الحلقة الحادية عشرة محمد مكة

السلام عليك أيها النبي

محمد) صلى الله عليه وسلم.)

هل هناك أجمل من هذه الحروف، وهذه الكلمة على قلوبنا؟!

لكن كلامنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم سيكون من زاوية جديدة….

إنه طرح بهذا الأسلوب لأول مرة؛ لأنه ليس مجرد عرض وصفي، أو تحليلي….

وإنما هو إنجاز، ومشروع ضخم!!

نحن نعرف أن العظمة تتجلى في صفات كثيرة، والتاريخ مليء بالعباقرة والعظماء،
فالعظمة إما أن تكون في الصفات، والطباع الشخصية، والمميزات الأخلاقية لهذا الإنسان العظيم، وإما أن تكون بالأعمال الجليلة التي قام بها هذا العظيم، وإما أن

تكون العظمة في الآثار التي خلدها هذا العظيم في أمته، أو في التاريخ.

وهؤلاء العظماء الذين نراهم قد يكون الواحد منهم عظيماً في جانب، لكنه فقير في جانب آخر…أو يكون عظيماً في جانب، وساقط في جوانب متعددة…

ومن هنا حرص العظماء على أن يخفوا جوانب من تاريخهم!!

أما محمد صلى الله عليه وسلم فكان عظيم المزايا، عظيم الصفات والأخلاق، عظيم الأعمال، عظيم الإنجازات التاريخية، والإنسانية؛ لأنه مرسل من الله سبحانه وتعالى، ولذلك كانت سيرته معروضة، ومفتوحة للجميع، فنُقلت بتفاصيلها كاملة بلا خفاء، أو تستر على جانب منها، في عصر نرى فيه كل أمة حريصة على أن تخلد تاريخها، وتخلد رموزها بشتى الطرق، من معارض، وتماثيل، وقصائد، ومتاحف،  ورسوم، ولوحات، وغير ذلك….
أما آن لنا أن نبتكر من الوسائل المباحة، التعليمية، التعريفية، التي تعرّف برسولنا صلى الله عليه وسلم؟!!

المعارض والمتاحف اليوم هي محط تزاور دائم، وتعريفي للمنجزات، خاصة في العقلية الأجنبية، وقد رأيت مشاريع إسلامية في هذا الإطار، إلا أنها متواضعة…
أما المشروع الضخم الذي سوف يولد قريباً بإذن الله، فهو مشروع متكامل يحوي قناة فضائية، ومتاحف متنقلة، وفيه دراسات تخصصية من مئات الباحثين…

الكل يتحدث عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من زاوية تختلف عن الزاوية التي يتحدث عنها الآخر.
كان صاحب هذه الفكرة الرائدة الإبداعية غير المسبوقة هو الدكتور ناصر الزهراني، من مكة المكرمة…

نشأت الفكرة في ذهنه، وبدأ بالعمل عليها، وأفنى حياته، وفرغ وقته لأجلها….
يقول عن نفسه: ليس لدي وقت لأي عمل آخر سوى هذا العمل!!

فرغ نفسه لهذا المشروع الضخم جدًّا، المدعوم بكل جهده، وإمكاناته، ليجعله عالمياً، وليس  محلياً، أو إقليمياً، خدمة منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم… أشرك معه في هذا المشروع أصحاب الحرف، والمهن اليدوية، المحترفون في عمل الرماح، والجلود، والمساكن، وغيرها!!

الزائر لهذا المشروع سوف يشاهد مكة المكرمة، ومدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكأنهما حقيقة!! من الدقة في التجسيم، والتصوير، والمحاكاة.

دعونا نقف قليلاً مع هذا الإنجاز المبهر، ونحاور صاحب فكرته، لنستطلع منه، ومعه أبعاد هذا المشروع، وتداعياته، ونتائجه…

كان سؤالي الأول للدكتور:
ما هي الإضافة المميزة، والفريدة التي قدمها هذا المشروع، في ظل عالم الموسوعات، والبرامج التليفزيونية، والإنترنت
فقال:
بلا شك فإن الإضافات كثيرة جدًّا، وهي إضافات وليست إضافة واحدة!

هذا المشروع أكبر من مسألة كونه معرضاً، أو متحفاً،  فهذا جزء، ونافذة من نوافذ المشروع، وقسم من أقسامه!
المشروع أوسع من هذا بكثير، المشروع يشمل المعرض ، وستكون هناك معارض عالمية حول العالم بإذن الله تعالى، ويشمل المتحف، والموسوعة، وهي أكبر وأشمل موسوعة في التاريخ عن النبي صل الله عليه وسلم، وعن الشريعة بأسرها، فسوف تربو مجلداتها على 500 مجلد، وقد تم إنجاز أكثر من 100 مجلد منها إلى الآن، ولله الحمد.
هناك أيضاً قناة: (السلام عليك أيها النبي)، الفضائية، وهي متخصصة في هذا المجال.
كذلك مكتبة: (السلام عليك أيها النبي)، أكبر مكتبة في التاريخ عن النبي صل الله عليه وسلم، أسسناها ولله الحمد في مكة المكرمة.
كذلك جامعة: (السلام عليك أيها النبي)، بحيث يأتي الطالب من أي أرض إلى مهبط الوحي، ليأخذ شهادة في الوحي، متخصصة في هذا النور، وهذا الضياء.
فالأفكار متعددة، وكثيرة بالنسبة لهذا المشروع، والأقسام متنوعة، فأنت تجد في هذا المشروع كل ذرة في حياة النبي صل الله عليه وسلم، وكل ما يمكن أن تتخيله عن الكون، والفلك، والحياة.
أي باختصار كما حاول بعض العلماء تعريف المشروع، أو الموسوعة، فقال: هي تكتب عن كل شيء كل شيء!
وللعلم ليس في هذه الموسوعة، أو هذا المشروع بكامله إلا قال الله تعالى، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي قائمة على الكتاب، وصحيح السنة المشرفة. فهو بعيد عن أي آراء أخرى، أو أي مذاهب، أو خلافات، إنما هو عودة مباشرة إلى النبع الصافي الرقراق، عودة للاجتماع، عودة ودعوة إلى الكتاب والسنة بنورها الجلي.

سألته:
هذا المشروع المتكامل، التفصيلي، المبهر، المبتكر، الإبداعي، هل جاء كردة فعل عن الإساءات المتكررة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!
فأجاب:

أبدًا، لم يكن هذا المشروع ردة فعل، ومع أن تلك الإساءات للنبي صلى الله عليه وسلم تؤلمنا، وتؤذينا، إلا أنني كنت من ضمن من كان ينادي بالردود الحضارية، وعدم الاندفاع، والاستفزاز، حتى على مستوى الإساءات، أما بخصوص المشروع، فإن هذه الروح كنت متشرفاً بها منذ زمن بعيد، ولله الحمد، فهي تسري في دمي، وفي قلبي، وفي وجداني، وكنت أتمنى أن أوفق لخدمة السنة بشيء يكون مميزاً، وأخرج بهذه السنة عن مجرد اختزالها في الغزوات والحروب! وكأن السيرة النبوية قاتل ومقتول، وحروب ودماء!!

وهذا الأمر وإن كان جزءً مهماً من السيرة، إلا أنه ﻻ يمثل سوى قرابة خمسة في المئة منها! ويكفيك أن لديك أكثر من 13 سنة، ما امتدت فيها عصا، فضلاً عن سيف! ثم كان ﻻ بد من الجهاد في سبيل الله؛ لنشر هذه الهداية، وإعلان هذا الحق، ودحر المعتدين، فهو جزء من السيرة النبوية.

لكن المشروع أوسع من هذا كله، والفكرة عندما بدأت عندي، ما كانت على الوضع الذي وصلت إليه الآن من الاتساع، والشمول، بل كان غاية الأمر أن أكتب كتاباً في السيرة بشكل مميز عما سبقه، فأنا لحمد الله لي تجارب قديمة ف هذا الجانب، فأنا صاحب قصيدة السراج المنير، كتبتها منذ ما يزيد على 20 سنة، كما أني مدحت ربي عز وجل بأول وأطول معلقة في التاريخ، بأكثر من 240 بيتاً!!
فأنا بدأت في هذا المشروع من قبل ست سنوات، وأنا أريد أن أكتب كتاباً في السيرة بشكل عصري، وإنساني عام، ومنذ أن أمسكت بالقلم، ويرتسم في مخيلتي ذلك الإنسان أيًّا كان، فأنا لم أكتب للعربي، أو للمسلم، أو للخليجي، بل إنني أكتب للإنسان كإنسان، وكيف أوصل له هذه الهداية بشكل يناسبه؟!
فكانت الفكرة كتاباً، فأراد الله أن يصبح الكتاب مئات المجلدات، وأن يصبح معها مشاريع عديدة مختلفة بفضل الله سبحانه وتعالى.

قلتُ:
أجمل ما في هذا الكلام أن هذا المشروع: مشروع السلام عليك أيها النبي، ليس ردة فعل، وإنما إنشاء فعل، وهنا يأتي الإبداع.
الإبداع يأتي في الجديد…
الإبداع يأتي في سد الثغرة…
الإبداع يأتي في التفاصيل…
الإبداع يأتي في الإضافة…
وهذا ما صنعه مشروع السلام عليك أيها النبي….
نحن ندرّس لتلاميذنا في المدارس، والجامعات، والكليات، تعريف السنة أنها كل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة. وبعضهم يقول: أو ترك. ونجلس عدة محاضرات نشرح في هذا التعريف، ونفصل فيه، في حين أن من يدخل هذا المشروع، ويتجول في هذا المعرض، وهذا المتحف لساعات، فإنه يغنيه عن ذلك التعريف النظري.
فأنت تعيش في ذلك المعرض، وترى السنة تفصيليًّا…

وقد زرتُ هذا المعرض بنفسي، وتجولتُ فيه، فرأيتُ شيئاً عجباً، وإبداعات مذهلة…

وقد لفت انتباهي قاعة تراثية تحوي سهاماً، وخوذات، وسيوفاً، وغيرها، ولأول وهلة قد يتساءل الإنسان أو المشاهد: ما علاقة مثل هذه الآثار بمعرض السيرة النبوية، أو متحف السيرة النبوية؟!!

 

فبادرني الدكتور ناصر قائلاً:

هذا جزء مهم من السيرة، وهذا السؤال الذي أثرته مهم جدًّا…
فأولاً: كلمة آثار ليست صحيحة في هذا الموضع! فربما مثل هذه الكلمة تحدث لبساً عند بعض الناس، فيظن أنك تأتي بآثار حقيقية للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن كان معه، وللأدوات التي كانوا يستخدمونها، في حين أن الأمر ليس كذلك أبداً، بل هي مصنوعات تعليمية حديثة، صنعت بطريقة احترافية تحاكي الأشياء القديمة، وهذا كله جزء من السيرة، وجزء من موسوعة السلام عليك أيها النبي.
وأما ثانياً: فإن هذه الفكرة بدأت معي أثناء كتابتي في السيرة النبوية، فوجدتُ على سبيل المثال:

أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على الخُمرة (بضم الخاء)!! فما هي الخُمرة؟!
أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس القِباء(بكسر القاف)!! فما هو القباء؟!
المُدّ (بضم الميم)!! فما هو المد؟!
الصاع!! فما هو الصاع؟! ماهي العنزة؟! ما هي الكنانة؟! وقس على ذلك.
بدأتُ أبحث في كتب أهل العلم، فوجدتهم يشرحونها بكل وضوح، لكن كثيراً منهم كان يقول في التعريف: وهو إناء معروف، أو لباس معروف، لوضوح معناها في زمنهم، أما نحن فليس في هذه الأزمان مثل تلك المصطلحات، فهي جزء نجهله من حياة وسيرة نبينا صلى الله عليه وسلم، فهذه المصنوعات تعيدك لذلك الزمن، وكأنما تعيش عهد النبي صلى الله عليه وسلم بكل تفاصيله، من ناحية البناء، ومن ناحية الاستعمالات، ومن ناحية الأواني، والمقتنيات، والأثاث، وغير ذلك.

فسوف يجد الزائر لهذا المعرض أو المتحف صناعة لكل ما ورد على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، سواء استخدمه صلى الله عليه وسلم، أو لم يستخدمه، وقد أضفتُ إليه كذلك كل ما ورد في القرآن الكريم من أدوات، وأشياء، مثل: القطمير، والفتيل، والدروع السابغات، وما إلى ذلك، وكل ما سبق هو عبارة عن وسائل تعليمية، فهي لتقوية المعرفة والاتباع، كما قال بعض العلماء: هذا شرح عملي للسنة، وكان بعضهم يقول: عدت بنا إلى عصر النبي صلى الله عليه وسلمK كأننا نعيش معه، فنرى تفاصيل الحياة، من شكل اللباس، وشكل السلاح، وشكل الأواني، وشكل المقتنيات، وما إلى ذلك.
ولذلك فمن الناحية الفنية قمتُ بالتعاقد مع اتحاد الأزهرين العرب للمساعدة في هذا الجانب، وأما من الناحية العلمية فما صح في هذه الأشياء قمتُ أنا بجمعها بتعريفاتها في اللغة، مع الاستعانة بفريق كبير من علماء اللغة، والحديث، والفقه، فهذا مشروع علمي كبير، لا مجال لأي وهم فيه.

فقلتُ معلقاً على ما رأيته في ذلم المعرض الجميل المبهر:
هذا المشروع يشتمل على جزأين: تعريف ودعوة، وبينهما تلازم.
فنحن نعرّف بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم ندعو من خلال هذا التعريف.

وهذا المشروع الضخم الناجح أظن أنه ستكون له بصمة، وأثر كبير، في واقعنا المعاصر.

وقد لفت انتباهي كمية كبيرة جدًّا من الأوراق، مكتوب عليها بخط اليد، وكذلك الأقلام، فسألته: ما قصة هذه الأقلام والأوراق؟

فقال:
قصة هذه الأوراق هي قصة المشروع، وقصة الموسوعة!
فهذه الأقلام هي ما أكرمني الله عز وجل به منذ أن بدأت في المشروع إلى اليوم! والتي تصل إلى قرابة 200 قلم، نفذت أحبارها وأنا أكتب في هذا المشروع، منذ ست سنوات، وما كتبته إلى الآن لا يبلغ ربع المقصود!
فبحمد الله لقد أنهينا من الموسوعة قرابة الـ100 مجلد!
ويوجد لدينا في هذا المشروع فريق عمل ﻻ يقل عن 130شخص، ما بين عالم، وباحث، وإداري، وموظف.
وكل ما رأيتَه من اللوحات في المعرض فهذه نقش يميني من فضل الله عز وجل، كتابتها، وترتيبها، وتنسيقها، حتى أشكالها، وألوانها.
وكما أكرمني الله عز وجل بالكتابة نثراً في هذا المشروع، فقد أكرمني كذلك شعراً، فقد كتبتُ أكثر من 3000 بيت! كتبتها مع المشروع، في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وقبل ذلك في مدح الله عز وجل.
وكان عملي متواصلاً خاصة في السنوات الأربع الأولى من المشروع، فكنتُ أعمل قرابة الـ 20 ساعة في اليوم!

وكانت بعض المواضيع، أو اللوحات تأخذ مني وقتاً طويلاً، فمثلاً:

لوحة الحديقة المحمدية المتعلقة بالأنساب النبوية، وما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم مكثتُ فيها  قرابة ثمانية أشهر، حتى تخرج بهذه الطريقة الجميلة، فهذا جهد كبير.
وقد احتفظتُ بهذه الأقلام سائلاً الله عز وجل، وراجياً منه أن تكون شافعة لي، وأن تكون شاهدة على عملي، وكلها خالية من الحبر، وهي فكرة استحسنها كثير من العلماء، وقد خلدتها بقصيدة، أقول فيها:
هامت بحب رسول الله أقلامي        فاستنفذت حبرها في قصدها السامي
وكل قطرة حبر عندها خبر                 من أدمعي ومسراتي وآلامي
إلى أن أقول:
يا خير من سطرت حبي وكم                رقصت ما بين سبابتي شوقاً وإبهامي
وكذلك أوراقي نظمتُ فيها قصيدة بعنوان: أشواق الأوراق، أقول فيها:
يا ربي إني محب طامع وجِل               أتيت أحمل أقلامي وأوراقي
إلى أن أقول:
هذه القصاصات والحب الذي عمرت                  به حياتي وإخلاصي وإشفاقي
هذه جزء من قصتي مع الموسوعة، منذ أن بدأت فيها إلى اليوم.

قلتُ:
هذا فيما يتعلق بالجهد، ولكن ماذا عن المنهج الذي اتبعته في هذه الموسوعة؟

فقال:
لا شك أن الدافع عندي لهذا المشروع الكبير هو الحب لله عز وجل، والحب للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنا لا أزعم أني الوحيد في ذلك، فكل مسلم صادق يحب الله ورسوله، لكنه كان لدي حب من نوع آخر، بأن أخدم ديني، وأقدم شيئاً يليق، أو على الأقل محاولة على قدر الإمكان تليق بجلال النبي صلى الله عليه وسلم. فبدأت أكتب كتاباً في السيرة في بداية الأمر، وإذا بها مشاريع، وليست مشروعاً.
أما المنهج العلمي: فليس في هذا المشروع إلا قال الله، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمنهج هو كتاب وسنة، هذا أولاً، ويوجد لدي كما أخبرتك فريق من كبار الباحثين، من المحدثين، والعلماء، واللغويين، الذين يساعدون في تحقيق، وتدقيق، وتنقية هذا الشيء، فلا يوجد مجلد من مجلدات الموسوعة إلا ويمر على خمسة، أو ستة من كبار العلماء، ويجاز، هذا على أقل تقدير.
فالمشروع علمي له منهج.
كذلك التوسع الذي رأيته، وهذا الشمول هو محاولة للإبداع، وهو توسع قدر الإمكان، فحاولتُ أن لا أترك شيئاً فيه إظهار لشمول، وعظمة، وكمال هذه الرسالة، وهذه الهداية العالمية، التي جاء بها النبي صل الله عليه وسلم، بهذا الشكل العلمي المحقق، في كل شيء، حتى الخط، ما ارتضيتُ أن أكتب بأي خط! بل امتلكتُ خطاً خاصاً للموسوعة، بأنامل كاتب المصحف عثمان طه حفظه الله تعالى، وقمنا ببرمجته لقرابة سنتين، إلى أن أصبح للموسوعة خط مستقل، بماركة مسجلة.
قلتُ:

لدي سؤال مهم:

ما من مشروع إلا وله متحمسون مؤيدون بشكل قوي، لكنه ﻻ يخلو من طرف آخر له ملاحظات، وانتقادات، ومآخذ لأصل الفكرة، أو لحواشيها، فكيف تتعامل مع الطرفين؟!!

فقال:
أحسنت بارك الله فيك؛ هذا سؤال له أهمية كبيرة، ويحتاج إلى جواب، ولكني أقول: إن الجواب ما يراه الزائر، ﻻ ما يسمعه.
فقد زارنا في هذا المشروع العدد الكبير من الأمراء، والزعماء، والوزراء، والعلماء، فقد زارنا أكثر من 13 عالماً من هيئة كبار العلماء داخل المملكة، إضافة إلى أكثر من 100 عالم من علماء العقيدة والشريعة من داخل المملكة، فضلاً عن العلماء، والمفتين، والأئمة من دول العالم المختلفة، وكلهم اتفقت كلماتهم، وعباراتهم على أن هذا مشروع أمة الإسلام، وأنه أعظم مشروع في التاريخ، وأنه المشروع التجديدي الإسلامي الكبير، وأنه فتح رباني، وأشبه ما يكون بمعجزة في هذا العصر، إلى غير ذلك من العبارات التي تنبئ عن استحسان وقبول لمثل هذا الإنجاز، وعليه؛ فليقل المعترض، والمستنكر ما يقول بعدها.

ولذلك فتفاصيل المشروع، ونوعيته، والدقة العلمية فيه حيث أنه قائم على كتاب الله تعالى، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تجعله بهذه المكانة، والمنزلة، ويحظى بهذا القبول.
فالزائر لهذا المشروع لا يرى إلا ما يذكره بتوحيد الله تعالى، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ففي هذا المشروع كُتب عن التوحيد ما لم يكتب من قبل في كتب المؤلفين من التفاصيل، أكثر من ألف دليل من القرآن الكريم، وأكثر من ألف دليل من السنة النبوية الشريفة على توحيد الله عز وجل!

كذلك مشروع: الله أهل الثناء والمجد، يشتمل على أكثر من 18 ألف عنوان! مشروع محمد صلى الله عليه وسلم كأنك معه في مكة والمدينة، وكأنك تراه، تفاصيل التفاصيل ملامسة لكل ذرة، ولكل صغيرة وكبيرة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.

كذلك مشروع المكان والزمان، أكثر من ستة مجلدات فقط في الجغرافيا في السيرة النبوية، وفي الكتاب الكريم.

كذلك المتحف فهو أيضاً اضافة تعليمية لكل ما يحيط بالنبي صلى الله عليه وسلم:
أشكال بيوتهم، أشكال أثاثهم، أشكال لباس النبي صلى الله عليه وسلم، أشكال أثاثه، أشكال مقتنياته…

فأنت في هذا المشروع تنتقل نقلة، وتسافر إلى هناك، إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لتعيش الزمن، والحياة، بكل تفاصيلها، فالعلماء حينما جاءوا ورأوا هذا الإبداع المنقول في هذه الوسائل العصرية التقنية التي تناسب روح العصر، قالوا بكلمة واحدة: هذا شمول لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وإعادة لهيكلتها، ومنهجيتها، وتقديمها بأثواب عصرية.

قلتُ:
فعلاً؛ إنه مشروع ناجح وكبير.
هذا المشروع باختصار ذكرني بحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه الذي رواه أبو داوود، قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحفظه، فنهتني قريش، قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر، يتكلم، فيغضب ويرضى. قال: فأمسكت عن الكتابة، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأشار إلى فيه: وقال: اكتب. فوالذي بعثني بالحق ﻻ يخرج منه إلا حقاً.
هذه الثقة هي أحد علامات النبوة، فكونه عليه الصلاة والسلام يعمل ما يقول، ويؤمن بما يقول، فأحد أمارات النبوة تكامل العقيدة التي عنده، والكتاب الذي بين يديه، مع الفعل.
جاء هذا المشروع لكي يقول لنا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الإنسان الكامل في معايير الإنسانية، لذلكم اختارته العناية الإلهية، فكان خاتم النبيين، وكان آخر المرسلين، وهو يستحق منا التعريف بكافة الوسائل المتاحة لدينا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى