لتجربة الأجواء المثيرة للمراهنة الرياضية والإثارة في ألعاب الكازينو عبر الإنترنت، ما عليك سوى التسجيل وبدء اللعب لدى شركة المراهنات Mostbet في المغرب . تعال لتستمتع باحتمالات عالية والعديد من المكافآت والعروض الترويجية والرهانات المجانية واللفات المجانية. سنمنحك نسبة 100% على إيداعك الأول، ولدينا أيضًا تطبيق ممتاز للهاتف المحمول!
وياكم 2015

وياكم 2015 الحلقة الثالثة والعشرون القانون الطبيعي والقانون الفيزيائي

القانون الطبيعي والقانون الفيزيائي

قلتُ: لو أن سائلاً سأل كراوس، أو هوكنج، الذين ملآ الدنيا ضجيجاً بأفكارهم، وتخبطاتهم، فقال: أنتم لا تؤمنون بوجود إله خالق لهذا الكون، إذن ما هو البديل؟!

قالوا: البديل هو القوانين الطبيعية، فهي التي خلقت هذا الكون!!

تعليقك.

فقال: قبل الإجابة على هذا السؤال المهم نبدأ بتمهيد، والتمهيد يبدأ بتاريخ الفلسفة المعاصر مع ديكارت، حيث أنه وضع في كتابه: (برينسيبول از فيلوسوف) ثلاثة قوانين في الحركة، نص عليها نصاً، وهي:

القانون الأول: أن الجسم الساكن يبقى ساكناً، والمتحرك يبقى متحركاً إلى الأبد، ما لم تؤثر عليه قوى خارجية لتسكينه.

القانون الثاني: عن تغير اتجاه الجسم لتأثير خارجي.

القانون الثالث: عن تصادم الأجسام.

ووضع قانوناً رابعاً وهو حفظ الحركة، حيث انتبه إلى أن حفظ الحركة تعني إدراك أولها وآخرها، لأن الحفظ يعني الإحاطة من كل جانب، وهذه الإحاطة بهذا المعنى لا تكون إﻻ الله تعالى.

ولذلك فقد ربط ديكارت بين قوانين العالم وقوانين الحركة على وجه التحديد، وبين الله تعالى، وسماها قوانين: (رولز أوف ذا ورلد)، وبدون الله ﻻ يمكن أن تعمل مثل هذه القوانين.

وكان ﻻيدنز في موازاة ديكارت، أي في حقبته، كان كما هو معروف، ثم جاء نيوتن بعدهم بقليل، وقام بصياغة قوانين ديكارت الحركية الثلاثة صياغة دقيقة.

والذي أودّ قوله أن هذه القوانين نفسها ذكرها العالم الإسلامي هبة الله بن ملكا البغدادي أبو البركات، في كتابه العظيم: المعتبر في الحكمة، وقد قرأته كاملاً، وهو كلام دقيق جداً، ومشابه لما قاله ديكارت، وما قاله ابن سينا كذلك، الذي ذكر قانون الـ Energy.

على أية حال؛ فكرة القانون الطبيعي موجودة وصحيحة، وهي أن هذا الكون يسير وفقاً لقوانين، وهذا الكون استقر على هذه القوانين بمشيئة خالقه، ولكن المسألة من أين جاء الخطأ؟!!

والجواب: أنه جاء من تصور أن القانون الطبيعي هو نفسه يقوم بفعله، أي بديلاً عن الله!!

ولو سألنا: كيف جاءت فكرة البديل عن الله، بعد أن قال ديكارت بالربط بين القانون الطبيعي والله، وأصر على ذلك، وأكد ذلك ﻻيدنز؟!!

الجواب: أن هوبز جاء، وقال: ﻻ يوجد أي علاقة لله مع القانون الطبيعي؛ لأنه لن يستطيع تبرير إيجاد وسيلة، أو آلية، أو طريقة، أو أسلوب، لتدخل الله في العالم!! كيف ذلك؟

قال: لأن الله لا فيزيائي، Nonphysical ، فكيف يؤثر في الفيزيائي، الـ Physical ؟!!

قلتُ: أﻻ تعتبر هذا هروباً من هوبز؟!

فقال: بالطبع؛ فقد هرب هوبز من المشكلة، وألغى دور الإله في القوانين، واعتبر أن القانون الطبيعي موجود هكذا!! ولم يستطع الإجابة على سؤال: ما علاقة القانون الطبيعي بالله؟!! أو أنه وجده غير ضروري! دون أن يعطينا تبريراً واضحاً ودقيقاً على عدم وجود قدرة ربانية! وكأنه أدار ظهره لحقيقة صريحة، وهي: حاجة القانون الطبيعي إلى مشغل!

ثم جاء بعده سبينوزا، الذي أدرك ضرورة العلاقة بين الله تعالى، وبين القانون الطبيعي، لكنه في المقابل لم يستطع تبرير كيف يؤثر اللافيزيائي وهو الله تعالى، في الفيزيائي؟!

لكنه التفت يميناً وشماﻻً فوجد هذا الكون قد صمم بدقة هائلة، وتنسيق عظيم بين أجزائه. فسأل نفسه: كيف يمكن أن يحدث ذلك دون إله قادر، قوي، مهيمن؟!

ولذلك قال: إن الله هو مجمل القوانين الطبيعية!! وهو مجمل الكون، أي أنه قال بوحدة الوجود!!

هذه الفكرة لسبينوزا تلقفها منه أينشتاين!

لكنني قبل الحديث عن أينشتاين، سوف أذكر مرحلة بيير ﻻبلاس، القائل بالحتمية.

أولاً لا بد أن نعلم أن هناك قانوناً طبيعياً، مثل قانون الجاذبية، وهناك قانوناً فيزيائياً، وهو الصياغات والمعادﻻت التي يضعها العلماء لهذا القانون.

فمثلاً: عندما أسقط من يدي شيئاً، فيقع على الأرض، كالقلم مثلاً، فإن سقوط القلم على الأرض ليس له علاقة بقانون نيوتن، أو أينشتاين للجاذبية! بل الظاهرة هي الظاهرة.

فجاء نيوتن بعد ذلك، وقال: الجاذبية في الحقيقة هي قوة تتناسب طردياً مع حاصل ضرب الكتلتين، وعكسياً مع مربع المسافة بينهما.

فجاء أينشتاين وبيّن أن هذا الوصف غير دقيق! فلا قوة تتناسب طردياً، وﻻغيره!! بل المؤثر في ذلك هو تحدب الزمان حول الأرض، وهو الذي يجعل الأشياء تسقط إليها، كما يتحدب سطح تضع فيه ثقلاً كبيراً، فلو جئت ببطانية مثلاً، ووضعت في وسطها كتلة كبير، كرة من الحديد مثلاً، ما الذي سيحدث لهذه البطانية؟!

الجواب: أنه سوف تتحدب، فلو وضعت أي جسم في أطراف هذه البطانية، فإنه سوف يتجه إلى الوسط، بسبب التحدب المكاني، هذا مثال توضيحي لفكرته، إلا أن أينشتاين كان يقصد تحدب زمكاني!

ولذلك وجدنا أينشتاين مؤمناً بفكرة سبينوزا، التي مفادها أن مجمل قوانين العالم هي الله!

إلا أن ها هنا مشكلة، واعتراض على هذا القول، فإذا كان الله تعالى بهذه الصيغة، جزءً أو كلاً للعالم، فإنه ولا بد سيخضع لقوانين العالم نفسها! وهل يجوز أن يخضع الله تعالى للقوانين؟ إذن كيف يخلق؟! وكيف ينتج؟! ولذلك كانت هذه الفكرة حجة ضعيفة جداً!

قلتُ: بما اننا تطرقنا لموضوع أينشتاين، فبين يدي كتاب: أينشتاين ضد الصدفة! يناقش فيه مقولته: إن الله ﻻ يلعب بالنرد! والسؤال: هل كان أينشتاين يؤمن بالله، على أي تصور كان؟؟!

فقال: أينشتاين تأثر بفكرتين كبيرتين، بفلسفة سبينوزا (وحدة الوجود)، وبقانون ﻻبلاس أو ما يسمى حتمية ﻻبلاس.

ما المقصود بكلمة حتمية؟ حتمية أي واجبة، فالقلم مثلاً لو ترك لسقط على الأرض، ولو تكرر هذا الأمر عشر مرات، بل ومئة مرة، ومئة ألف مليون مرة، فإنه سيسقط على الأرض، لأن قوانين الطبيعة قوانين مضطردة، تتكرر أبداً أبداً، إذا توافرت شروطها.

كذلك ما إن تقترب النار من القطن حتى يحترق القطن، وﻻ بد، إذا توفرت كمية كافية من حرارة النار لحرق القطن، إﻻ إذا كان القطن مبللاً، أو به مانع يمنع من احتراقه.

هذه تسمى حتمية ﻻبلاس، لكن هذه الحتمية انهارت مع ظهور ميكانيكا الكمّ!

فنظرية الكمّ ظهرت في عام 1900، حيث اكتشف ماكس بلانك قانون التوزيع الطيفي الحراري.

ثم جاء نيلسبور، واكتشف قوانين الذرات، وجاء بعده هاينزبرج وضرب ضربته الكبرى بما يسمى مبدأ عدم التحديد، أي أنه ﻻ يمكن تحديد موقع جسيم، ولا سرعته، أو زخمه، في آن واحد تحديداً مطلقاً، وتحديداً دقيقاً! وهذا كان انهيار الحتمية.

قلتُ: حبذا لو تشرح ذلك.

فقال: الخسوف والكسوف ظاهرة طبيعية، تحصل وفق قانون حسابي، نستطيع أن نحسب الخسوف والكسوف إلى أربعة آﻻف سنة، أو ستة آﻻف سنة مقبلة! وتكون النتيجة دقيقة وصحيحة.

ماذا نستنتج من ذلك؟ نستنتج أن الله تعالى هو الذي عمل الخسوف والكسوف وفقاً لهذا.

ولكن عندما جاءت ميكانيكا الكمّ، وبيّن أنه ﻻ يمكن تحديد موقع الجسم، وزخمه، بصورة مطلقة، وأن هناك مبدأ عدم التحديد، وأثبت ميكانيكي الكمّ أن قوانين الكمّ هي الأكثر أصالة من قوانين الفيزياء الفلكية، والكلاسيكية عموماً، فلم تعد هناك حجة للقول بحتمية ﻻبلاس! ولم تعد حتمية ﻻبلاس قائمة، فقد انهارت من الناحية النظرية.

فلو قال لك قائل: لو رميتُ القلم، فهل سيصعد لفوق بنفسه؟

فالجواب: كلاّ! لأن احتمالية أن يقفز القلم بعكس اﻻتجاه أثناء رميه، واحد بالمئة ألف مليون مليون مليون مليار مرة!! فإذا حسبنا كم مرة سوف ترمي القلم، فإن أمر الكون سينتهي كله، وسيتحول الكون إلى شيء آخر، وأنت لم تصل إلى الرقم بعد.

فإن قيل: ما هي قوانين ميكانيكا الكمّ؟! أقول: إن قوانين ميكانيكا الكمّ قامت وبنيت على فكرة تحويل الموجة، أو ما يسمى تحييز الموجة، وتمويج الجسيم، وتحييز الموجة هو وضعها في حيز، أي في منطقة الموجة، ممتدة الموجة تتميز بامتيازين: أنها ممتدة، وأنها متغيرة باستمرار، ﻻ تقف على حال. الفيزيائيون أخذوا بفكرة التغير المستمر، وأسقطوا فكرة الامتداد بالموجة، والجسيم يتحيز بخاصيتين: بالثبات واﻻنتظام، وبالتحيز، فتركوا الثبات واﻻنتظام، وثبتوا التحيز، فأصبحت الموجة والجسيم مشتركين في التحيز، وأخذ الجسيم صفة التغير، وأخذت الموجة صفة اللامحدود.

قلتُ: ماذا فعل لنا ذلك؟!

فقال: هذا أنتج لنا ميكانيكا الكمّ، وميكانيكا الكمّ أسقطت الحتمية.

قلتُ: وبسقوط الحتمية يسقط الإلحاد.

فقال: تسقط حتمية ﻻبلاس، وتسقط السببية، وليس معنى ذلك أنه ﻻ توجد علاقات سببية، بل الذي يسقط هو الحتمية السببية، ولذلك عندما أسقط أبو حامد الغزالي الحتمية السببية، فكثير من الناس فهم من ذلك خطأ أنه أسقط العلاقات السببية، وليس كذلك. ولذلك قال: إذا تلاقت قطنتان بالنار، فإن القطنتين تحترقان دون شك، ولكننا ﻻ نقول إن هذا قانوناً طبيعياً مستقلاً عن الله. لماذا ليس مستقلاً؟

لأن القانون يحتاج إلى من يشغله، وﻻ يشغله إﻻ الله.

قلتُ: يُنقل كثيراً أن أينشتاين قال في بعض محاضراته: هل كان لله خيار في خلق هذا العالم، أم أن المسألة جبرية؟!! كيف نفهم هذه العبارة؟

فقال: كما قلتُ قبل قليل إن أينشتاين تأثر بفلسفة سبينوزا، وحتمية ﻻبلاس، وأصر عليها، بالرغم أنه مشارك في وضع نظرية الكمّ، لكن من المعروف أن أينشتاين رفض منتجات نظرية الكمّ، ومن ضمنها مفهوم اﻻحتمالية، وقال رداً على مفهوم اﻻحتمالية: إن الله ﻻ يلعب النرد! وقد اقترح أينشتاين تجربة يسمونهاAPR ، معضلة أينشتاين بودلسكي روزل الذي يقول: لو فصلنا فوتوناً إلى فوتونين، أو فوتوناً إلى إلكترون وبوزيترون، وأرسلنا الإلكترون إلى الشرق، والبوزيترون إلى الغرب، ومسافات مئات السنين الضوئية، وغيرنا في استقطاب أحدهما، فإن استقطاب الثاني سيتغير! وبما أن هذا غير متوقع هكذا قال سنة 35 في الـ  APR ، قال: لو ميكانيكا الكمّ يفضي إلى هذا الشيء، وبما أن      النتيجة ليست معقولة، وغير منطقية، فإن ميكانيكا الكمّ نظرية ناقصة! ولم يقل خاطئة، بل قال ناقصة!

ومن سوء حظ أينشتاين أنه في عام 1982 أثبت الن اسبكت الفرنسي بالتجربة العملية بالمختبر أن ما توقعه أينشتاين صحيح، وما يتوقع ميكانيكا الكمّ بالتالي صحيح، وبالتالي فإن رفض أينشتاين لهذا الواقع خطأ، وإن نظريات الحتمية سقطت بتجربة الن اسبكت.

بالمناسبة فإن جميع الملحدين لا يتكلمون عن اللاحتمية أو اللاحتم، لماذا؟!

فمثلاً: كراوس يتكلم عن الشيء من اللاشيء، وقوانين الكوانتم، وأن الجاذبية أنشأت الكون، ولكن قوانين الكوانتم نفسها تقول: إن القانون الطبيعي قانون احتمالي جوازي! فإذا كان احتمالياً جوازياً، فمن الذي يتحكم باﻻحتمال؟! ومن الذي يتحكم بالظاهرة إذن؟!

والقانون الفيزيائي كما قلنا هو صياغتنا العقلية، وليس له علاقة بالطبيعة، وبالمناسبة هناك فيلسوفة، أمريكية الأصل، بريطانية، اسمها نانسي كارترايت، معاصرة، قرأتُ بحثاً لها تقول فيه: إن وجود القانون الطبيعي مرتبط ارتباطاً مباشراً بوجود الله، ومن يريد أن ينفي وجود الله، عليه أن يقبل بنفي فكرة القانون الطبيعي! فلا يوجد قانون طبيعي برأيها، فهي تقول: الأفضل أن نذهب نثبت أنه ﻻ يوجد قوانين طبيعية، وليست فيزيائية.

قلتُ: هذه مكابرة، وسفسطة.

فقال: صدقت، فأثبت الن اسبكت أن قوانين ميكانيكا الكمّ صحيحة، فلماذا ﻻ يناقش كراوس، أو هوكنج اللاحتم في ميكانيكا الكمّ؟! وأين يذهب باللاحتمية؟! بالطبع أنهم سيحرجون! ثم إن قوانين الطبيعة تحتاج إلى تنسيق فيما بينها، لأنها متضادة.

قلتُ: نحن نشاهد في كتب الفيزياء قطة وشجرة، أو صندوقاً فيه قطة، قطة سروزنجر، ما قصة هذه القطة في موضوعنا       ؟!

فقال: الفكرة بسيطة، أولاً لا بد أن نعلم أن نتائج ميكانيكا الكمّ كلها صحيحة حتى الآن، وأن أقوى نظرية هي نظرية ميكانيكا الكمّ، ولكن ليس بالضرورة أن تكون تفسيرات هذه النتائج صحيحة! فهناك مشكلة، ولا زالت في التفسيرات، وليس في الظاهر.

ومن ضمن تلك التفسيرات توزيع الحاﻻت! بمعنى أنك أنت الآن موجود في حالتك هذه، ولكن قد يقول لك عندما تغيب عني، أنا لا أعرف هل أنت موجود، أو غير موجود؟!

فضرب لذلك مثالاً، فقال: لو كان هناك قطة موجودة في صندوق، ووضعنا بداخل الصندوق غازاً ساماً، وهذا الغاز السام محكوم بمطرقة، تكسر الجرة داخل الصندوق، والمطرقة تسقط بفعل نشاط إشعاعي، أي بفعل حدث كمومي كونتم، فهل ستموت القطة، أم ستكون حية؟!!

يجيب على ذلك فيقول: القطة تساوي حية زائد ميتة!!

لا شك أن هذا تناقضاً واضحاً؛ لأن القطة إما حية، وإما ميتة، فكيف لنا أن نقبل بهذه النتيجة؟!

هذه في الحقيقة معضلة نظرية فلسفية، وليست معضلة عملية حقيقية، لأننا بكل سهولة نستطيع فتح الصندوق، ومعرفة إن كانت حية أو ميتة، فعدم علمنا بحالها ﻻ يعني بالضرورة أن هناك خراباً بالنظري.

قلتُ: إذن قوانين الكوانتم أسقطت الحتمية، وبسقوط الحتمية يهتز الفكر المادي، ويهتز الإلحاد، ويهرب الملاحدة من هذه النقطة لتفسيرات جديدة، فهي معركة تجريبية، أي كلها تجارب، أنت كيف تفهم الموضوع هنا؟!

فقال: نعم، أنا معك في ذلك، فهناك خلاف في الرأي، وخلاف في التفسير، ولكن ميكانيكا الكمّ عندما طرح هذه الأفكار، وأثبتت التجارب المختبرية صحة توقعات ميكانيكا الكوانتم، فبالتالي أصبحت الظاهرة الطبيعية جوازية احتمالية، ﻻ حتمية، وبالتالي فإن القوانين الطبيعية التي هي بين قوسين الظواهر الطبيعية، تحتاج إلى مشرع ومحرك؛ لأن هنالك احتمالية تتحكم بها، واﻻحتمالية تريد من يختارها، فمن هو المرجح لهذا اﻻحتمال، أو ذاك؟! من هو المرجح في كل خطوة، في كل لحظة، في كل حركة، في كل همسة، في هذا الكون؟!!

هناك حدث، والحدث يحدث باحتمال، وفقاً لتوزيع احتمالي، فمن هو الذي يرجح اﻻحتمال؟ ومن الذي يقدر ويختار؟ من الذي يشاء ويختار؟!

قلتُ: قد يقال القانون الطبيعي هو الذي يختار!

فقال: أبداً، فعملية اﻻختيار هي خارج القانون، وليست من ضمن القانون، ويا ليته يوجد قانون يختار! إذن لانتهت المشكلة.

ولذلك فإن بعض الفيزيائيين مثل ديفيد بوم أتى بنظرية تؤيد الحتم! ولكن ماذا فعل؟

جعل فيها ما يسمى بالمتغيرات الخفية!!

ولذلك فهناك عدة نظريات ف هذا المجال، ولكن نعود ونقول: من هذا الذي يتحكم باﻻحتماﻻت؟   لا تريدون أن تقولوا: الله!! إذن هذه مشكلتكم!

قلتُ: إذن هذا موقف نفسي، وحيلة، وهروب.

فقال: بالضبط، هذا هو المشكل للذي حصل.

قلتُ: ﻻحظتُ أن أكثر الكتاب من أصحاب الحداثة والعلمنة، من قرن مضى، في العالم العربي، يهاجمون الإمام أبا حامد الغزالي، وأنه عطل العقل والسببية، بل إن واينبرج، ونيل تايسون هاجما أبا حامد الغزالي، فلماذا هذا التهوين من فكرة الإمام في السببية؟!

فقال: ربما فُهم خطأ أن أبا حامد الغزالي رفض السببية، والحقيقة أن أبا حامد لم يرفض العلائق السببية، وإنما رفض الحتم السببي! ويؤيده في ذلك ميكانيكا الكمّ، وقد رددتُ على تايسون وواينبرج في مقطع فيديو، وبيّنتُ لهم أن أبا حامد ليس بهذه السذاجة، والسطحية التي تظنون، ولذلك فإن أحد العلماء الكبار، واسمه فرانك جريفل، كتب كتاباً ضخماً علمياً دقيقاً، عن أبي حامد، وأفكاره في موضوع السببية، وبيّن أنه مظلوم، ومفترى عليه.

قلتُ: إذن أبو حامد يثبت السببية العامة، أما العلاقات بين السببية وحتميتها فهو ﻻ يقول بها.

ولكن ما الضير علينا لو قلنا: إن الله تعالى يفعل بقوانين الطبيعة كذا وكذا؟!

فقال: كلاّ، فالله سبحانه وتعالى ﻻ يحتاج لهذه القوانين، لأنه سبحانه غني عن العالمين، وعن العالم كله، بما فيه من قوانين، لكنه أعطانا هذه القوانين، أمثال خلق السموات والأرض بالحق شو معنى بالحق؟ يعني بقانون.

قلتُ: هل القانون الطبيعي يفعل بذاته؟

فقال: كلاّ، القانون لا يفعل بذاته، لسبب بسيط: أن القانون نفسه ﻻ حتمي، هذا أوﻻً.

ثانياً: أنه يحتاج إلى مشغل، كما أثبته العلم المعاصر.

قلتُ: والمشغل هو الله سبحانه وتعالى.

فقال: سيقول لك: ﻻ أعرف!

قلتُ: إذن هم يهربون من التفسير؟!

فقال: بالتأكيد، هو يقول: إن يوماً ما سيتبين أن اللاحتمية خطأ واضح!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى