وياكم 2016 الحلقة العشرون عبد الوهاب المسيري مفكر العصر ج2
عبد الوهاب المسيري مفكر العصر 2
من مواقفه التي أعجبتني كثيرًا موقفه من العلم، فقد تكلم في سيرته الذاتية، وفي مصادره الكثيرة عن العلم، ونحن نعيش اليوم في عصر العلم، فماذا تكون قيمة المجتمع أو الدولة أو الإنسان بلا علم؟ والمعرفة قوة كما تقول الفلسفة، فإذا عرفت عنك أكثر، عرفت كيف أتعامل معك، سواء بالخير أو بغير ذلك.
والمسيري عندما تكلم عن العلم، ناقش من خلاله التقدم إلى الأمام، لأن صورة العلم جميلة، وإيجابية، ووردية، وصورة منجزة في التقدم إلى الأمام.
ولكنه عاد فقال: هل العلم يدفعنا للتقدم إلى الأمام دائماً؟
قال: ﻻ!! وأنا أؤيده في ذلك، وأؤيد جلال أمين أيضاً في كتابه: التقدم والتخلف، فالعلم محايد، يستطيع الإنسان توظيفه في الخير، وفي الشر!
وحتى تتضح الصورة أكثر أقول: إن الإنسان الغربي المفتون بالعلم، والإنسان الشرقي الذي ورث هذه الفتنة، كان يرى أن العلم المادي هو الحل لكل شيء، فلا حاجة لنا إلى أخلاق، أو إيمان، أو غيبيات!!
ومن أشهر الكتب التي صدرت عن العلم، وعلاقته بالإنسان، وحاجة مجتمعاتنا العربية إليه، كتاب بعنوان: “آمنت بالإنسان“، لعبد المنعم خلاف، الذي أعلى فيه من قدر الإنسان، وبالغ فيه مبالغات أخذت عليه! فكان ممن ناقشه في ذلك زكي نجيب محمود الفيلسوف المعروف في كتابه: “جنة العريف“، والأستاذ سيد قطب في كتابه: “كتب وشخصيات“، والشيخ علي الطنطاوي في مقالة بعنوان: “كفرت بالإنسان“.
وهذا زكي نجيب محمود نفسه في كتابه: “تجديد الفكر العربي“، يتندر، ويقلل من شأن بيت الشعر الخالد لأحمد شوقي الذي يقول فيه:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فيقول: كلا، إنما الأمم في أيامنا هذه التقنيات ما اطردت وتغلغلت! إلى أن يقول: العلم كيف تضغط على الأزرار، ومتى تضغط على الأزرار؟!
نعم، لقد حدثت فتنة بالعلم، وفي الغرب كان هناك تأليه للعلم، حتى جاء جوليان هكسلي في القرن الماضي صاحب كتاب: “الإنسان في العالم الحديث” وقال: إن الإنسان كان يحتاج إلى الله عندما كان هناك جهل، وخوف، أما وقد اكتشف فقد أغنانا هذا عن الاعتماد على الغيب، وعلى الله، فالعلم هو الجواب لكل شيء!!
فهل هذا التصور صحيح؟ وهل هذه الفكرة الوردية الجميلة هي الواقع الذي يعيشه الإنسان؟ وهل نحن وجّهنا وسلّطنا كشافات النقد لكي نتفحص العلم أين ذهب بالإنسان؟
هذا السؤال يجيب عليه كثير من العلماء بما في ذلك الغربيين، ويجيب عليه العقلاء من علماء الأمة الذين لم يجعلوا العلم مرجعية نفسه، لأن العلم إذا صار مرجعية نفسه فإنه سوف يدمر، وإذا كانت مقاييس العلم علمية، ومقاييس الحرب حربية، ومقاييس الجنس جنسية، ومقاييس الاقتصاد اقتصادية، وليست هناك قيمًا عليا، فإن المسألة ستتحول إلى مادية بحتة، والخاسر الأول في ذلك كله هو الإنسان.
فماذا قال عبد الوهاب المسيري عن العلم؟ وما علاقته، وزيارته لمكتشف القنبلة الذرية في أمريكا اوبن هايمر؟
ذكر الدكتور عبد الوهاب المسيري في كتابه: رحلتي الفكرية، أنه ذهب مع العالم الفرنسي في العلوم الطبيعية بيزان لزيارة العالم الأمريكي اوبن هايمر مكتشف القنبلة الذرية، وحديث طويل عن اليمين واليسار، وشرب الشاي، قال: سألته سؤالاً واحداً: ماذا كان شعورك عندما علمت بانتهاء إنجاز القنبلة الذرية؟ وأوشكت على التنفيذ؟ وأصبحت صالحة للعمل؟
يقول المسيري: فأجابني بكلمة واحدة ألا وهي: (تقيأت)!! قال: وهي كلمة دالة معبرة عن العلم، وأثره إذا انفصل عن الأخلاق، وأصبح وسيلة وغاية في الوقت نفسه، العلم الذي لا يستند إلى مرجعية قيمية عليا، العلم الذي يتحول إلى عقل أداتي.
ثم أخذ المسيري في الحديث عن عقلين في أوروبا: عقل يسمّى: عقل أداتي، وآخر يسمّى: عقل أخلاقي، قيمي، فالعقل الأداتي: هو الذي يخطط ، ويستشرف المستقبل، ويسوّق بأروع ما يمكن، ويبيع بسرعة، وهو قادر على تفصيل الأمور، والتخطيط، والإدارة، فهو عقل عملي، إنجازي، استراتيجي.
وأما العقل الأخلاقي: فهو العقل القيمي، الذي يهتم بالمبادئ، وهذا العقل هو الذي يسأل: لماذا تصنع؟ أما العقل الأداتي فيسأل: كيف تصنع؟ لأن لماذا تصنع لا يهمه في شيء، وليس من اختصاصه! فأنا أقول: كيف أصنع لك مسدسًا يقتل عن بعد، ويبيد الآخرين؟ ولكن من ستقتل بهذا المسدس؟ ولماذا تقتل؟ فهذا سؤال أخلاقي ليس من شأني، ولا حاجة لي به!
ولذلك رأينا هؤلاء كيف يطبقون قنابلهم، وكل تجاربهم العسكرية على بيئتنا العربية والمسلمة، وكأننا حقل تجارب! لماذا؟ لأن العقل الذي يتحكم في هؤلاء هو العقل الأداتي، فهو عقل متوحش، كما وصفه بذلك روجيه جارودي، في كتابه: البحث عن المعنى.
فكلام اوبن هايمر صانع ومكتشف القنبلة الذرية دليل على أن نتيجة العلم ضد العلم، وأنها ﻻ أخلاقية، وغير مرضي عنها، ولذلك عندما شاهد اوبن هايمر نتيجة هذه القنبلة الذرية، ودمارها الهائل على هيروشيما، وناجازاكي، وقتلها لملايين البشر في اليابان، أسّس جمعية تحارب الصناعات الذرية المبيدة! بمعنى أن عقل اوبن هايمر كان قبل استخدام القنبلة الذرية عقلًا أداتيًّا، إجرائيًّا، تنفيذيًّا، براجماتيًّا، مصلحيًّا، تخطيطيًّا، لكنه شاهد نتيجة هذه القنبلة، وما أحدثته من دمار شامل، أصبح عقله عقلاً أخلاقيًّا، وعقل قيميًّا، عقل يسأل عن: لماذا؟ ويسأل عن الأهداف النهائية، ويسأل عن الأخلاق.
لذا يجب ونحن نتكلم عن عبد الوهاب المسيري أن نفرق في العلم بين العقل الأداتي، والعقل الأخلاقي، ونفرق بين الإجماعات العلمية المقطوع بها، وبين التفسيرات لبعض الظواهر، والاكتشافات العلمية، ونحن نؤمن بأن العلم يقرب الإنسان من الإيمان أكثر مما يبعده عنه، وأن الفتنة التي كانت في العلم، والقداسة التي كانت قبل قرنين، أو قرن ونصف من الزمان، بدأت تتواضع اليوم، وتقول: رويدك! فبعد كل اكتشاف نكتشفه، تظهر تأتي هنالك مجاهيل كثيرة، فكلما ازددنا علماً، فتحت علينا نوافذ، وأبواب من المجاهيل الكثيرة، التي تحتاج مزيدًا من البحث، ومزيدًا من التواضع الذي تكلم عنه ويل ديورنت في كتابه: “مباهج الفلسفة“.
بعد ذلك ننتقل إلى مفهوم حضاري غربي مبهر آخر، يعدّ مفخرة إنسانية، ألا وهو حقوق الإنسان، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفكر التنوير الذي يقوم على العدالة، والمساواة، والحرية الفردية، وحقوق الإنسان، هذه الأفكار الضخمة الكبيرة الجميلة ولّدت فكرة الإبادة، وهذه ربطة عجيبة اكتشفها المسيري، وأيده عليها مفكرون كبار، فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان يعد وثيقة إنسانية كأرقى ما أصدره الفكر الإنساني في قضية الحقوق العامة، وحقوق الحروب، ولكن:
هل هي حقوق مطلقة؟ وهل هي حقوق أبدية؟ وهل عليها مؤاخذات؟
ماذا قال المسيري في كتابه: “الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان“، عندما تكلم عن حقوق الإنسان الجديدة، وهل هناك حقوق للإنسان جديدة؟
نعم؛ لأن الحقوق القديمة تستند إلى منظومة علمانية، ومعرفة إنسانية، فيها ثغرات كبيرة، وقد أطلقوا عليها حقوقًا عالمية، بينما هي حقوق أوروبية غربية لم تراع الخصوصيات.
أما الحقوق الجديدة فهي تركز على حقوق الأقليات! لذلك شاهدنا الغرب كيف يدافع عن الأشجار! وعن الجرذان، وعن الشواذ!! وعن كل آفة؟! ومفهوم الأقلية هنا ليست عددية، لأنه ليست هناك مرجعية ولا معيارية نحتكم إليها، إذن: ما هي القيم التي استندوا لها؟
إنها قيم الحرية المطلقة! بتقديم حرية الفرد على حرية المجتمع! لأن المجتمع لا ينتمي إلى الفرد، والفرد لا ينتمي إلى المجتمع، أما نحن فتحكمنا قيم، ومبادئ، وأخلاقيات، يحكمنا حديث السفينة، وحديث: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، يحكمنا تقديم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد، نضحي بمصلحة الفرد، ونعوضه في سبيل الإبقاء على مصلحة الجماعة.
فما الذي يقف سدًّا منيعًا أمام هذه الحرية المنفتحة؟
أولًا: البعد البيولوجي التكويني، فأنا ﻻ أستطيع القفز من الطابق الثالث دون أن أتضرر، ولا أستطيع العيش خالداً لأنني محكوم بالنوم، واليقظة، والدواء.
ثانياً: سد الأعراف: فهذا غلط، وهذا عيب، وهذا لا يصح.
ثالثاً: القانون.
أما العلمانية الجديدة التي تطرح حقوق الإنسان الجديدة التي ينتقدها المسيري فإنها تقدم حق الفرد على حق المجتمع؛ لأنه ليست هنالك مرجعية، وهذا اعتداء على إنسانية الإنسان، وهذا ضرب لفكرة المشترك الإنساني.
وبهذا المعنى الذي ذكروه فإن الإنسان عبارة عن مجموعة أقليات، فالشواذ أقلية، والمسيحيون من حيث المجموع العام أقلية، والهنود من حيث المجموع الإنساني العام أقلية، والبوذ أقلية، والمسلمون أقلية، وعبدة الشيطان أقلية، فصار الكل أقلية، فيكون التركيز على حقوق الأقليات، وتهدر الفكرة الكلية، لماذا؟
لإسقاط الثابت؛ لأن العلمانية الحداثة تقوم على اللاثبات، وعلى التغير الدائم، وبالتالي تسقط كرامة الإنسان في هذه الحريات!
فمثلاً: عندما تعرض جريدة غربية أو عربية حادث قطارين في الهند بعض في الصفحة الأولى، وفي الصفحة الداخلية صفحة الطرائف، والنجوم، خبر بلوغ عدد اللقطاء في بريطانيا مليونًا ونصفًا! لماذا لم يكن خبر المليون ونصف لقيط في الصفحة الأولى، وخبر تصادم القطارين في الصفحة الداخلية؟ لماذا قزم واستهزئ بخبر المساكين الأبرياء؟ لأن الفشل عند العلمانية هو الفشل التكنولوجي المتمثل بتصادم قطارين، أما الفشل الإنساني فليس فشلًا أصلاً!! أرأيتم الخطورة؟
ولذلك فالذين أنجبوا أولادًا بالحرام، يكونون قد حققوا حرياتهم بكامل إرادتهم؛ ولكنهم لم يراعوا حرية الفرد، وحرية الطفل، وحرية أنه يجب أن يكون له أم، وأب، وأن يعيشوا بأسرة طبيعية، هذه هي العلمانية، أما في الإسلام فإن الجنين ليس ملك لك حتى تسقطه، وإنما هو ملك لله تعالى.
إذن فكرة العدالة هذه هي فكرة متحيزة، وفكرة نشأت من بيئة لا تستند إلى قيم عليا منفصلة عن الواقع، وكما يقول المسيري: لما كانت العدالة عندهم هي التركيز على حقوق الأقليات، ركزوا على حقوق الأقلية اليهودية الصهيونية في فلسطين، وأهدروا حقوق الكل، وهذه هي نتيجة الحضارة العلمانية المتوحشة الشرسة الغربية.
فإن قيل: وماذا عن مفهوم الديمقراطية؟
فنقول: الديمقراطية كي نناقشها يجب أن نعرف دلالاتها، وحتى نعرف دلالاتها يجب تفكيك المصطلح، ومعرفة من أين خرج؟ وما هي الظروف التي أخرجته؟
فهل الديمقراطية تنفصل عن المرجعية الثقافية السابقة لها؟
لو أخذنا مثالًا بالنموذج الأمريكي للحديث عن الديمقراطية، وكيف أن الديمقراطية الغربية هي تلك التي يسيطر عليها الرأسماليون، لوجدنا أن الذين ينجحون في الانتخابات هم كبار رجال الأعمال، وأصحاب الشركات الضخمة، والمنظومات التجارية العملاقة! لأن لكل واحد منهم من القدرة المالية ما يستطيع أن يفعل به ما يشاء، ولذلك لن يفوز إنسان ليس لديه مال، مهما كان مشروعه الإصلاحي، أو برامجه الانتخابية قوية وجيدة!
إلا أن الأهم ونحن نناقش الديمقراطية الغربية أنها ديمقراطية الإجراءات، بمعنى أنها بعد كمي متمثل بعدد الأصوات، فمثلاً: عند التصويت على إقرار قانون المثليين في أمريكا، وجدنا ٥١ صوتًا يؤيد ذلك، مقابل ٤٩ صوتًا يعارضه، فالنتيجة المحتمة هي إقرار القانون، ولو كان الفرق ضئيلاً جدًّا! لماذا؟ لأنه لا يوجد سقف نرجع له، ونقف عنده، ونقول: هذا الأمر لا يجوز، فكل شيء عندهم قابل أن يكون جائزًا، طالما أن الحرية مطلقة، والنسبية الأخلاقية هي الحاكمة، فلا يهم بعدها إن كفرت الديموقراطية بالله، وكفرت بالقيم العليا، وأسقطت المعيارية الإنسانية، بل أسقطت المشترك الإنساني! ولذلك لا عجب حين تسمع أن نجمة أفلام إباحية إيطالية رشحت نفسها للانتخابات، ووقفت على المسرح لعرض برنامجها الثقافي الذي كان عبارة عن خلعها ملابسها قطعة قطعة أمام الجماهير، والعجيب أنها فازت!!
ومن الديمقراطية ننتقل إلى العلمانية التي ألّف فيها المسيري كتابه: العلمانية، في مجلدين، وتكلم فيه عن العلمانية الجزئية، والعلمانية الشاملة، وركّز في البداية على تحرير المصطلح، فلا نأخذ العلمانية على أنها مصطلح ناجز، جاهز، مفهوم، واضح، ليس فيه غموض، وأنه يصلح لكل زمان ومكان، وأنه لم يتطور؛ لأن هذا أحدث إشكالات كبيرة:
أولاً: إشكالية العلمانيين، أي شيوع تعريف العلمانية باعتبارها فصل الدين عن الدولة، وهو ما سطح القضية تماماً، وقلص نطاقها؛ لأنه يرى العلمانية الجزئية فصل الدين عن الدولة، أو عن النظام؛ أما العلمانية الشاملة فهي فصل الدين والقيم عن الحياة العامة كلها.
ثانياً: تصور أن العلمانية مجموعة أفكار، وممارسات واضحة، الأمر الذي أدى إلى إهمال عمليات العلمنة الكامنة، والبنيوية.
ثالثاً: تصور العلمانية باعتبارها فكرة ثابتة، لا متتالية آخذه بالتحقق، فالعلمانية لها تاريخ، الأمر الذي جعل الدارسين يعرفونها كلاً حسب لحظته الزمنية، واليوم درسوا ما هو قائم دون أن يدرسوا الحلقات المتتالية، فأخفق علم الاجتماع الغربي في تطوير نموذج مركب، وشامل للعلمانية، الأمر الذي أدى إلى تعدد المصطلحات التي تصف جوانب، وتجليات مختلفة إلخ…
لا شك أن الدكتور المفكر عبد الوهاب المسيري أحدث إضافة كبيرة في عالمنا الإسلامي، والعربي في كتاباته الأولى، وفي كتاباته الأخيرة، وأنه يعتبر مفكرًا موسوعيًّا، وليس مجرد عقل تتراكم فيه المعلومات، وكان الرجل متحرقاً كثيرًا على أمته، بل على إنسانية الإنسان التي تذوبها، وتقتلها الحضارة الغربية، ليس بالقتل المادي فحسب، وإنما بالتفكيك من الداخل، واختزال الذات بغرائزها، وبحاجاتها الاقتصادية.
أما نحن فإنه يدعونا إلى معرفة عدونا الحقيقي المتمثل في الصهيونية التي هي بنت الحداثة، والديمقراطية، والمدنية، والعلمانية، والفكر الغربي، الفكر الذي يرى المصالح، والمصالح فقط، ولا يرى تنمية الإنسان.
هذا مفكر عالمي يحمل هم أمة، ويحمل هم الإنسان، وهو له وعليه؛ لكنه في الحقيقة مدرسة جديرة أن يقرأها كل إنسان أياً كان انتماؤه.