الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد المسلمين بألمانيا… حتى قبور الأطفال لم تسلم.
في حادثة تأنف عن فعلها الحيوانات وتتبرأ الشياطين من أصحابها، قام مجموعة من المتطرفين المجهولين بمدينة هانوڤر الشهر الماضي بتخريب 25 قبرًا لأطفال المسلمين، في ممارسة عملية لخطاب الكراهية الإعلامي الذي بات متصاعدًا بشدة ضد المسلمين في ألمانيا.
وبالرغم من ذلك، فإن أحدًا لا يحرك ساكنًا لحماية الأبرياء المضطهدين، وعلى رأسهم الحكومة التي لم تكفل لهم الحماية الكافية، فبعدما زعمت الشرطة المحلية بهانوڤر فتح تحقيق في الواقعة، أشارت إلى احتمال وجود أسباب حيوانية أو طبيعية وراء هذا النبش، أو أن الأمر تم بخطأ شخصي، وهو أمر مستغرب أن يُنبَش 25 قبرًا بالخطأ!
ولهذا صرح “خلاد سويّد” – رئيس المنظمة الإسلامية الألمانية Deutsche Muslimische Gemeinschaft- قائلًا أن هذا الهجوم لم يكن إلا شكلًا من أشكال التعصب المعتاد ضد المسلمين.
وقال في تصريحه لموقع Middle East Eye:
“نشعر بالأسف الشديد على أسر الضحايا… انتهاك القبور، سواء للأطفال أو البالغين، هو أحد أشكال الكراهية العديدة المثيرة للاشمئزاز ضد الإسلام والمسلمين في بلادنا”.
مضيفًا أن هذا التعصب الأعمى هو النتيجة المنطقية لخطاب ألمانيا العدائي ضد المسلمين، وخصوصًا خطاب الحركات اليمينية التي شقت طريقها إلى التيار الرئيس للمجتمع الألماني، ومُنِحَت منصات إعلامية متعددة لنشر كراهيتهم للإسلام والمسلمين.
جدير بالذكر أن حادثة نبش القبور لم تكن الأولى من نوعها، ففي وقت سابق من العام الماضي، قام مجهولون بمدينة إيزرلون بنبش أكثر من 30 قبرًا للمسلمين، الأمر الذي علقت عليه الجاليات المسلمة بالمدينة ببيان رسمي أبدى انزعاج المسلمين الألمان من هذا التهديد، مشددين على أن التراخي مع هؤلاء المجرمين سيساعد على تكرار مثل هذه الحوادث التي لا تحترم أي قيمة إنسانية وتبالغ في كراهيتها إلى درجات متطرفة.
وقد حصل بالفعل ما حذروا منه، فلم يمضِ إلا عام واحد حتى تكررت الحادثة في هانوڤر.
فإلى متى ستُهدَر حقوق المسلمين في بلاد تدعي أنها بلاد الحقوق، وإلى أي مدى سيُضيَّق عليهم في أبسط ممارسات الحرية العقدية في أراضٍ تتشدق بأنها مهد الحريات؟