النخاسة الحديثة على الطريقة الإنجليزية!
في تحقيق أجرته صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية، اكتُشِفَ أن عددًا من عصابات الاتجار بالبشر تختطف الأطفال اللاجئين من فندق تديره (وزارة الداخلية البريطانية)، وذلك خلال الأيام التي يقضيها الأطفال بالفندق كفترة انتقالية، قبل توزيعهم على أماكن الرعاية المعلن عنها.
ونقل التحقيق عن أحد العاملين في وزارة الداخلية أن الأطفال يُختَطَفون من خارج الفندق، قبل أن يُوضعوا في سيارات ويُشحنوا حيث لا يمكن العثور عليهم بعد ذلك.
وتذكر الإحصاءات أنه من بين 600 طفل -غير مصحوبين بذويهم- وصلوا إلى الفندق خلال العام الماضي فقط، أُبلِغَ عن فقدان 136 منهم دون أن يُعثَر لهم على أي أثر.
من جانبها، صرحت وزارة الداخلية البريطانية تصريحًا في غاية السُخف؛ إذ نفت تعرض الأطفال اللاجئين للخطف من فنادقها، مبررةً حالات الاختفاء المتعددة بأن الأطفال هم من تركوا الفندق برغبتهم، وأن الوزارة تحترم ذلك كون الأطفال أحرارًا في مغادرة أماكن إقامتهم!
إلا أن ما يزيد هذا التصريح هشاشةً وتصدعًا هو ظهور بلاغات أخرى عن أطفال شُوهِدوا وهم يخضعون للاتجار بهم في فندق مماثل تديره وزارة الداخلية في Hythe. وبحسب التقديرات، فإن 10% من صغار هذا الفندق يختفون كل أسبوع.
وأعلن مصدر حماية الطفل أن بعض الأطفال المفقودين من فندق برايتون ربما تم الاتجار بهم في أماكن بعيدة، مثل: مانشستر واسكتلندا، فيما أظهرت بيانات حديثة في أكتوبر 2022 أن 222 من طالبي اللجوء الأطفال غير المصحوبين بذويهم فُقِدوا من الفنادق التي تديرها وزارة الداخلية، فيما نفت الوزارة معرفتها بمكان أي منهم!
فهل يُعقَل أن تجهل وزارة الداخلية في واحدة من أقوى بلاد العالم وأشدها انضباطًا أمرًا بسيطًا كهذا؟! أم أنها تتستر على شيء تعرفه وتعلمه، وربما تشارك فيه!
وفيما رجّح مختصون أن هؤلاء الأطفال ينتهي بهم الأمر غالبا في أسواق “جنس الأطفال” أو يتم بيعهم لعصابات التسول أو مافيا الأعضاء البشرية، فإن الحقيقة تبقى متوارية بانتظار أن تتأكد بدليل مادي يسند الروايات التي يتناقلها البعض عن مصير أولئك الصبية الفاقدين للأهلية في تصرفاتهم.