بالجزمة… جماعة النهي عن المنكر المصرية!
من البداهات التي يجب ألا تغيب عن الوعي العام، أن التحيز أحد أهم عناصر الخطاب الإعلامي في أي وسيلة ومكان.
ويزداد انكشاف التحيز عند المنافسات ويظهر بصورته البشعة إذا وصل التنافس إلى درجة الصراع… والنموذج المصري خير شاهد يجليّ هذه النزعة الإنسانية «التحيز» عند الجميع أفراداً وجماعات. بيد أن أخلاقيات التحيز تختلف بحسب الثقافة والقيم التي تغلب على هذا التوجه أو ذاك.
وخير مثال على ذلك قصة مقتل الطالب الجامعي أحمد حسين عيد في السويس على يد جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد غنى الإعلام ورجاله المنتمون إلى فلول أو أصول النظام البائد. وعمل منها مسرحيات وأفلاما دعائية معادية لعموم التيارات الإسلامية وبث روح الرعب في نفوس الناس لأن أمنهم الاجتماعي في خطر!
وانتشر بعد هذا الخبر فيديو تداولته وسائل الإعلام المصري حتى صار في كل يد تمتلك «موبايل» ليشاهدوا جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد فوز الرئيس الجديد في انتخابات الجمهورية وهم يجرون وراء الناس وبأيديهم العُصيّ وينهالون على البشر بالضرب. وما هي إلا ساعات وينكشف التزوير ويتبين أن الفيديو مقطع لفيلم مصري موجود على «اليوتيوب» أظن اسمه «دكان شحاتة».
وصباح الجمعة (أمس) قرأت جريدة الأهرام المصرية وإذا بالمانشيت العريض على الصفحة الأولى يقول: (ضبط قتلة طالب السويس بعد العثور على دراجتهم البخارية)، والمانشيت الثاني (وزير الداخلية: المتهمون ليست لهم انتماءات حزبية أو دينية).
فتذكرت ما قاله لي فاضل سليمان الناشط السياسي المصري ونحن في ضيافة الدكتور عمرو شريف صاحب الكتب المعروفة برصانتها العلمية، فقد كتب تغريدة بعد إشاعة وجود جماعة النهي عن المنكر وقتلها للشاب الجامعي قال في تغريدته: «إذا قابلت أحد ضباط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إديله اللي بالرجلين». قطعاً يقصد الهيئة المصرية المختلقة.
والتغريدة لا تخلو من الإشارة الضمنية إلى ان هذه الهيئة الجديدة للنهي عن المنكر إلا من انتاج فلول وأصول من ابتلي بهم الشعب المصري.