بينى وبينكم 2004 الحلقة التاسعة التحول الجنسي
التحول الجنسي
ظاهرة من الظواهر السلبية، والسلوكيات المنفرة، بدأت تغزو مجتمعاتنا الإسلامية، بل والعربية على وجه الخصوص، هذه الأيام، إنه ما يطلق عليه في الإعلام: التعديل الجنسي، وكلمة تعديل فيها شيء من المحسنات والملطفات، فأنت ﻻ تعدل إلا المعوج، إلا أن الصواب هو التحول الجنسي، وهو المصطلح الذي نراه صحيحاً انطلاقاً من ثوابتنا، ومن مسلّماتنا، بل وحتى من جهة الطب.
لكن في البداية دعونا نتأمل هذه الآيات القرآنية الكريمة، حيث يقول الله تبارك وتعالى في سورة النساء، وهو ينقل لنا خطاب الشيطان، والعهد الذي أخذه على نفسه في إغواء بني آدم، فيذكر لنا صورة من صور هذا الإغواء والتضليل، فيقول على لسان إبليس: {وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً. ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله}، ثم ماذا يعقب القرآن الكريم على من يصنعون هذا الفعل؟ وفي أي جانب يوضعون؟ وفي أي شريحة يصنفون؟ وفي أي حزب يدرجون؟
قال تعالى: {ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً}؛ خاسر لأنه في حزب أولياء الشيطان، وأنصاره.
نتكلم عن موضوع التحول الجنسي بصراحة، وهي تتسلسل بمراحل:
حيث تبدأ بمرحلة النعومة، ثم مرحلة ما يسمّى بالجنس الثالث: وهو الذي يطيل شعره، وينعم نفسه، ثم يتطور بعضهم بأخذ الهرمونات، لتضخيم بعض الأجزاء من جسده، ثم مرحلة التحول الجنسي بقيامه بعمليات بيولوجية، وطبية، ثم المرحلة الأخطر وهي التقنين لهذا التحول أو التغيير، والتلاعب بخلق الله، ثم تأتي مرحلة التبرير لهذا التكييف القانوني، ثم مرحلة الدفاع والاستماتة بأن هذا الشيء يدخل في دائرة الحقوق، ثم بعد ذلك مرحلة التطبيع للشذوذ! والتي يسمونها التسوية، والتي تدخل في مرحلة العلمانية بأقصى درجاتها، أو فكر ما بعد الحداثة، بعد أن سحب الإنسان من كونه متعالياً على الطبيعة، فأصبح مع الإنسان الطبيعي.
هذا الإنسان الذي مسحت ذاكرته من إنسانيته، وجعل التاريخ ركاماً لا معنى له، وضربت عنده الخصوصية التي تفصله عن بقية المشاركين في الكون من الحيوانات وغيرها.
نحن العرب، والمجتمعات المسلمة المتخلفة، إذا أرادت أن تتطور، فإن هذا التطور في دائرة المستعمر يتحول كما يقول عبد الوهاب المسيري: (من تحديث إلى تغريب!!).
فاليابانيون تحدثوا، ولم يتغربوا، وحتى لو وصلهم شيء من التغريب، فإنه تغريب شكلي جاء في مراحل لاحقة؛ أما نحن فالتحديث عندنا يتحول إلى تغريب مباشرة!
لذلك نرى الصيحة لمثل عبدة الشيطان وحقوقهم، والتحول والتغيير الجنسي وحقوقهم، أعلى من صيحات حقوق الإنسان، فتجد الواقع متخلفاً، وهناك جذور، وأصول مضروبة تأخذ بُعداً آخر.
وأنا سأذكر لكم في البداية حادثتين شخصيتين، لأنه بالمثال يتضح المقال كما يقولون:
الأولى: رأيتها بنفسي، والثانية: كنت طرفاً في إصلاحها.
ذهبت للاستفسار عن موضوع في أحد الأجهزة الأمنية في الكويت بوزارة الداخلية، دخلت المبنى، وركبت المصعد وعندما وصل وجدتُ في وجهي فتاة، الشعر أشقر، ترتدي ملابس رياضية، تلتصق بجسدها كأنها قطعة منه! ولا شك أن الذهاب إلى مؤسسة رسمية بمثل هذه الهيئة عيب! يجب احترام المؤسسة، وقبل ذلك احترام ذواتكم! فالواحد في بيته يلبس ما يشاء، أما في الأماكن العامة فهو ملزم بالذوق العام.
المهم أنني وصلت إلى مكتب المسؤول، وجلستُ منتظراً السماح لي بالدخول عليه، وكان في غرفة الانتظار أم كبيرة في السن تجلس معنا، تنتظر الدخول على المسؤول، وإذا بموعدي قد حضر، فقالوا لي: تفضل.
فدخلتُ على المسؤول، وسلمتُ، وجلستُ، حتى انتهى من مكالمة هاتفية كان يجريها، فرحب بي، ثم قال: بعد إذنك يا دكتور محمد عندي مشكلة، ويجب أن أنهيها، قلتُ: لا بأس، فنادى الموظف وقال: دعوا المرأة الكبيرة تدخل، فدخلت تلك الأم، وجلست، فقال لها: لقد أصدرت في حق ابنك حجز وتوقيف لعدة أيام قبل قليل، وليس سجناً، بسبب المصيبة التي فعلها ولدك، فماذا نفعل به؟!
فقالت له: وماذا أفعل بولدي؟! والله لا أدري أين أذهب به؟! هل إلى مدرسة بنات، أم إلى مدرسة ذكور؟؟!!! لقد تعبت منه يا حضرة المسؤول كثيراً، وبدأت المسكينة تشكو مصيبتها….
فقال المسؤول: نادوا فلاناً ليدخل، ففتح الباب، ودخل فلان، وإذا بالصدمة التي لم أكن أتوقعها أبداً، فإذا به هو نفسه تلك الفتاة ذات الشعر الأشقر، والملابس الرياضية، التي رأيتها عند المصعد!! فلم تكن في الحقيقة فتاة، بل ذكر من الذكور!!
فقلت: يا الله، ما الذي حل بنا، حتى وصلنا إلى هذه الحالة المزرية؟
هذه الحادثة الأولى التي رأيتها بأم عيني.
أما الحادثة الثانية: فقد جاءني مجموعة من الإخوة، وقالوا: نريد أن نخبرك بهذه المصيبة، علّك تجد لنا حلاًّ لها. قلتُ: خيراً. فقالوا: هناك فتاة طالبة من بنات المجتمع ذهبت للدراسة خارج الكويت، وبعد سنة ونصف عادت، وذهبت إلى إحدى صديقاتها من الخواص، والتي تكشف لها أسرارها، فقالت لها: يا فلانة، أريد أن أصارحك بأمر، ولكن لا أريد أن يعرف به أحد من أهلي، وبالأخص أمي؛ لأنها إن علمت بذلك، فلربما تكون نهايتها!!
فقالت لها صديقتها: لن يعرف أحد بالأمر، ولكن ما هذا السر الخطير الذي لا تريدين أحداً أن يعرفه؟
وإذا بهذه الفتاة تذهب محتشمة، ولما عادت إذا بها قد تغير شكلها تغيراً جذرياً، ليس فقط أنها تركت الحشمة وتبرجت! بل هناك طامة عظمى، وبلية كبرى! لقد تحولت إلى ذكر!! نعم، قصة الشعر ذكورية، وترتدي ملابس الرجال، وقد أنزلت وزنها لتكون أجمل!!
ولم يقف الأمر عند هذا الحد!! فقد قالت لصديقتها: أريد أن أُرِيَكِ شيئاً، ففتحت قميصها، وإذا بها قد أزالت ثدييها بعملية جراحية!!!
صعقت الصديقة من هول المنظر!
فقالت لها: لحظة، لا تعجلي عليّ حتى تعرفي سبب ذلك.
نعم تفضلي، وما سبب ذلك؟
فقالت: لقد عشقت امرأة فوق الثلاثين، عندها طفلة صغيرة! في تلك البلاد، حتى أصبح هذا العشق مرضاً لا يمكنني علاجه إلا بالبقاء معها، ولكي تستأثر بتلك المرأة، أرادت أن تحول نفسها إلى ذكر من أجل أن تحظى بها!! فاتخذت هذا القرار الإجرامي!!!!
يا رباه! رحماك يا الله!
لم تقف المصيبة عند هذا الحد، بل إنها بعد أن فعلت ما فعلت لأجل تلك المرأة التي أحبتها، قالت لها تلك الحبيبة: لقد أحببتك بالشكل الأنثوي، وليس بالشكل الذكوري!! فأنا لا أريد البقاء معك على هذه الحال!!
فتقول: أنا مصدومة الآن صدمة عظيمة، لكنني اتخذت قراراً، وتحولت!!!
أقول:
هذا غيض من فيض مما يحدث لبعض أبناء هذا الجيل جراء هذه الحياة المادية الطاغية، وتراجع القيم، وتراجع إنسانية الإنسان على مستوى العالم.
هذا العمل أستطيع أن أسميه: انتحار اجتماعي، وانتحار ديني، وانتحار مستقبلي، لماذا؟
لأننا غرقنا في قضية النسبية، فكل شيء صار نسبياً، وغرقنا في مسألة التجريب الذي تدعو له فلسفة ما بعد الحداثة، والعلمانية في طورها الأخير، فأصبحت القضية تطرح علناً في الإعلام، وبدأ البعض يدافع عنها قانونياً، ويشجعها قانونياً، وتصدر فيها أحكام قانونية بأن هذا الأمر من حق الإنسان، وحريته الشخصية، وهناك ذرائع، وحيثيات معينة تسمح بأن يحدث ذلك!!!
ونحن من حقنا أن نتساءل: ما هذه الحيثيات التي تسمح بمثل هذه الانحرافات عن أصل الفطرة؟
الجواب: أنها تختصر في اثنتين:
أولاً: أن ذلك أمر فطري، مجبور عليهً فهذا الإنسان الذي يريد أن يتحول، سواء أكان ذكراً أم أنثى، إلا أن الحديث عن تحول الرجل أكثر؛ لأنه أوسع انتشاراً من قضية التحول الأنثوي، فهذا الذكر يقول لك: أنا شعوري منذ طفولتي شعور أنثوي، وهذا أمر النفسي قاهر لا أملكه، وهو مفروض عليّ فرضاً، فلدي ميل أنثوي داخلي، فأنا بنت، ومشاعري مشاعر بنت، وأتكيف مع البنات، ولا أحب أجواء الرجال، فأنا بنت رضيتم أم أبيتم!!!
والبنت المتحولة تقول الكلام نفسه أيضاً، فهي منذ طفولتها مشاعرها ذكورية، وهذا أمر قاهر لا تملكه، وهي لا تحب أجواء البنات، بل أجواء الذكور، ولديها ميل عاطفي جنسي نحو البنات!!!
ثانياً: الحرية الشخصية التي لا تضر الآخرين، فالمسألة مزاجية! فهذا الشخص يتصرف بجسمه كيفما شاء، لا دخل لكم به!! دعوه ينبسط، ويعيش حياته كما يريد، وبالطريقة التي يختارها! فاليوم هو مريم، وغداً يصبح عبده، وأمس كان خالداً، وهكذا!!
كيف نناقش هؤلاء ؟
بداية: يجب أن نعلم أن كلمة الحرية التي تبتذل على الألسنة، وفي الجرائد، وفي الصحافة، وفي الفضائيات، هي من أصعب المصطلحات التي تاه فيها، وغرق فيها، دراسة وتحليلاً وتفصيلاً الفلاسفة، والقانونيون، والشرعيون، والتربويون، فأنت كإنسان تشعر بأنك حر، وهذه فطرة لا تحتاج لفلسفة، ولكن تصطدم في تحقيق حريتك بكوابح:
الصدمة الأولى أو المانع الأول: التكوين البيولوجي، فهذا تكوينك، وأنت محكوم فيه.
فمثلاً: التكوين الكوني: فالشمس تشرق من المشرق، وتغرب من المغرب، هذا قانون سببية يحكمك في معادلة حياتك، لا تستطيع تغييره.
فكذلك التكوين البيولوجي لك، فأنت قد خلقك الله تعالى ذكراً، أو أنثى، فأنت لا تملك تغيير هذا التكوين بمحض إرادتك، وإلا اضطربت الحياة، وعمّ الفساد هذا الكون أجمع.
الكابح الثاني: الأعراف السائدة، فأنت حر صحيح، ولكن هناك أعراف، وتقاليد، تحكمك، حتى في أكثر المجتمعات علمنة هناك أعراف، وتقاليد.
فمثلاً: هل يستطيع أحد أن يقول: سأذهب بملابس البحر (البكيني!!)، إلى بيت العزاء لتقديم واجب العزاء؟!! فهل هذه حرية شخصية؟! لا أحد يقول ذلك؛ لأن هناك أعرافاً يصطدم فيها.
الكابح الثالث: الأنظمة والقوانين، والسياسة والدولة، فهناك قوانين تمنعك من بعض التصرفات ولو كانت أموراً شخصية، حفاظاً على سلامة المجتمع، وأمنه، وأخلاقه.
إذن نحن أمة تنتمي إلى عقيدة، وهذه العقيدة تنبثق عنها شريعة، لها أحكامها الخاصة، ومن هذه الأحكام أحكام الأخلاق، منها ثوابت، ومنها متغيرات، فالشريعة تتطور في أحكامها، وتستوعب المتغيرات، أما الثوابت فلا مجال فيها؛ لأنها من ثوابت الحقيقة الإنسانية.
الغرب ليست عنده وسطية، ولا ثوابت، و لذلك بدأ يتوه، ويضيع، وأخذ المتابعون له من هذه الأمة بالضياع والانفراط!!
فيا من تقولون: إن القضية من حق الإنسان أن يحقق حريته، ويتخذ قراره، ويتحول، ويتخنث، كيفما شاء، نقول لكم: اصبروا قليلاً، فهذا الفعل تعقبه مشاكل ومصائب جمة:
وأول مشكلة في ذلك: أن هذا الإنسان سلب المجتمع إبداء رأيه، فهذا الشخص ذكراً كان أو أنثى، يسافر إلى الخارج، ويجري عملية له، ويغير خلقه، ثم يأتي ويقول: أنا بنت، وعاملوني معاملة البنات!! أو أنا شاب، وعاملوني معاملة الشباب!!
ولكن أنت لم تأخذ رأينا عندما أقدمت على فعلك هذا! فأنت قد غيرت خلق الله تعالى كما قال الله تعالى في الآية، وتحدّيْت الدين، وتحدّْيت المجتمع، ثم تأتي وتقول: أقبلوني !! أنت لم تخبرنا لنا منذ البداية ، ولا استشرت، حتى نقبلك، ثم تأتي بفرض القانون، وتفرض نفسك علينا، وتريد منا الرضا بالواقع! لا لن يكون ذلك أبداً.
هذا أولاً.
ثانياً: نحن جميعاً ضد التطرف، ونسعى لعلاج التطرف، ومحاربته، ونبذه، فكل التطرف مرفوض.
ولكن… أليس هذا الفعل نوع من أنواع التطرف؟!
التطرف الجنسي، تغيير خلق الله، التلاعب بالذات، التي هي ملك لله سبحانه وتعالى، يوجهها، ويخضعها لأحكام الشريعة، فلماذا لا يحارب هذا التطرف؟
والذي يقول: إن التحول الجنسي ليس تطرفاً، فهذا لا يحتاج أن نناقشه، هذا يحتاج إلى علاج نفسي أصلاً.
ثالثاً: أنتم بهذه الإباحة القانونية التي تريدونها للناس، والحقوقية التي تدافعون عنها، هذه الإباحة لهذا الشذوذ قد راعيتم فيها حق واحد على حساب مئات الآلاف!
وأنت بهذا العمل تكون قد أعطيته صكًّا قانونياً أن يذهب إلى أماكن النساء كافة، فله الحق أن يدخل صالة أفراح النساء مثلاً، وقد يكون فيها زوجتي، وبنتي، وأختي، وأمي، وأهلي!! يدخل صالونات النساء، يدخل حتى دورات المياه للنساء!! حمام السباحة للنساء، وهكذا، فأنت أدخلته في كل عوالم النساء، وخدعت المجتمع، وخدعت البنات، وفتحت أشياء، الله أعلم ما هي نتائجها، ومصيرها.
رابعاً: تغيير الاسم، يقولون: هذا حق مدني، فلكل واحد الحرية في تغيير اسمه!! ولكن؛ هل يجوز هذا الفعل في حالة ترتب على تغيير الحق المدني حق شرعي؟ وماذا إذا تناقض مع الشريعة التي هي أصل، وثابت، نرجع إليه؟
فأنت سميته باسم بنت، واعتبرته بنتاً، ولكن إذا أراد هذا الشخص المتحول أن يتزوج غداً، فهل يتزوج على أنه بنت أم ولد؟ لا شك أنه سيتزوج على أنه ولد، لأن هذه هي الحقيقة، فأنت بذلك تكون قد أبحت اللواط برسم القانون.
ثم نقطة قانونية أخرى في هذا المجال:
الميراث كيف يقسم لهذا الشخص؟
هل سيأخذ ميراث الأنثى، أم ميراث الذكر؟!!
كذلك هذا الشاب المتحول إلى أنثى، وهو الآن يعيش دور المتبرجة، ماذا لو أراد التوبة من ذنب التبرج؟! هل يلبس النقاب والخمار الشرعي؟! أم أنه يرجع ذكراً مرة ثانية؟ إلا أنه ليست لديه أدوات الولد بعد إجراء عملية التحول؟
أليس هذا الموضوع الخطير الشائك الذي يضرب مسلّمات كبيرة يحتاج إلى مجمع فقهي، طبي، مشترك، حتى يصدر رأياً صريحاً فيه، فلا تكون القضية تلاعب، ومنافسات؟
ثم لماذا يتحول؟
اقرؤوا الواقع والعلاقات فكثير من أهل الفسق يتخذونه للتندر، وبعضهم لأشياء أخرى، لا أريد الخوض فيها كثيراً.
نحن نعلم أن دولة الكويت، والدول العربية والإسلامية ينطلق دستورها من أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة، وأنه مصدر من مصادر التشريع.
فهؤلاء بهذه الأفعال ينتقضون النظام كله، ويعتدون عليه.
أما الجانب الشرعي لهذه القضية: فنجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء، وقال: أخرجوهم من بيوتكم)!
ولذلك ذكر الفقهاء: أن التغريب وهو تهجير الشخص من منطقته التي كان يعيش فيها، وعرف فيها بفساده، يكون للزاني غير المحصن، هذا أولاً، والثاني: هذا النوع من العصاة.
أما نحن في ظل هذه الأوضاع وهذا الانفتاح، كيف نتعامل مع هؤلاء؟
أولاً: يجب أن نطرح الموضوع طرح المشفق، فحرام هذا الي تفعله بنفسك، فقد يكون هذا الشخص مغروراً بجماله، أو مغروراً بالأزياء، أو بالناس، فأصبح حديثهم، وهو يحب الشهرة، وإشغال الناس بذاته! لكنه في الحقيقة إنسان ضعيف مسكين، يحتاج إلى شفقة، ورعاية في مرحلة معينة، لكنه لو تمرد على ذلك فحينها يحتاج إلى علاج، ولو زاد التمرد فإنه يحتاج إلى قانون يلزم هذا الإنسان، فالقانون هو الذي يلزم لهذا الانحراف وغيره من الانحرافات.
فلا بد من توجيه هذا الإنسان، وتذكيره بمجيئه لهذه الحياة من أين؟ والمصدر الأصلي الله سبحانه وتعالى، والمرجع الذي يرجع إليه، ووظيفته في هذا الكون، ولا بد من الضخ الإيماني الأخلاقي في شخصيته، فتقول له: أنت رجل مهما كان فيك شعور، أو عواطف معينة، فالإنسان هو الكائن الوحيد غير الكائنات الحيوانية الأخرى المبرمجة غريزياً.
أنت إنسان يتحكم فيك عقل، وإرادة، بمعنى مفاهيم تجعلك تختار بين البديلات، فنرجو أن تتخذ قراراً صائباً.
أنت إنسان في تصحيح مسيرك، تطرق الباب الذي تشعر بالفعل أنك تستطيع من خلاله أن تعالج نفسك، وتعيد بناء ذاتك، وكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
هدانا الله جميعاً…