بينى وبينكم 2009 الحلقة الخامسة والعشرون سورة السجدة
المعجزة القرآنية في قياس السرعة الضوئية
الحديث عن الضوء والسرعة الضوئية مع الدكتور صبري الدمرداش سوف ننتقل فيه من قول الله تعالى في الآية الخامسة من سورة السجدة: {يدبر الأمر من السماء إلى اﻻرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون}، وقد جاء في آيات أخرى {خمسون ألف سنة}، وفي آيات أخرى {أيام}!
وقبل أن نتطرق إلى الآية لا بد من مقدمات تمهيدية، ألا وهي: أن الكون محكوم بنواميس أي قوانين كثيرة، أحد هذه النواميس: الزمن الذي أطلق عليه الدكتور صبري: لغز الوجود.
والمطلوب: فكرة عن هذا الناموس وهو الزمن، لكن نعيش في كوكبنا الأرض، وفي مجرتنا درب التبانة.
فقال:
هو كما تفضلت فإن للكون نواميس، والناموس هو القانون الإلهي، فالجاذبية ناموس، والنسبية ناموس، والنظام ناموس، والتغير ناموس، والضوء ناموس، والحركة ناموس، والحضارة ناموس، نواميس محكومة، وهذا أكبر دليل على أن هناك خالقاً مسيطراً على هذه النواميس، وقادراً على خلق الناموس عندما يريد.
قلتُ:
وهذه النواميس لا تجري على الخالق؟
فقال:
بالتأكيد، فكل ما يجري على المخلوق لا يجري على الخالق.
قلتُ:
وهل الزمن في مجموعتنا الشمسية، وفي مجرتنا التبانة كغيره في المجرات الأخرى؟
فقال:
بل مختلف، فعلى سبيل المثال: في منظومتنا الشمسية: فاليوم على الأرض في يوم العوام 24 ساعة، لكن يوم الشمس 27 ساعة وثلث؛ لأن اليوم ينتج من دوران الكوكب حول نفسه، أو النجم السماوي حول نفسه، فالأرض تدور حول نفسها مرة كل 24 ساعة، إذن يوم الأرض 24 ساعة، لكن الشمس تدور حول نفسها مرة كل 27 ساعة وثلث، إذن يوم الشمس مثل يوم الأرض 27 مرة وثلث.
ولنأخذ مثلاً يوم المجرة: فالمجرة تدور حول نفسها مرة كل 250 مليون سنة! {ما قدروا الله حق قدره}.
هذا بالنسبة لليوم.
مثال آخر: السنة: فالسنة على الأرض 365 يوم وربع، في حين أن سنة عطارد صغيرة 88 يوم، وسنة الزهرة 225 يوم، وسنة المريخ بسنتين من سنوات الأرض، وسنة المشتري بـ 12 سنة من سنوات الأرض، وسنة زحل بـ 29 سنة ونصف من سنوات الأرض، وسنة أورانوس بحوالي 84 سنة من سنوات الأرض، وسنة نبتون بـ 65 سنة من سنوات الأرض، وسنة بلوتو بحوالي 248 سنة من سنوات الأرض!!
قلتُ:
وهذا الخلاف على أي أساس مبني؟
فقال:
قلنا إن اليوم ينتج من دوران الكوكب حول نفسه، أما السنة فتنتج من دوران الكوكب حول الشمس، وسنة الشمس عبارة عن الزمن الذي تقطعه في دورانها حول مركز المجرة في حوالي 200 مليون سنة! وكما علمنا فإن يوم المجرة شيء لا يصدقه عقل! فالمجرة تدور حول نفسها مرة كل 250 مليون سنة.
قلتُ:
وهذه المجرة عبارة عن ماذا؟
فقال:
المجرة عبارة عن جرم سماوي فظيع، فيه تجمع نجمي لا يقل عن 100 ألف مليون نجم!!
والمجرة عمرها بحسب ما يقول علماء الفلك 7000 مليون سنة، فإذا قسمنا 7000 مليون سنة، على 250 مليون سنة، يكون عمرها 28 يوماً منذ أن خلقها الله تعالى!! 28 يوم، لكنه يوم مجري.
قلتُ:
ننتقل من هذه النسبية الكونية في الزمن بناءً على مواقع، وحركة المجرات، والأفلاك، والأقمار، ونأتي لسؤال معرفي عقائدي، يشغل بال الإنسانية منذ فجر وجودها: يوم الدنيا؟ يوم البرزخ؟ يوم الآخرة؟ زمن الدنيا؟ زمن الآخرة؟ زمن ما بينهما من البرزخ؟ هذا سؤال معرفي أرجو أن توضحه لنا؟
فقال:
الزمن في الحياة الدنيا زمنان: زمن اليقظة، وزمن النوم، فعندما تنام 8 ساعات، وتستيقظ، فهل تشعر فعلاً أنك نمت 8 ساعات؟
قلتُ:
ﻻ.
فقال:
عندما يحلم الإنسان فإنه يعيش في عمق آخر، ويعيش في زمن آخر، وأحداث، ويسافر إلى بلاد بعيدة، ويرجع، وينفعل، وفي بعض الأحيان يستيقظ فيجد دموعه على المخدة، والعلماء يقولون: إن أطول حلم لا يتجاوز ثلاث ثواني! وليس دقائق، فأنت دخلت في ناموس زمني مختلف عن زمن اليقظة.
هذا بالنسبة للزمن في الدنيا.
نأتي للزمن في البرزخ: ففيه زمن حقيقة، ولكنه زمن بحسابات أخرى غير زمن الدنيا، والدليل قول الله تعالى في الآية 46 من سورة غافر في قوم فرعون: {النار يعرضون عليها غدواً وعشيّاً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}، فالغدو والعشي من صفات الزمن، ومن مواقيت الزمن، إذن يوجد زمن، فهل هذه الآية نازلة في قوم فرعون في الدنيا، أم في البرزخ، أم في الآخرة؟
العرض غدواً وعشيّاً على النار لم يكن في الدنيا، والآية كذلك تقول: {ويوم تقوم الساعة}، أي أن ذلك لم يحصل بعد، فما دام أن ذلك لم يحصل في الدنيا، وهو لم يحصل في الآخرة، إذن من المؤكد أن الآية تتعلق بالبرزخ.
وهناك جزئية في زمن البرزخ، فالآية 13 من سورة الممتحنة يقول الحق تبارك وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا ﻻ تتولوا قوماً غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كنا يئس الكفار من أصحاب القبور}، هذه الآية تؤكد أن هناك زمناً في البرزخ، وإحساساً في البرزخ، ولكن كيف يئس الكفار من أصحاب القبور؟
أي أن الكفار الذين ماتوا وأصبحوا من أصحاب القبور عرفوا موضعهم من النار، ويئسوا من تعديل هذا الموضع، إذن هناك يأس، وطالما يوجد يأس، إذن هناك إحساس وشعور، فلا يمكن للإنسان أن ييأس إلا إذا كان هناك ثمة شعور، وهذا يؤكد أن في البرزخ شعوراً، وقمة العذاب والعياذ بالله أن يعرف الإنسان الذي في البرزخ موضعه من النار، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن القبر: (إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار)، وهذا يؤكد بأن هناك إحساساً وشعوراً في البرزخ.
قلتُ:
وماذا عن زمن الآخرة؟
فقال:
سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أفي الآخرة نوم يا رسول الله؟ فقال ﻻ.
لماذا؟ لأن النوم أخو الموت.
وأما بالنسبة للزمن، فالجنة خلود أبدي، وما معنى خلود؟
علم الفيزياء هو الذي يفك لنا شفرة الخلود.
فالإحساس بالزمن يحدث عندما يكون هناك زمن، أما الآخرة فلا زمن فيها.
قلتُ:
إذن الخلود هو اللازمن؟
فقال:
نعم هو اللازمن.
قلتُ:
يقولون: إن نظرية أينشتاين لم يستوعبها إلا 12 شخصاً! لكنك ذكرت في كتابك: (للكون إله) أمثلة بسيطة في توضيح الزمن، ونسبيته، على كوكب الأرض مقارنة بالكواكب الأخرى، فهلاّ ذكرت لنا بعض هذه الأمثلة؟
فقال:
هي أمثلة سهلة، وتوضح فكرة النسبية:
المثال الأول: لنفرض أن توأماً محمداً وأحمد، عمرهما ساعة، تركنا محمداً على كوكب الأرض، وأخذنا أحمد إلى كوكب المشتري، ونحن نعلم أن سنة المشتري تساوي 12 سنة من سنوات الأرض، ففي هذه الحالة سيكبر محمد، ويدخل المدرسة الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية، والجامعة، ويتوظف، ويتزوج، ويحال للتقاعد عن 60 سنة، ولا يزال أخوه التوأم في كوكب المشتري عمره خمس سنوات!!
المثال الثاني: عندنا علي وعمر، وهما توأم، وعمر كل واحد منهم 20 سنة، فنفرض أن علياً على الأرض، وعمر أخذ مركبة فضائية وذهب يزور كوكباً يبعد عنا 36 سنة ضوئية، ويسير بسرعة تكاد تقترب من سرعة الضوء، ففي الذهاب يحتاج إلى 36 سنة، وفي العودة يحتاج إلى 36 سنة، بمعنى أنه يحتاج إلى 72 سنة من سنواتنا على الأرض، فكم سيبلغ علي من العمر؟ بعد الرجوع سيجد عمر أن عُمْر أخيه علي 92 سنة؛ أي 72 سنة مضافاً إليها 20 سنة عمره في الأصل! هذا بالنسبة لعلي الموجود على الأرض.
أما عمر فعمره عشرين سنة ويوم!
وهذه اللعبة الخطيرة التي يلعبها العلماء، ويريدون أن يتلاعبوا بأعمار البشر عن طريق السرعة.
قلتُ:
ها هنا سؤال عقائدي: فالماركسيون مثل انجلز، وماركس، ولينين، كانوا يقولون في بدايات القرن الماضي: إن الزمان له وجود حقيقي، مستقل بذاته، يمتد إلى ما لا نهاية، بمعزل عن المادة، فالزمان غير مخلوق!
فقال:
غير صحيح، فالزمان مخلوق، وبالدليل، فهناك قاعدة كلية في الفيزياء الفلكية أو الكونية تقول: (ﻻ زمان بغير حركة، ولا مكان بغير مادة).
فلا يمكن للزمن أن يأتي إلا إذا كان هناك حركة، فمثلاً: يوم الأرض يأتي من دوران الأرض حول نفسها، أما إذا كانت الأرض متوقفة، فلن يكون لها يوم، وإن لم تدر حول الشمس فلن يكون لها سنة، فلا زمان بغير حركة، ولا مكان بغير مادة، إذن الزمن مخلوق، وكل شيء مخلوق، ما عدا الخالق سبحانه وتعالى.
قلتُ:
يقول الإمام أبو حامد الغزالي، في كتابه: تهافت الفلاسفة: كما أن البعد المكاني تابع للجسم، فالبعد الزماني تابع للحركة، فإنه امتداد الحركة كما أن ذلك امتداد أقطار الجسم.
فقال:
كلام الإمام أبي حامد الغزالي هو نفس كلام اينشتاين، إلا أن اينشتاين بالمعادلات الفيزيائية الرصينة، ولكنه نفس الفكرة، ونفس الموضوع.
قلتُ:
إذن العلم يؤكد على إلغاء فكرة الإلحاد؟
فقال:
بلا شك، فعلم الفيزياء وكل العلوم تدل على أنه: لا إله إلا الله، هذه حقيقة كونية أكدتها جميع الحقائق العلمية.
قلتُ:
كتاب: أسرع من سرعة الضوء، لماجيجو البريطاني، ما هي فكرة هذا الكتاب؟
فقال:
حتى اينشتاين كان يعتقد أن الذرة فيها جسيم معين سرعته أسرع من الضوء، ولكن الحقيقة أنها مسألة افتراضية لم يقم الدليل عليها حتى الآن.
قلتُ:
يقول أحمد زويل في آخر صفحة من محاضرة ألقاها عن الزمن: من الناحية النظرية فإن السير في الزمان إلى الوراء أمر ممكن، برغم وجود العديد من الصعاب والعقبات في سبيل ذلك.
كلام غريب أليس كذلك؟!!
فقال:
لكنه ليس بمستغرب من شخص حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء الفيزيائية، وهو الذي طبق الفيمتو ثانية في الزمن، والفيمتو ثانية هي جزء من مليون بليون جزء من الثانية!! بمعنى أن علاقة الفيمتو ثانية بالثانية هي علاقة الشعرة بالبعد بين الأرض والقمر، وهي العلاقة ما بين الثانية و32 مليون سنة!
قلتُ:
بعد هذه المقدمات نودّ الحديث عن المعجزة القرآنية في قياس السرعة الضوئية، قال تعالى: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون}، فمن خلال هذه يمكن قياس سرعة الضوء في القرآن الكريم، لأن سرعة الضوء هي أكبر سرعة موجودة ومكتشفة حتى الآن.
فقال:
سنقوم بقياس سرعة الضوء من خلال الآية الخامسة من سورة السجدة، وللعلم فلست أنا الذي توصلت إلى ذلك، بل هناك اثنان من علماء المسلمين هما من توصل لذلك.
أقول: أيها القارئ الكريم إن قرآنك حق، ودينك حق، ولكن أكثر الناس ﻻ يعلمون، فالله تعالى يقول:{يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون}، فكلمة تعدون تعني أنها من أيامنا في الدنيا، وهذا ما قاله ابن عباس رضي الله عنه، وأبو حامد التوحيدي، والقرطبي، فمما تعدون: أي مما تحسبون، يعني من أيامكم في الدنيا، فليس لها علاقة بالآخرة.
الأستاذ الدكتور منصور محمد حسب النبي كيف بدأها؟ قال: هناك معادلة بسيطة يدرسها أولادنا، وتلامذتنا في المرحلة الابتدائية، وهي:) المسافة تساوي السرعة في الزمن)، نرجع للآية: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون}، فالسرعة تساوي المسافة على الزمن، فالمسافة التي هي ألف سنة مما تعدون، مقسومة على زمن اليوم الأرضي.
العرب في السابق كانوا يعرفون التقويم القمري، ولا يعرفون التقويم الشمسي، وكانوا يعبرون عن المسافة بالزمن، فيقولون: مسيرة ثلاثة أيام، مسيرة أسبوع، مسيرة شهر، فالشهر القمري هو المسافة التي يقطعها القمر في دورانه حول الأرض في شهر، فإذا أخذنا الشهر القمري وضربناه في 12 شهر، فيكون الناتج هو السنة القمرية، فإذا ضربنا السنة القمرية في ألف يكون الناتج ألف سنة مما تعدون! هذه هي الفكرة باختصار، نأتي للتطبيق:
فقد حسبوا الشهر القمري وهو المسافة التي يقطعها القمر في دورانه حول الأرض في شهر، فوجدوها بالضبط تساوي: اثنين واحد خمسة، وبعدين اثنين ستة واحد اثنين فاصلة ثلاثة أربعة (2152612.34) كيلو متر هذا هو الشهر القمري.
وعليه فإن السنة القمرية تكون نتيجة ضرب هذا الرقم في 12 فيساوي 258 313 48.08، وهذا عبارة عن المسافة التي يقطعها القمر في دورانه حول الأرض في 12 شهر، وهي السنة القمرية!
أنا أريد ألف سنة مما تعدون، سأضرب الناتج السابق في ألف، فتكون النتيجة يساوي 258 313 48080، هذا هو ألف سنة مما تعدون، وبالقراءة 258 بليون و313 مليون و48080 سنة، هذه هي ألف سنة مما تعدون.
فإذا أردت أن أحسب المقام وهو زمن اليوم الأرضي، ونحن كما نقول: (اليوم يومان: يوم العوام، ويوم العلماء)، فيوم العوام 24 ساعة، وهذا لا يلزمنا، أما يوم العلماء فهو الدقيق فلكياً، وهو 23 ساعة، و56 دقيقة، وأربعة فاصلة صفر تسعة صفر ستة، هذا هو يوم العلماء.
فإذا أردته بالثواني أحوله بالثواني، فعندي 23 ساعة، الساعة فيها 60 دقيقة، والدقيقة فيها 60 ثانية، إذن 23 ساعة ضرب 60، يكون الناتج بالدقائق، ضرب 60 ثانية، يكون الناتج بالثواني، فــ 23 ضرب 60 ضرب 60، النتيجة هذا الرقم 82800 ثانية .
بقي 56 دقيقة، أضربها في 60 ثانية، فالنتيجة 3360 ثانية.
وفي الأصل لدي رقم بالثواني وهو: 4.0906 ، فيمون المجموع النهائي لزمن يومنا على الأرض هو 82800+3360+4.0906، يساوي 86164،0906 ثانية.
وبذلك أكون قد حصلت على المجهولين في المعادلة وهما البسط والمقام، فالسرعة تساوي المسافة على الزمن، فالمسافة وهي ألف سنة مما تعدون، والمقام وهو زمن يومنا على الأرض، من وجهة نظر العلماء، وليس العوام.
نأتي للخلاصة:
سرعة الضوء تساوي 25831348080 مقسومة على زمن اليوم الأرضي كما يحدده العلماء، فالنتيجة هي: 299792.458 كيلو متر في الثانية، وهي سرعة الضوء كما يعرفها علماء العالم، وهذه هي السرعة المقدرة، وهذا هو الرقم الذي يتعامل معه اينشتاين وكبار العلماء، والذي اعتمد في مؤتمر باريس للمعايير العلمية سنة 1983، وهو الذي قرره القرآن في سورة السجدة آية رقم خمسة، وجاء علماء العالم من كل حدب وصوب، من أمريكا، وفرنسا، وروسيا، وناقشوا الأستاذ الدكتور منصور حسب النبي، في هذا الرقم 299792.458 كيلو متر في الثانية، فأقروه أخيراً على ما قال.
ليس أمامنا إلا أن نقول: يا رب نشهدك أننا نعبدك وحدك لا شريك لك، أنت حق، وكتابك حق، ولو كره المشركون.
وللعلم لم يكن هذا هو اكتشاف الدكتور منصور محمد لوحده، بل جاء بعد ذلك الدكتور محمد دودح، وهو أستاذ الفيزياء في كلية العلوم في جامعة الملك عبد العزيز، وقدم بحثاً ونوقش في هيئة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، وأحضروا له علماء فيزياء من كلية العلوم في جامعة الملك عبد العزيز، ثم ذهب إلى جامعة أم القرى كلية اللغة العربية قسم التفسير، وناقشوه لغوياً، وشرعياً، وأقروه على ذلك.
قلتُ:
ما هي الأسس التي انطلق منها الدكتور منصور محمد حسب النبي في بحثه المتفرد؟
فقال:
هو أخذها من اينشتاين:
الركيزة الأولى: أن سرعة الضوء في الفراغ مطلقة تقريباً، أي أنها لا تتوقف على حركة الجسم المرصود، ولا حركة الراصد.
الركيزة الثانية: لا يوجد جسيم في الكون كله يستطيع أن يتحرك بسرعة الضوء.
الركيزة الثالثة: أن الضوء يسير على الأرض في خطوط مستقيمة، لكنه في الفراغ الكوني يسير في خطوط متعرجة؛ لأن الكون مقفل ويسمى الكون الأحدب.