بينى وبينكم 2009 الحلقة العشرون العيون
العيون
العيون!! وما أدراك ما العيون؟!!
الحياة كلها عبارة عن مجموعة صور، وهذه الصور تعطينا انطباعات تختزن في أذهاننا، فكيف نتعامل معها بناءً على ثقافتنا، وتجربتنا، وخبرتنا الحياتية، وعقيدتنا؟
فحينما ننظر لحدث، أو لواقعة، أو لمأساة، أو لموقف مفرح، أو لتيار عابر في الحياة، فتجد هذا يرصده بطريقة، وذاك ينظر إليه بطريقة ثانية، وثالث يخرج منه بانطباع آخر، لماذا؟
لأن كل واحد منهم ينظر بحسب ثقافته، وتكوينه النفسي، وخبرته الذاتية، بل إن الواحد منا قد تقع منه تلك الصورة التي تأتيك من خلال عينك مواقع متعددة بناءً على المعلومات التي تأتيك، فعندما تشاهد حادث سيارة، والناس مجتمعة حوله، وأنت تمر يأتيك تليفون، ألو ترى ابنك مسوي حادث في الشارع الفلاني بأنك تقلب السيارة، وترجع. (غير مفهومة)!!
فالحدث واحد، وأنت رأيته قبل قليل؛ لكنه أصبح في نفسك موقف آخر بعد أن جاءتك معلومة عن الحدث ذاته.
إذن نحن نتفاوت في الذات الواحدة في النظرة إلى الأحداث، وفي الذوات المختلفة في النظرة إلى الوقائع التي تحصل في حياتنا، والعين هي المنفذ الأولي، ولهذا نقل الإمام المربي ابن القيم في كتابه: الداء والدواء عن بعض العلماء قولهم: من حفظ هذه الأربعة أحرز دينه: اللحظات، والخطرات، واللفظات، والخطوات.
فالخطوات هي آخر المراحل التي تترتب عليها كل هذه المنافذ، وبناءً عليها تكون حركة حياتك، فيجب عليك أن تجعل على كل ثغر من هذه الثغور حارساً أميناً، فتجعل على نظرك حارساً أميناً، وعلى سمعك حارساً أميناً، وعلى ألفاظك حارساً أميناً، وعلى خواطر قلبك حارساً أميناً، ثم النتيجة أن كل هذه تجعل لديك خطوات، وسلوكاً.
ولنبدأ أولاً بعلاقة العين بالاعتقاد، ففي باب العقيدة هناك وهم، وشك، وظن، وغلبة ظن، وعلم، والعلم ينقسم إلى: علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين.
الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى ضرب لنا مثلاً تبسيطياً لهذه المصطلحات في مقدمة كتابه: “تعريف عام بدين الإسلام” عندما تكلم عن القواعد العقلية حيث قال: اذا كنت في مكة مثلاً، وسألك سائل: هل في الطائف الآن مطر؟ لا تستطيع أن تقول: (نعم)، ولا تستطيع أن تقول: (لا). لأن من الممكن أن يكون في الطائف في تلك الساعة مطر، ومن الممكن أن يكون الجو فيها صحواً لا مطر فيه، إمكان وجود المطر خمسون في المئة مثلاً، وإمكان عدمه خمسون، تساوى الطرفان فلا دليل يرجح الوجود، ولا دليل يرجح العدم. وهذا هو (الشك).
فإن نظرت فأبصرت في جهة الشرق، (والطائف شرقي مكة) غيوماً تلوح على حواشي الأفق من بعيد، رجح عندك رجحاناً خفيفاً أن في الطائف مطراً. وهذا الرجحان الخفيف لإمكان الوجود، هو ما يسمونه (الظن)، فأنت تقول: أظن أن في الطائف الآن مطراً، فالظن ستون في المئة مثلاً (نعم)، وأربعون (لا).
فإن رأيت الغمام قد ازداد وتراكم، واسود وتراكب، وخرج البرق يلمع من خلاله، وازداد ظنك بنزول المطر في الطائف، فصار (نعم) سبعون، أو خمس وسبعون في المئة، وكان هذا ما يسميه علماؤنا بـ (غلبة الظن)، فأنت تقول لسائلك: يغلب على ظني أن في الطائف الآن مطراً.
فإن أنت ذهبت إلى الطائف، فرأيت المطر بعينك، وأحسست به على وجهك أيقنت بنزوله، وعلماؤنا يسمون هذا اليقين (علماً).
القرآن الكريم عندما يأتي ويعلم النبي صلي الله عليه وسلم يقول له: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل}، فلم يقل له: ألم تعلم، وإنما قال: ألم تر، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن في عام الفيل شاباً لكي يرى الحدث، فهو حدث وقع لم يعاصره عليه الصلاة والسلام معاصرة واعية، فكيف يقول له: ألم تر، وهو لم ير؟!!
إن القرآن يريد أن يقول لك: إن أخبار الله سبحانه وتعالى يجب تصديقها ليس تصديق سماع، وإنما تصديق معاينة؛ لأن أخبار الله لا يخالطها شك، ولا يمازجها ريب، فهي يقينية مئة بالمئة.
يقول الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه: فمراحل اليقين ثلاث: علم يقين: إذا أخبرك صادق بخبر ما، وعين يقين: إذا رأيت أنت هذا الخبر، وحق يقين: إذا دخلت وانغمست في مضمون وتفاصيل هذا الخبر. وقديماً قلت لتلاميذي مثالاً محدداً لأوضح الفارق بين ألوان اليقين، قلت لهم: لقد رأيت في إندونيسيا ثمرة من ثمار الموز يبلغ طول الثمرة الواحدة نصف المتر. وبالطبع صدقني التلاميذ؛ لأنهم يصدقون قولي. وقد نقلت لهم صورة علمية. وصار لديهم علم يقين. وبعد ذلك أدخل إلى غرفة وأفتح حقيبة وأخرج منها ثمرة الموز التي يبلغ طولها نصف المتر. وبذلك يصير علم اليقين عين يقين. وبعد ذلك أمسكت بسكين وقمت بتقشير ثمرة الموز، ووزعت على كل واحد منهم قطعة. وهكذا صار لديهم حق يقين.
ويقول الإمام ابن القيم في كتابه: “مدارك السالكين”: فعلمنا الآن بالجنة والنار: علم يقين، فإذا أزلفت الجنة في الموقف للمتقين، وشاهدها الخلائق، وبرزت الجحيم للغاوين، وعاينها الخلائق، فذلك: عين اليقين، فإذا أدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار: فذلك حينئذ حق اليقين.
ومما قاله الشعراء في العين، قول شاعرنا الكويتي الأستاذ أحمد الكندري:
بالعيون الخضر قد ذاب الفؤاد قد غدوت اليوم مأسور الفؤاد |
واشتكى قلبي ونادى يا عباد أسكنوني سجنها هذا المراد |
وهذا النوع من الأشعار يتكلم عن الشاعر الذي يستسلم.
ومن القصائد المشهورة في العيون قصيدة الشريف الرضي، والشريف الرضي هو حفيد الإمام موسى الكاظم من آل البيت، وكان رجلاً كريماً شريفاً، هذا الشاعر الفحل ماذا قال في العين؟
قال في قصيدته على العيون، وانظر إلى هذا الغزل العفيف الشريف:
يا ظبية البان ترعى في خمائله الماء عندك مبذول لشاربه وعد لعينيك عندي ما وفيت به عيناكِ سهم أصاب وراميه بذي سلم أنتِ النعيم لقلبي والعذاب له عندي رسائل شوق لست أذكرها هامت بك العين لم تتبع سواك هوى |
لِيَهْنَكِ اليوم أنَّ القلب مرعاكِ وليس يرويك إﻻ مدمعي الباكي يا قرب ما كذبت عيني عيناكِ من بالعراق لقد أبعدتِ مرماك فما أمرّك في قلبي وأحلاكِ لوﻻ الرقيب لقد بلغتها فاكِ من علَّم العين أنَ القلب يهواك |
أبيات عجيبة، وكلمات صادقة، وتجاوب بين العقل والعين، أيهما يؤثر على الآخر؟
وفي كتاب الكشكول يقول صاحبه نقلاً عن والده:
ما شممت الورد إلا زادني شوقاً إليك
وإذا ما مال غصن خلته يحنو عليك
لست تدري ما الذي قد حل بي من مقلتيك
إن يكن جسمي تناءى فالحشا باق لديك
كل حسن في البرايا فهو منسوب إليك
رشق القلب بسهم قوسه من حاجبيك
إن دائي ودوائي يا مناي في يديك
آه لو أسقى لأشفى خمرة من شفتيك
ولنستمع إلى ما قاله أبو نواس في العين:
خلقت الجمال لنا فتنة فأنت جميل تحب الجمال |
وقلت أﻻ يا عبادي اتقون فكيف عبادك ﻻ يعشقون |
فرد عليه الشاعر عمر بهاء الدين الأميري الحلبي، في ديوان أشواق، فقال له:
خلقت الجمال لنا نعمة إن الجمال تقى والتقى فذوق الجمال يزكي النفوس |
وقلت لنا يا عبادي اتقون جمال ولكن لمن يفقهون ويحبو العيون سمو العيون |
وهذا الشاعر الكبير يوسف العظم شاعر الأردن يوجه معنى العيون في ظل الحرب، والتدمير، واﻻستعمار، وكل أمّة خائفة من الأخرى، والتحفز الدائم، والجشع الدولي، فيقول:
سألتني في حمانا ظبية قلت ﻻ أعشق حسناً ظاهراً إنما أعشق صدراً عامراً أدركت سري وقالت ظبيتي |
أتحب الشوق في عين صبية أو أرى الحب عيوناً نرجسية يحمل الموت ويزهو بالمنية أنت ﻻ تعشق غير البندقية |
فنحن أمة إما أن توجه بنادق الآخرين عليها، وإما أن توجه بنادقها في صدور بعضها البعض، وهذه مصيبة وأي مصيبة؟!!
كذلك من الأبيات الجميلة مقطوعة أدبية للأديب المصري: منصور فهمي في كتابه “خواطر نفس“، بعنوان: (أنت أنت الله)، يقول فيها:
وإذا ما وقعت العين على أو تلاقت العين بعين وإذا أعجبك المعجبون بجمال الفجر وعاود الصدر انشراحه إذ ذاك يشرق في قلوبنا نورك العين أحياناً تدمع للحزن طفح السرور علي حتى أنه يا عين قد صار البكى لك عادة |
زهرة تتفتق بالأكمام يملؤها الحسن والابتسام المتنفس وتغريد الطير المتربص وملأ القلب ارتياحه الجميل فنراك، ونقول: أنت أنت الله وأحياناً تسيل الدموع منها للفرح من فرط ما قد سرني أبكاني تبكين في فرح وفي أحزاني |
نحن نعلم أولادنا في أحيان كثيرة ألا يبكون، ونعلم المجتمع أن البكاء عيب، ولكن من قال ذلك؟
إن البكاء في مناسبته ووقته جميل، وله جمال، وجلال، وهو تفريغ لشحنات النفس، وتعبير عن الطبع الذي خلقه الله للإنسان، فالأنبياء يبكون، والصالحون يبكون، والجندي يبكي، ولحظات الهزيمة فيها بكاء، ولحظات الفرح فيها بكاء، ولحظات الانتصار فيها بكاء، فالعين عالم عجيب.
إن من أجمل ما قرأت في قصائد العين بالشعر العامي للشاعر عبد الرحمن رفيع، شاعر البحرين، في ديوانه: بحر وعيون، حيث يقول:
سمعت أهل الهوى يقولون والكلام فنون.
شنو اللي جنن المجنون مهوب العيون؟
شنو العيون؟
بحر العيون.
سما العيون.
أهي شيلو.
أو اهي مليون.
في ناس تقول اهي الدانة.
وهي لولو واهي المحار.
وفي ناس تقول اهي المجهول.
نبع سحر ونبع أسرار.
يقولون اهي مركب.
يقولون اهي ملعب.
يقولون اهي قمر شقاق.
ويقولون اهي نجم براق.
ويقولون هي محط الأشواق.
وأقول شنهو القمر لولاك.
وأقول شنهو البحر لولاك.
شنو الألوان.
شنو الألحان.
شنو الكون غير حصى وصبان.
وشنهو الجوهر ولو مكنون.
وسمعت أهل الهوى يقولون.
والكلام فنون.
شنو اللي جنن المجنون.
مهوب العيون.
في عين تحكي ولا تنطق.
وفي عين تبرق.
وفي عين تعطي.
وفي عين تسرق.
وفي عين مثل الجمر تحرق.
عقب عنتر بن شداد أبو زيد الهلالي انصاد.
وقبلهم قوم ثمود وعاد ليوم الحشر والميعاد.
منهو اللي في الغزير ما طاح.
غرق في العين وهو سباح.
لا فاده سيفه المسنون ولا رده رمحه الذباح.
ومثل ما قالو يقولون والكلام فنون.
شنو اللي جنن المجنون؟
مهوب العيون.
في عين تذبح ذبح هادي.
وفي عين تذبح ذبح سادي.
في عين تاخذك أخذ وردي.
وفي عين تاخذك أخذ رعدي.
وكله سلاح وكله اذباح.
تبي تسلم من الذبحين؟
لا تفتح عين.
ولا تتبع زين وروح بعيد لا تقرب من هوى البحرين.
مدام تقول أنا حميدان.
وتعرض داخل الميدان.
إذا تم الأمر لا تصيح ولا تولول تعالوا لي تراه الويل.
ترى أهل الهوى يقولون والكلام فنون:
شنو اللي جنن المجنون؟
مهوب العيون.
إلى أن قال في آخر قصيدته الجميلة:
ومثل كل من سأل نفسه سألت نفسي:
شنو العيون؟
وظنيت الجواب عندي وذي ردي.
وآخرتها بعد مئة سؤال وجواب وسفرة في عيون الأحباب.
رجعت محتار!!
تبون مني الجواب الصدق والمضمون؟
شنو العيون؟
هي العيون.
لقد عرفنا الآن أن العين هي التي تلعب، وتذهب، وتجيء، وتؤثر، وتجرح، وتحرق، وتتكلم، وتصمت، وتغرق، وعرفنا كيف نقف من هذه الوسيلة، والنعمة العظيمة: {ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين}.
وتعالوا بنا لنرى ماذا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في هذه العين؟ وخاصة أننا نعيش في عصر أصبح التركيز فيه على اللذة، وتسويقها على أنها هي المنفعة!!
ففي القرن التاسع عشر في عصر الصناعة، والتسويق الصناعي، كانت المنفعة هي المتضخمة، واللذة تبع لها، أما اليوم فالمشكلة في العلاقة الجدلية بين اللذة، والمنفعة، وإن كانتا متقارنتين متلازمتين؛ إلا أن الدعاية، والإعلان صورت للناس أن الشيء النافع هو اللذيذ!! فيأتون بالتافه، ويغلفونه باللذة، ويسوقونه على أنه لذيذ، ثم يعطونه ختماً أنه نافع!! فأصبحت اللذة تساوي المنفعة، وهذا هو الخطأ الكبير.
تعالوا نطبق هذا على العين، فعندما تكون اللذة هي الحسية، تختصر اللذات الحسية في اللذات الغريزية، ثم تختضر اللذات الغريزية في اللذات الجنسية، وهذه أعظم المصائب.
نعود إلى النبع الرقراق، وإلى الخبير بالنفوس، وأمراضها، وعلاجها…
إنه نبي هذه الأمة عليه الصلاة والسلام، حيث يقول:
(لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الأخرى).
ويقول صلى الله عليه وسلم: (غضوا أبصاركم، واحفظوا فروجكم).
وعندما سأله أصحابه عن الجلوس في الطرقات، قال لهم: (إياكم والجلوس على الطرقات).
أقول: وماذا عسانا أن نقول هذه الأيام؟!!
إياكم والمشي في المجمعات؟!!
إياكم والسير على الشواطئ، والمتنزهات؟!!
أليس مما يؤسف له أن توضع في تلك المجمعات كاميرات، ورقابة، ورجال أمن، وسلامة، ومع ذلك كله يحدث التحرش، وإيذاء الناس، وإيذاء الأعراض؟!!
ولما سمع الصحابة هذا التحذير من النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: يا رسول الله مجالسنا ما لنا بد منها، أي أننا لا بد أن نجلس فيها، قال: فإن أبيتم إلا الجلوس، فأعطوا الطريق حقه. قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر).
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم غض البصر أول حق للطريق.
ولذلك يقول ابن القيم: (والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان)، لماذا؟ وماذا تفعل هذه النظرة في الشخص في تحليلها النفسي؟ وتسلسلها؟
يجيب على ذلك ابن القيم قائلاً: فالنظرة تولد خطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولا بد، ما لم يمنع منه مانع.
إن الإسلام عندما يحرم عليك هذا النظر الحرام، فأنت الكاسب الحقيقي، كما يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى.
ونحن نتكلم عن العين لا بد لنا أن نستذكر ذلك الحديث النبوي الشريف، الذي لا يخرج عن إطاره النظام الاجتماعي الإسلامي كله، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم في معنى الإحسان: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).
مطلوب من كل واحد منا أن يرتقي إلى هذا المستوى بأن نحس ونستشعر في عباداتنا بأننا نرى الله تعالى، فإن عجزنا عن رؤيته فنستشعر بمراقبته لنا، وبمعيته معنا، فعندها كم يكون القلب كبيراً؟ وكم يستقيم السلوك؟
لو أيقن الحاكم والوزير بهذا الحديث، وأيقن رب الأسرة، وكذا الشاب، والفتاة، ولو أيقن من في العالم الاقتصادي، ومن في العالم السياسي، ومن في العالم الاجتماعي، بهذا الحديث، وأنزلناه في حركة حياتنا الاجتماعية، وبقية العلاقات المتبادلة، لما وقعت الخطيئة، كما تقع اليوم، ولما صارت الجرأة على المحرمات، وهتك حقوق الناس، كما يحصل اليوم.
فهذا الحضور القلبي الذي يوجد عند الصالحين، وعند الأولياء، كم يعطيهم من الطمأنينة؟ وكم يساهم في استقامة سلوكهم؟