بيني وبينكم 2008 الحلقة الثالثة والعشرون عالم الغيب والشهادة
عالم الغيب والشهادة
العالم عالمان: عالم غيب، وعالم شهادة، وكل واحد منّا له عالمه الغيبي الخاص، وعالم الشهادة الخاص، وهنالك عالم الغيب المطلق، وعالم الشهادة المطلق، وبين هذا وذاك خيوط وتشابك.
وللوقوف على حقيقة الأمر، وأبعاده، وخوافيه، طرحتُ هذا السؤال على فضيلة الدكتور صبري الدمرداش، فقلتُ:
دكتور صبري وأنت من حفظة كتاب الله، عالم الغيب والشهادة، هذا التعبير ورد في القرآن الكريم أكثر من مرة، فما مغزى ذلك.
فقال:
هذا التعبير ورد في القرآن الكريم عشر مرات، منها: في سورة الجمعة آية 8: {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}.
وفي سورة المؤمنون الآيتين 91 و 92: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عمّا يشركون}.
وفي سورة السجدة الآيتين 5 و 6: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم}.
قلتُ:
وماذا عن الأحاديث النبوية في قصة عالم الغيب والشهادة؟
فقال:
في مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو بكر: يا رسول الله، علمني شيئاً أقوله إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعي. فقال: ” قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة – أو قال: اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض – رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه.
هذا أحد الأحاديث النبوية.
قلتُ:
رُب قائل يقول: رب العالمين هو عالم الغيب، ولكن لماذا امتن علينا أنه عالم شهادة؟ فكثير من البشر الآن هم عالمو شهادة! فالتليسكوب يجعلنا الآن نرى الأجرام السماوية الكبيرة بكل دقة، وكذلك الميكروسكوب نرى من خلاله دقيق الدقيق، فما الجواب؟!
فقال:
إن تعبير بعالم الغيب والشهادة فيه أمران: مَنٌّ، وتحدي!
بمعنى أنكم أيها البشر لستم علماء غيب ولا شهادة!! وعلم الشهادة مستحيل عليكم أيها البشر جميعاً استحالة علم الغيب سواء بسواء!!
قد تقول لي مثلاً: إن الطعام أمامي، وأراه بعيني، وأتذوقه بلساني، وأشم رائحته بأنفي، ويمكنني أن أتحسسه بيدي.
سأقول لك: ومع كل هذا أنت لست عالم شهادة! لماذا؟ لأننا لا بد أن نعرف ما معنى الشهادة، وما معنى علم الشهادة؟
قلتُ:
إذن فما هو عالم الشهادة؟
فقال:
أولاً: ما هي المشاهدة؟ المشاهدة هي المعاينة، والرؤية، أي رؤية الشيء المراد مشاهدته.
ثانياً: أما علم الشهادة فله تعريفان في غاية الدقة:
التعريف الأول: هو العلم بالشيء المراد مشاهدته آن مشاهدته، أو حال مشاهدته، أو لحظة مشاهدته.
وهذا هو الفاصل بين علمنا وعلم الله تعالى، فربنا هو القادر على مشاهدة هذا الشيء آن مشاهدته، ولحظة مشاهدته، وحال مشاهدته.
التعريف الثاني: هو علم الحاضر بالمعنى المطلق للحاضر.
قلتُ:
نريد أمثلة على التعريفين؟
فقال:
مثال: هذا تليسكوب وجهناه إلى الشمس، فرأيتُ لساناً يخرج من سطح الشمس إلى سمائها بعنف شديد طوله مئة ألف ميل، والشمس كما نعلم لها ألسن، في واقع الأمر أنني لستُ عالم شهادة! لأن المشهد الذي رأيته الآن حدث من ثمانية دقائق وثلث!!
قلتُ:
لماذا؟
فقال:
إلى أن تمكن الضوء من توصيل صورة هذا اللسان، فالضوء يحتاج ثمانية دقائق وثلث حتى يصل.
الذي يهمني هنا أنني رأيت هنا ماضيها حينما وقعت منذ ثمانية دقائق وثلث، ولكن ماذا عن حاضرها؟ لا يمكن أن نراه إﻻ بعد ثمانية دقائق وثلث، فنحن دائماً نعيش في الماضي.
المثال الثاني: كوكب المشتري يبعد عنا 400 مليون ميل، ومعروف أن له 16 قمراً، وأهم ما يميز المشتري أنه بقعة حمراء، فلو أحضرنا التليسكوب، وأردنا رؤية أحد الأقمار ال 16 الآن فوق البقعة الحمراء، في الواقع أنا لست عالم شهادة؛ لأن المشهد الذي أراه الآن حدث بالضبط منذ خمس ساعات، أما حاضر المشتري الآن فلا يمكن معرفته إلا بعد خمس ساعات!
مثال ثالث: شمس ألفا سنتوري وهي الشمس الجارة لنا، وهي تبعد عنا 4.4 سنة ضوئية، أي خمسين شهراً ضوئياً، أي ما يعادل 26 تريليون ميل، فلو أحضرنا التليسكوب، وحاولنا رؤية نقطة معينة على شمس ألفا سنتوري هذه، هذه النقطة المعينة لكي أراها فإن الضوء يكون قد بدأ يرسل لي الرسالة منذ 50 شهراً مضى! أما شمس ألفا سنتوري فلا يمكن رؤيتها إلا بعد أربع سنوات ونصف مستقبلاً!
قلتُ:
هذا الكلام يجرّني إلى سؤال مهم، وهو: هل نحن نرى الدنيا على حقيقتها؟
فقال:
الآن أنت ترى الشمس، من الذي يدور حول الثاني: الأرض أم الشمس؟ أنت ترى الشمس هي التي تدور، فهي تشرق من المشرق، وتغرب من المغرب، وذلك بحسب المشاهدة، ولكن هل هذا الكلام صحيح؟
غير صحيح أبداً، فالأرض هي التي تدور، ولكن نتيجة دوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق، فإننا نرى الصورة معكوسة، فيخيل لنا أن الشمس هي التي تدور من الشرق إلى الغرب.
مثال آخر: السماء نراها زرقاء، ولكني أؤكد لك أنها ليست زرقاء؛ لأن الزرقة لو كانت صفة أصيلة فيها لبقيت زرقاء أبداً، إلا أننا نراها أحياناً صفراء، وأحياناً حمراء، وذلك بحسب كمية المشتتات الموجودة في الجو، كذّرات الغبار، وجزيئات الهواء، ودقائق التراب، وأشعة الشمس التي تأتي وتعترض المسار فتشتتها، فطول الموجة المشتتة تتوقف على حجم الجسيمات المشتتة، فإذا كانت صغيرة ودقيقة، فإن الموجة القصيرة ستتشتت إلى زرقاء فتبدو لنا السماء زرقاء، أما في حال حدوث العاصفة، فتكون هناك حبات رمل كبيرة، فلن تتشتت الموجة القصيرة، وإنما ستتشتت الموجة المتوسطة، فتبدو السماء صفراء، وإذا كانت حبات الرمل أكبر، فستتشتت الموجة الحمراء، وبالتالي فنحن ﻻ نرى الأشياء على حقيقتها.
كذلك عدم رؤيتك للشيء لا يعني عدم وجوده، فمثلاً الهواء موجود، ولكننا لا نراه، والكهرباء موجودة، ولكننا لا نراها، والأشعة تحت الحمراء موجودة، ولكننا لا نراها، والأشعة فوق البنفسجية موجودة، ولكننا لا نراها بلونها الحقيقي، بل نراها سوداء، أما النحل فيستطيع أن يراها بلونها.
وفي المقابل هناك أشياء نراها وهي ليست موجودة، مثل نجوم السماء، فإذا نظرت إلى السماء ليلاً، فإن النجوم الموجودة فيها لا وجود لها إلا في عينك وعيني فقط؛ لأنها لو فرضنا أنها على بعد خمس سنوات ضوئية، فمعنى ذلك أن الضوء بقي يرسل لنا الصورة خلال خمس سنوات ووصلتنا الآن!
كذلك لو أخذنا وردة بيضاء، وكان عندنا نحلة، وثور، وكلب، وإنسان، فإن كل واحد من هؤلاء سينظر إلى هذه الوردة البيضاء من وجهة نظره، فتجد النحلة مثلاً تراها زرقاء، والثور يراها رمادية، والكلب يراها سوداء، والإنسان يراها بيضاء! ولكن أين لونها الحقيقي؟! لا يعلمه إلا الله.
قلتُ:
ولماذا اختلفت الألوان في العيون؟
فقال:
هذا بحسب، لأن الله تعالى جعل في العين نوعين من الخلايا: خلايا عصوية، وخلايا مخروطية، ففي كل عين مئة مليون خلية عصوية، وهذه هي التي تجعلنا نرى اللون الرمادي بدرجاته، أما الخلايا المخروطية فهي التي تجعلنا نرى الألوان الأحمر، ثم البرتقالي، ثم الأصفر، ثم الأخضر، ثم الأزرق، ثم النيلي، ثم البنفسجي، فالنحلة ترى الوردة البيضاء زرقاء، وإذا استبدلنا الوردة البيضاء بوردة حمراء، فإنها النحلة تراها سوداء، والسبب في ذلك أن النحل لا يرى إلا بالأشعة فوق البنفسجية.
أما الثور فإنه يرى الوردة الحمراء رمادية، والدليل حلبة مصارعة الثيران.
فالمصارع ينزل بشال لونه أحمر، فما الذي يثير الثور في حلبة المصارعة؟ الحركة، وليس اللون! وعندي دليلان على ذلك:
الأول: دليل تجريبي، فلو نزل المصارع بلون أخضر، أو أصفر، أو أزرق، فستجد الثور هائجاً!!
الثاني: دليل تشريحي، فعندما شرحوا عين الثور، لم يجدوا فيها الخلايا المخروطية الخاصة برؤية الألوان، وبالتالي هو غير قادر على رؤية الألوان؛ لأن هناك قاعدة تقول: جميع الثديات عدا القردة والإنسان مصابة بعمى الألوان!
فدنيانا التي نعيش فيها دنيا اصطلاحية، بمعنى أن حواسنا اصطلحت على أن هذه هي الدنيا، لكن الدنيا الحقيقية لا يعلمها إلا الله تعالى.
قلتُ:
هل هناك أمثلة على استحالة عالم الشهادة عند الإنسان بالسمع والبصر؟
فقال:
إذا كنت تبعد عني 340 متر بالضبط، ومحسوبة فيزيائياً، وألقيت علي السلام، فإنني لن أسمعك آنياً، وإنما سأسمعك بعد ثانية؛ لأن سرعة الصوت في درجة حرارة 20 يحتاج إلى ثانية حتى يصلني، فإذا اقتربت مني أكثر، فإنني سأسمعك بعد مِلِّي ثانية، أي جزء من ألف جزء من الثانية، فإذا اقتربت أكثر، فإنني سأسمعك بعد جزء من مليون جزء من الثانية، وإذا اقتربت أكثر، فإنني سأسمعك بعد جزء من بليون جزء من الثانية، وإذا اقتربت أكثر، فإنني سأسمعك بعد جزء من مليون بليون جزء من الثانية، وإذا اقتربت أكثر، فإنني سأسمعك بعد جزء من بليون بليون جزء من الثانية، وبلغة الفيزياء ملي ثانية وهو الجزء من ألف جزء من الثانية، ثم الميكرو ثانية، ثم النانو ثانية، ثم البيكو ثانية، ثم الفيمتو ثانية.
وإذا تكلم أحد في أذني، فإنني سأسمعه بعد أوتو ثانية، والمقصود أنه طالما هناك رقم، فأنا لست عالم شهادة؛ لأنني لم أسمعه آنياً، لأننا شرطنا في عالم الشهادة أن يكون السمع آنياً، وهذا لا يحدث إلا لله سبحانه وتعالى، هذا بالنسبة للسمع.
مثال آخر: لنفرض أن شخصاً على سطح القمر، وأريد أن أتحدث معه باللاسلكي، فإذا قلت له: السلام عليكم، فإنها ستصله بعد ثانية وثلث، وإذا رد عليّ السلام، فإنه سيصلني بعد ثانية وثلث، وبالتالي إلقاء السلام والرد عليه أخذ ثلاث ثواني.
فإذا كان هذا الشخص على كوكب المشتري، فإن إلقاء السلام يصله بعد خمس ساعات، والرد يصلني بعد خمس ساعات، وبالتالي فإن إلقاء السلام والرد عليه على كوكب المشتري يحتاج إلى عشر ساعات!
أما إذا كان هذا الشخص على كوكب بجوار الألفا سنتوري وهي الشمس الجارة لنا، والتي تبعد عنا 4.4 سنة ضوئية، فإذا قلت له: السلام عليكم، فإنها تحتاج إلى أربع سنوات ونصف حتى يسمعها!!
مثال آخر: لنفرض أن شخصاً ركب مركبة فضائية، وذهب لكوكب يبعد عنا تماماً 67 سنة ضوئية، وأراد هذا الشخص أن يرى أحداً منا على كوكب الأرض، فصوب التليسكوب تجاهنا، هل يرانا؟ الجواب: لن يرانا، وإنما سيرى أمريكا وهي تضرب هيروشيما بالقنبلة الذريّة يوم السبت 6 أغسطس 1945 ميلادية!!
قلتُ:
لماذا؟
فقال:
لأن أمريكا ضربت هيروشيما يوم الثلاثاء 9 أغسطس 1945، هذا الحدث يقوم الضوء بحمل صورته ويرتفع به، فيصل الضوء إلى الكوكب بعد 67 سنة! فيكون الشخص الموجود على ذلك الكوكب قد شاهد الحدث الذي حدث منذ 67 سنة!
ولكي يراني الآن مثلاً فإنه لا بد أن يراني بعد 67 سنة، وهي المدة التي يحتاجها الضوء لحمل صورتنا، والوصول إليه.
ولنفرض أن شخصاً أراد أن يرى غزوة أحد! فعليه أن يركب مركبة فضائية، ويذهب لكوكب يبعد عنا 1432 سنة ضوئية!
فإذا ركب مركبة وذهب لكوكب يبعد عنا 4500 سنة ضوئية، فإنه سيرى خوفو وهو يلهب ظهور المصريين العمال ليبنوا له الهرم الأكبر.!
قلتُ:
وكل هذه القضايا تثبت أننا لسنا علماء شهادة بأي حال من الأحوال.
والآن ما رأيك يا دكتور أن ننتقل إلى قول الله تعالى: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}، نريد توضيحاً لهذه الخمس.
فقال:
لعلي لا أكون مبالغاً إذا قلتُ إنه لا توجد آيات في كتاب الله تعالى أسيء فهمها كما أسيء فهم هذه الآية! فهذه غيبيات خمس، والدليل على ذلك حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الإمام البخاري وغيره: (مفاتح الغيب خمس: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير).
فبنص الآية 34 من سورة لقمان، وبنص الحديث الشريف أن هذه غيبيات خمس، ودعنا نأتي عليه واحدة واحدة:
فقوله تعالى: {إن الله عنده علم الساعة}، قدّم لفظ الجلالة للحصر، والقصر، والدلالة على الاختصاص، فلم يقل: إن علم الساعة عند الله، لأنه لو قال ذلك فيحتمل أن علم الساعة عند الله، وعند غيره.
ثم إنه قدّم الظرف (عنده) لمزيد من الاختصاص، فهو غيب مطلق، فلا أحد يعلم متى الساعة غير الله.
ننتقل إلى قوله تعالى: {وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت}، فقد دخلت (ما) النافية، وهذا نفي لعلم الإنسان بهذه الجزئية، فالغيب هنا مطلق كذلك، فلا أحد يعلم ماذا سيكون رزقه في الغد، ولا أحد يعلم أجله متى وأين وكيف يكون؟
ولذلك فالغيبيات الخمسة في الآية منها ثلاثة هي غيب مطلق، لا يطلع عليه أحد إلا الله تعالى، وهي: علم الساعة، والرزق، وأجل الإنسان، وهذا بحسب السياق اللغوي، وثنتان غيب نسبي، وهي: {وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام}.
ولماذا قلنا ذلك؟ الجواب: لأن الله تعالى ذكر هاتين الجزئيتين بأسلوب لا اختصاص فيه ولا نفي، فهو غيب نسبي.
والمثال يوضح المقال:
فمثلاً: نزول الغيث: فالصين قاموا بعملية مطر صناعي استطاعوا من خلالها إنزال ما يقارب مليون متر مكعب ماء! عن طريق طائرات تقوم بحقن السحابة بمادة معينة لتصبح حبلى بالمطر، وتسقط المطر في مساحة كبيرة.
وأما علم الأجنة: فهو كذلك من الغيب النسبي، فقد استطاع العلم الحديث معرفة جنس الجنين في بطن أمه، هل هو ذكر أم أنثى؟! بل تجاوز الأمر ذلك إلى إمكانية تحديد جنس الجنين المطلوب، هل تريده ذكراً، أم أنثى؟! وهذا ليس من الغيب المطلق، وإنما نسبي، فهم لم يعرفوا جنس الجنين إلا بعد أن تشكل، وأما تحديد نوعه قبل ذلك فيكون عن طريق الكروموسومات، وقد تصيب العملية، وقد تخطيء.
وهذا مثاله كمن أحضر التليسكوب ونظر إلى القمر، فشاهد شئياً لم نشاهده، لكنه في المقابل هل عرف سر خلق القمر؟ وهل عرف الأسرار التي تدور في جوف القمر؟ كلاّ، فعلمه هذا علم مشاهدة، وعلم جزئي، وأما علم الله فعلم كلي، وعلم الله مطلق.