جنس ثالث ليبرالي… يخطب الجمعة!
أعلنت وكالة الأنباء البروتستانتية الألمانية بتاريخ 15 مايو الجاري أن العاصمة الألمانية برلين ستستقبل أول مسجد ليبرالي في البلاد يوم 16 من شهر يونيو المقبل، والذي يسمح بالصلوات المختلطة بين الرجال والنساء وإقامة صلاة الجمعة بإمامين رجل وامرأة.
وقالت الوكالة إن «المسجد» ستشرف عليه المحامية الألمانية ذات الأصول الكردية سيران آطيش عبر مؤسسة اسمها (ابن رشد-غوته) وستمنحها الكنيسة البروتستانتية قاعة كي تتمكن فيها من إقامة أنشطتها على أن تعتمد بعد ذلك على التبرعات في إدارة شؤونها.
وقد رحّب أسقف برلين ماركوس دروغه بهذه الخطوة مؤكدا للوكالة «أنها جيدة للغاية، إذ يمكن توضيح أن الحياة المسلمة في ألمانيا متعددة الأطياف ويمكن أن تشمل أيضا الأشخاص ذوي الفكر الليبرالي المندمجين بشكل جيد في مجتمعنا ولا يمكن للجمعيات المسلمة الموجودة في البلاد أن تمثل اهتماماتهم».
والمعروف أن المحامية الكردية الأصل سيران آطيش أثارت جدلاً واسعاً بسبب أفكارها شديدة الليبرالية، والتي تحاول من خلالها تصوير الإسلام على أنه دين متخلف ورجعي ومعادٍ للمرأة، مستفيدة من تقاربها مع الأوساط الثقافية وتوظيفها من قبل الدوائر المعادية للإسلام في ألمانيا، إلى أن تلقت العديد من التهديدات بالقتل واضطرت إلى الانسحاب من الحياة العامة خوفاً على حياتها وحياة أسرتها من التهديدات بالقتل لا سيما بعد نشر «بحث» تزعم فيه «أن الإسلام بحاجة إلى ثورة جنسية»، لتعاود مجدداً العودة إلى الحياة ومزاولة مهنة المحاماة في عام 2012 قبل أن تعلن تخليها عن الجنسية التركية مكتفية بالألمانية، وأنها تسعى للتعمق في أحكام الفقه الإسلامي وتنصيب نفسها «إمامة» وتفتتح مشروعها «المسجد الليبرالي» في ألمانيا لتكون هي فيه أول إمام يؤم المصلين فيه داعية إلى نسخ تجربتها في العالم كله.
ويعود دعم الكنيسة البروتستانتية لأفكار آطيش كونها معجبة أشد الإعجاب بمؤسس البروتستانتية مارتن لوثر، ودعت أكثر من مرة إلى فكرة حاجة الإسلام إلى مصلح تنويري مثله، وعدم الخضوع لضغوط «المتشددين الإسلاميين والسلفيين» في الغرب الذين يحتجون على كل ما يرونه انتقاداً للإسلام سواء أكانت أفلاماً مثل الفيلم المسيء لمقام النبوة «فتنة» أو رسومات كاريكاتيرية أو غيرها.
وأنا أقول لاتستبعدوا أبداً أن يأتي اليوم الذي يكون فيه خطيب الجمعة امرأة مسترجلة (بوية) أو جنساً ثالثاً (مخنث) !!
فباسم الليبرالية والتنوير والتحديث والعلمنة ومنظومة المعرفة المرتكزة على مبدأ نسبية القيم والمؤمنة بالتغير الدائم والصيرورة واللاثبات والرضا بنتائج التصويت كمرجع نهائي لإقرار الأخلاق والسلوكيات الجديدة توقع ما لا يتوقع.
والسؤال: هل دعم الكنيسة البروتستانتية وإشادة الإعلاميين وبقية الجوقة وفرق الردح بهذا الإنجاز حباً في القرآن والإسلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين وحرصاً منهم على ديننا؟!
أم هو استدعاء للفكرة القديمة بوجوب محاربة الدين الإسلامي ونقضه من داخله وبأيدي أبنائه، وليس أحرص على هدم أركان الإسلام أكثر من أبنائه الذين تسربلوا برداء الليبرالية والتحفوا برداء التحلل من القيم والأخلاق ليضاجعوا أفكار الشيطان وينجبوا للأمة مسوخاً فكرية وتحللاً أخلاقياً وضياعاً للقيم والمفاهيم؟