عبداللطيف آل محمود
عبداللطيف آل محمود، واجهة اجتماعية بحرينية وأحد أبرز رجال الشريعة فيها، ولد العام 1946م وتدرج في دراسته الشرعية حتى حصل على شهادة الدكتوراه في أصول الدين والفقه والسياسة الشرعية من الكلية الزيتونية في تونس العام 1985م، يترأس الجمعية الإسلامية الخيرية ذات الخط الوسطي المستقل، إضافة إلى عضويته في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وعضويته التأسيسية في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وغيرها العشرات من المناصب القيادية والشرفية الأخرى.
كل ذلك قبل أن تدفع به الأقدار و(تقذف) به أحداث البحرين الأخيرة ليتبوأ (لعله) أهم وأخطر منصب وموقع في حياته ألا وهو رئاسته لتجمع الوحدة الوطنية، هذا التجمع الجماهيري الاجتماعي الذي ولد من رحم هذه الأزمة السياسية والاجتماعية البحرينية العاصفة، وفي هذه الظروف الحساسة والدقيقة التي تمر بها منطقة الخليج والعالم العربي. فمن هو د. عبداللطيف آل محمود؟ وما حقيقة أهدافه؟ وماذا يخطط للبحرين وأهلها؟
وكيف رضي أن يتحمل مسؤولية تاريخية ثقيلة أمام الله وأمام الوطن بقيادة دفة الوحدة الوطنية والذي انضوى تحت لوائه جل أطياف الشارع السني من هيئات ومستقلين يتقدمهم أكبر جمعيتين سياسيتين بحرينيتين ضمن هذا النسيج هما جمعيتا (الأصالة) و(المنبر) ذواتا القواعد الجماهيرية والانتشار العريض في عموم المملكة الخليجية؟
بداية… عليَّ الاعتراف بأني لست على معرفة قديمة بالرجل، فقد قدر الله لي أن أجالسه للمرة الأولى مطلع العام الماضي 2010 عندما استقبلني في بيته الكائن في منطقة (الحد) في جزيرة (المحرق) وذلك بإعداد وترتيب من (صديق الطرفين) الإعلامي القدير أشرف المرزوق، ومن يومها بدأت علاقتنا بالتوثق إلى أن سبقت، وعلى قصر مدتها، غيرها من كثير من الصداقات ممن عرفت وعاشرت لسنوات.
وما ان تنامى إلى سمعي منتصف شهر فبراير الماضي ما حدث ويحدث في البحرين، حتى وجدت نفسي في قلب عاصمتها (المنامة) مشمراً عن ساعد النصح والإصلاح، كيف لا وهو البلد الأثير الحبيب إلى قلبي وأهله الطيبون.
بعد وصولي بدقائق معدودة، وفي غرفتي في الفندق، كنت في اجتماع ثلاثي مفتوح أشبه ما يكون بغرفة عمليات يقودها د. آل محمود مع تابعيه صديقنا المرزوق و(العبد الفقير) نتلقى ونتدارس مع توجيهات رجل بحريني لا هم له ولنا إلا حفظ وحدة واستقرار هذا الوطن ورأب الصدع ولم الشمل بين أبناء الطائفتين الكريمتين.
يومها استمعنا ثلاثتنا إلى حديث سمو ولي عهد البحرين (المفاجئ) وعلى الهواء مباشرة على تلفزيون البحرين مع الإعلامية سوسن الشاعر.
قررنا البدء سريعاً ودون تأخير بفتح قناة التحاور والتواصل مع اخوتنا في الطرف الآخر بدعوة للتلاقي على تلفزيون البحرين أتولى أنا (استثنائياً) إدارتها، وافق المحمود على الفكرة فورا دون تردد، بشرط أن يكون اللقاء على الهواء مباشرة، وأن نكتفي بضيف سني واحد وأكثر من ضيف شيعي لبيان حسن النية وأن الحوار في البعد الاجتماعي، والمحاور الفكرية والوجدانية الغائبة أثناء التوتر السياسي والأمني، وبدأنا رحلة الاتصال فجاءت الصدمة… والخيبة!!
اعتذروا بأدب لظرف شخصي نتفهمه.
أدرك ثلاثتنا حينها صعوبة الموقف، ولكن د. آل محمود بحنكة الرجل المسؤول بدأ من فوره وأمامنا بإجراء اتصالاته بكل من يعنيهم الأمر، وكانت باكورة دعوته لاطلاق ما يعرف اليوم بتجمع الوحدة الوطنية، هذا التجمع الذي تدين له البحرين بإحداث التوازن (المحمود) على لقب قائده (آل المحمود) لما يحفظ أمن المملكة.
أيقنت وأنا أسمع ما يردني عن البحرين وأخبار د. عبداللطيف ان هذا الشخص هو بحق رجل هذه المرحلة وهو أهل لها، وعلى عاتقه وعاتق اخوانه ومساعديه من حوله تقع مسؤولية عظيمة في الحراك الحكيم والعاقل للوصول بالبلاد إلى شاطئ الأمان، ذلك الشاطئ الذي لا يمكن أبداً أن تصل اليه البحرين إلا بتعاضد أهلها… (كل) أهلها.
وكما ان (آل محمود) قد انبرى لأداء واجبه الديني والوطني في الشطر الذي يعنيه فإن على عقلاء وحكماء الشطر الآخر المبادرة إلى ذات الاتجاه، وثقتنا وحسن ظننا بهم أنهم لا ينقصهم من هم أهل لأداء هذه المهمة. والله الموفق.