عن الطفولة السعيدة في أوروبا.. حكومة الدنمارك تهدد أطفال اللاجئين السوريين
في مجتمعات القارة العجوز، يحوز الطفل محورية كبيرة في القوانين والتشريعات التي تحميه وتؤمن مستقبله، ومن ثم مستقبل هذه المجتمعات، إلا أن هذا الطفل ينتهي تعريفه عند الطفل الأشقر ذي الأعين الملونة، والذي يحمل والداه جوازًا أوروبيًا خالصًا. أما أطفال اللاجئين الفارين من جحيم الحرب، فهؤلاء في شأن مختلف، خاصةً في الدنمارك… بلد الإساءات المتكررة.
ففي وثائقي خطير للقناة الدنماركية الرسمية (DR TV)، وُجِد أن الحكومة الدنماركية تُرسِل رسائل تهديد موجهة إلى أطفال سوريين لإقناعهم بمغادرة البلاد، وإلّا فإنهم سيعرضون أنفسهم للاحتجاز إلى أجل غير مسمى! وقال المرصد الأورومتوسطي أنّ رسائل الحكومة الدنماركية تلك استهدفت -حصرًا- الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا، ويخضع آباؤهم لإجراءات اللجوء.
كما بيّن الوثائقي أنّ طفلة سورية (12 عامًا) تعيش وتدرس في الدنمارك منذ ثمان سنين، كانت قد تلقّت رسالة مماثلة من دائرة الهجرة الدنماركية مفادها: “إن لم تغادري طواعيةً، فمن الممكن إعادتك قسرًا إلى سوريا”. وهذا كله بالرغم من تمديد تصاريح إقامة الطفلة وعائلتها لمدة عامين، إلّا أنّ وضع هذه العائلة ما يزال بعيدًا كل البعد عن الاستقرار.
جدير بالذكر أن الدنمارك هي الدولة الأوروبية الأولى التي قررت طرد اللاجئين السوريين، وذلك بعدما صنّفت مدينة دمشق -من تلقاء نفسها- منطقةً آمنةً على عكس ما تقره الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي حتى الآن! وهو ما تسبب في تجريد آلاف اللاجئين السوريين من تصاريح الإقامة وحق العمل منذ عام 2019، إلا أن عمليات الإعادة لم تبدأ بعد؛ بسبب التزام الدنمارك باتفاقية جنيف لعام 1951 الخاصة باللاجئين، والتي تمنع الدول الأعضاء من الإعادة القسرية للاجئين.
ولأن الدنمارك بلد يحترم القانون والاتفاقيات الدولية، فهي لم تحاول بعد ترحيل اللاجئين قسريًا إلى بلادهم، لكن لأنها بلد متحضر ذكي فكرت -بدلًا من ذلك- في حل عبقري يتمثل في إرهاب الأطفال السوريين اللاجئين بأرضها؛ لإجبارهم على الاختيار بين الاحتجاز المفتوح أو الترحيل. فما أذكى الإنسان الأبيض حينما يتعلق الأمر بالإرهاب!