وياكم 2013 الحلقة الثالثة والعشرون شباب
الشباب
الحديث عن الشباب مفعم بالحيوية، والحديث عن الشباب فيه نشاط ذاتي، لأنك تتذكر نفسك، وتقارنها بالجيل الجديد، وتقارنها كذلك بالمرحلة التاريخية الجديدة.
الحديث عن الشباب اليوم فيه تحدي كبير جداً، ومن يستطيع أن يشخص الداء؟ ويصف الدواء؟ في ظني لا يمكن لشخص واحد أصلاً أن يفعل ذلك.
حديثنا عن الشباب بين (الشهوات والشبهات)
فكل إنسان مكوّن من بُعْد معرفي عقلي، وجانب وجداني، عاطفي، ذَوْقي، والجسد هو محط التفاعل.
فما الفرق إذن بين الشاب وغيره من كبار السن في كونه خاضع للشهوات والشبهات؟!!
لا شك أن الفرق كبير جدًّا…
أوﻻً: أن الشاب ليست عنده الخبرة التي عند الكبير.
ثانياً: أنه كله أجهزة، فالشاب جهاز سريع الحساسية، ترتسم عليه العلامات، والندوب، والآثار الإيجابية، والسلبية بقوة، فليس مثل الكبير.
ثالثاً: المرحلة العمرية لها دور مهم، فنحن نتكلم اليوم عن الشباب في الألفية الثالثة، ما بعد القرن العشرين، في مجتمعات طبيعتها ما ترونه من تأخر حضاري، تتلقى وتستورد كل شيء، ماديًّا ومعنويًّا، من بضائع، وأفكار، ومنظومات ثقافية، وتعيش حالة هزيمة نفسية في الوقت ذاته، فهي مجتمعات استهلاكية بحتة.
والطرف المصدّر يعرف كيف يصدّر ويسوّق، وهو يريد من الشباب أن يكونوا على نمط معين، بحيث يكونوا أكثر استهلاكاً لعطاءاته، فيعمل على الجانب الدعائي الوجداني الغريزي، وعلى الجانب المعرفي الثقافي الفكري.
إذن فالمسألة ليست بالسهولة التي نظنها.
هذا الشباب يسمونه في بعض الدراسات بالجيل الخامس، ويعطونه بعض السمات الشخصية، فمن تلك السمات:
- شباب جدلي يحب النقاش، والجدال، والمحاورة، أي أنه غير قابل للتلقي واﻻستسلام، بل يطلب إقناعه، وليس تلقينه.
- شباب يكره السلطة والقيد، مهما كان نوع هذا القيد: أسريًّا، أو أمنيًّا، أو تعليميًّا، أو نظاميًّا.
- شباب ملول، يحب التغيير، والتجديد، وإن كان الذي عليه هو الخير، إلا أنه ينشد الجديد، ويتوق له.
- شباب جريء، يحب المغامرات، ويسعى لها، ولو كان فيها هلاكه أحياناً!
- شباب عجول، فلا يتريّث في اتخاذ القرارات، أي أن قراراته سريعة، ليست مبنية على دراسة، ونظر، وفحص.
- شباب لا يكترث بالنتائج، فالمهم أن يفعل، ويثبت لنفسه ولغيره القدرة على العمل.
إلى غير ذلك من الصفات التي يتميز بها هذا الجيل من الشباب.
هذه الصفات وغيرها التي يعرفها المتخصصون ويدرسونها، تحتاج منا في ظل هذا العالم المفتوح على مدار الساعة، والذي يعيش فيه الإنسان هذه الشبهات والشهوات، إلى تأمل وطول نظر، ولكن السؤال الذي يقفز أمامنا:
هل من الممكن في مثل هذا العالم أن يخرج فينا ومن بيننا شباب ناضج، عقله أكبر من عمره، يقدر المسائل، ويحسب خطواته، أي أنه ناضج انفعالياً وعقلياً؟!!
والجواب: وما المانع من ذلك، فقد يوجد، بل إنه موجود، ولا نعدم من هذه النماذج، ولكن الزمن قد يجعله صعباً لظروفه القاسية، ومن هنا قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليعجب من الشاب ليست له صَبْوَة»، والصبوة هو الميل السريع، والانحراف الذي هو من طبيعة الشباب، لكن هذا الإنسان يخالف تلك الحالة، ويعاند ذلك الميل، فالله سبحانه وتعالى يزكيه، ويحمده، ﻻ سيما إذا رجعنا إلى قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهم: ((وشاب نشأ في طاعة الله))، فرغم الملهيات، وقلة الخبرة، ورغم طبيعة الشباب في حب التسلي والإلهاء، إﻻ أن هذا الشاب فيه رجولة مبكرة، وضبط للنفس، ودواعي الهوى، فهو شاب نشأ في طاعة الله.
كلامنا اليوم أن شبابنا يتعرضون إلى شهوات وشبهات، فالشهوة محطها النفس، والشبهة محطها الشك، لأن الشكّ للعقول، والإغواء للنفوس:
فالطريق مغرق بالشهوات، والملذات، كل شيء يقول للإنسان كبيراً أو صغيراً: أنت جسد، أنت مجرد غريزة، أنت كتلة دفاقة من اللحم وتوابعها!!
انظروا إلى اللوحات في الشوارع، وإلى الدعايات في التلفاز، وإلى ما تراه في وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها، كلها تصب في خانة واحدة أن الإنسان عبارة عن جسد وغريزة!!
أما الشبهات، والتشكيك والطعن في القرآن، وفي النبي صلى الله عليه وسلم، وفي ثوابت الدين، والعقيدة، والسيرة، فهذه أصبح لها منهجها، ووسائلها، ورجالها، وكتّابها، وقنواتها، وناشروها.
وفي هذا الخضم الهادر، والركام المتناثر من الشبهات والشهوات، نتذكر ذلك الحديث الشهير، الذي رواه مسلم عن الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأي قلب أُشرِبها، نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها، نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباداً، كالكوز، مجخياً، لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً، إلا ما أشرب من هواه».
فالحديث ينص على قلبين، أبيض وأسود! ولكن عندما تفتح القلب، وتنظر إليه، لا تجد ذلك، فلا نكتة بيضاء، ولا نكتة سوداء! وإنما قطعة لحم تضخ الدم، لكن هذه كناية ورمزية عن الصلاح والفساد، والطهارة، والنجاسة، والنور، والظلمة، فالقلب الذي يتكلم عنه الدين، وتتكلم عنه الشريعة ليست قطعة اللحم الكمثرية كما يقول فقهاؤنا المتقدمون! وإنما هناك قلب مجاور، والدراسات الحديثة الآن بدأت تكتشف أن هذا الجوف ليس مجرد بُعْد بيولوجي، بل هناك علاقة وثيقة بين هذا القلب، وبين الدماغ كما يقول المختصون.
إذن دعونا نقف مع الشبهات والشهوات في حياتنا عموماً، وفي حياة الشباب على وجه الخصوص، انطلاقاً من حديث الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه.
فالنبي صلى الله عليه وسلم قسّم قلوب العباد بالنظر إلى ما يعرض عليها من فتن، وشهوات، وشبهات، إلى قسمين اثنين لا ثالث لهما:
القلب الأول: قلب المؤمن الموحد، الذي ينكر تلك الشبهات، ويرفضها، وينفر منها، ويحذر من الشهوات، ويخاف منها، ويفر منها،، هذا القلب الذي يعرف المعروف، وينكر المنكر، لا يزال كذلك حتى يصير كالصف، وهو الحجر الأملس في بياضه ونقائه وطهارته، لأنه لا يعلق فيه شيء، وقد يكون التشبيه بالصفا لشدته على عقد الإيمان، وسلامته من الخلل، وأن الفتن لم تلصق به، ولم تؤثر فيه، فلا تضره الفتن بعد ذلك بإذن الله تعالى ما دامت السموات والأرض.
القلب الثاني: قلب المشرك، والمنافق، والمجرم، الذي لا يقيم وزناً لدين الله وشعائره وشرائعه، فهذا القلب منكوس مخذول، فإن الفتن عندما تعرض عليه، فإنه يتقبلها، ويمتصها، بل ويبحث عنها بنفسه، فهو لا يزال على تلك الحالة حتى يصبح قلبه أسود مرباداً أي متغير اللون شيئاً فشيئاً، ثم ينكس هذا القلب رأساً على عقب، كالكوز: أي جرة الماء الفخارية، قد أفرغت من الماء أي الحياة، ومليء بالظلمة، مجخياً: أي مقلوباً، وحتى لا يعلق به شيء من الخير ولا الحكمة، ثم النتيجة المرة، والثمرة الفجة أنه يصبح لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً، إلا ما أشرب من هواه، أي وافق طبيعته الخبيثة، المائلة إلى الشر، والرذيلة.
فالقلب الأول هو الذي يتعهد إيمانه، ودينه، وذاته، ومن ثم لا يسمح لنفسه إلا أن يكون في بيئات نظيفة، وتجمعات فاضلة، إن لم تُعِنْهُ على الخير، فإنها لا تدله على الشر.
والقلب الآخر هو الذي قبل الشهوات، واستسلم لها، وسمح للقلب أن يستوعبها، وعاش في بيئات مريضة عفنة، لا تأمر بمعروف، ولا تنهى عن منكر.
وقد يحتج البعض بأنه واثق من نفسه، فهو وإن شارك هؤلاء المفسدين في جلساتهم، وخروجهم، ودخولهم، إلا أنه لا يفعل أفعالهم، ولا شأن له بفسادهم!!
وهذه مغالطة ظاهرة البطلان، فدين رب العالمين فيه أهداف، ووسائل، وﻻ يمكن أن تنفصل الوسائل عن الأهداف بحال، ومن ثم ﻻ يجوز للمسلم أن يجلس على طاولة يدار عليها الخمر، ولا أن يجلس مع قوم يطعنون في الدين، ويستهزؤون بشعائره، أو بأهله، أو يأكلون لحوم الناس بالباطل، ويتعاطون المنكر، هذا كله ممنوع ومحظور، لأن الشريعة تريد أن تحوطك بجو من النظافة والطهر، ولكي ﻻ تعتاد على المشهد السيء، ولا تتبلد مشاعرك، فيصبح المنكر عندك أمراً عادياً!
ومما يوضح ذلك ويجليه تماماً تلك الدراسة التي قام الأستاذ زهير المزيدي، حول الدعاية الإعلانية، والتي ركز فيها على قضية التدخين، ومتى كانت بدايتها؟ فوجد أن أول دعاية للسجائر كانت في أمريكا، في الستينيات، حيث قامت شركات التبع بعمل دعايات إعلانية للسجائر عن طريق الفنانات الشهيرات، ترغيباً للمجتمع بالاقتداء بهن في ذلك، فخرجت الفنانة مارلين مونرو، وهي أشهر فنانة أمريكية في دعاية تشرب فيها السجائر، وهي فرحة سعيدة، ثم توالت الدعايات في ذلك، حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، بخبث ذلك الخداع الماجن، وتلك الشياطين التي تزين المنكر، وهؤلاء العفاريت الإنسية الذين يبيعون للناس الأحلام، والوهم الكاذب.
ومن الحوادث الواقعية التي وقعت معي شخصياً، وهي تصب في هذا الإطار: وأذكر أن هذه الحادثة وقعت معي قبل ست سنوات تقريباً، حيث كنت خارجاً من الجامعة، متوجهاً إلى سيارتي للذهاب إلى البيت، وإذا بصوت خافت يناديني من الخلف، دكتور…دكتور!
في البداية ظننتُ أنه لا يعنيني، لكنه ناداني باسمي، فعلمتُ أنه يقصدني، فالتفتُ إليه، فإذا به احد طلبتي، فرحبتُ به، وكنتُ أظن أنه يريد السؤال عن شيء من المادة، أو عن جدول الاختبارات، لأننا كنا في نهاية الفصل، واختبارات على الأبواب، إلا أنه فاجأني عندما قال: أريد أن أصارحك يا دكتور بشيء، لكنني مستحٍ منه! فقلت له: ولماذا تستحي يا بني؟ فأنا في مقام والدك. أخبرني ماذا تريد؟ فقال: والله لو رأيتني يا دكتور قبل ستة أشهر فإنك يقيناً لن تعرفني! قلت: وكيف ذلك؟ فقال: والله لقد رأى أخي صورتي فما عرفني! قلت له: لماذا؟ فقال: لقد كان شعري إلى ها هنا وأشار إلى كتفيه، وكنت آخذ حبوباً أنثوية لتكبير الصدر والأرداف، فكان شكلي قريباً من أشكال الإناث، وكنتُ أتكلم بطريقتهن بتكسر وميوعة، حتى أنك في بداية الفصل الدراسي، عندما كنتَ تنادي أسماء الطلبة لأخذ الحضور والغياب، فلما جاء اسمي قلتُ نعم بصوت ناعم شبيه بصوت البنات، فأخذ الشباب يضحكون عليّ في القاعة!! قلتُ له: نعم أذكر ذلك. قال: لكنني انتبهتُ لنفسي، وقلتُ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أنا أين أذهب؟ فالخطوة تجر الخطوة، وقد أصل إلى درجة تصبح الرجعة فيها صعبة، بل مستحيلة!
فقلتُ له: ليس هناك شيء مستحيل على الله سبحانه وتعالى، وعلى التوبة، فبابها مفتوح إلى قيام الساعة.
فقال: الحمد لله أنني انتبهت لنفسي، ورجعتُ إلى صوابي.
فقلتُ له: طيب أنت ماذا تريد مني الآن؟!
فقال: يا دكتور إن أصدقاء السوء بدأوا يعودون لي مرة أخرى، ويبعثون لي رسائل، وصور، ومقاطع فيديو!!
فقلتُ له: إياك أن توافقهم، وأول خطوة للبعد عنهم أن تحذف أرقامهم، وأن تغير رقم هاتفك، حتى لا يصلوا إليك، فإذا أردت أن يساعدك الله، ويعينك عليهم، فلا بد أن تبتعد عن تلك البيئة السيئة، التي تذكرك بالماضي وفساده.
هذا نموذج على الشهوات المغرقة في مجتمعات مفتوحة، وغيره أمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى.
ومن أمثلة الشهوات التي سرت في الشباب سريان النار في الهشيم، تلك الصور الإباحية التي يشاهدونها في بعض القنوات الهابطة الماجنة، أو المجلات الخليعة، أو وسائل التواصل الكثير، كالفيس بوك، وتويتر، والواتساب، والانستغرام، وغيرها، فهذه شهوة تميت القلب.
هل تعلم أيها الشاب ماذا تصنع فيك تلك الصورة الإباحية؟!! لا أريد الوقوف على الدراسات والبحوث في هذا الشأن، لكنها بشكل سريع تضعف عضلة التحكم في الذات، وتعمل على تشويه المعتقد نفسه في نظرتك للكون، والإنسان، والحياة، وتحوّلك لإنسان غريزي، حيواني، بالإضافة إلى الفتور غير الصحي، والتهيج الجنسي الدائم، إلى غير ذلك من أعراض ونتائج لها.
نأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه عن القلوب والشهوات حذيفة بن اليمان يقسم القلوب إلى أربعة أقسام اللي روي الحديث فيقول القلوب أربعة قلب أجرد قلب أغلف قلب منكوث وقلب له مادتان مادة الإيمان ومادة نفاق ما حكاية القلوب الأربعة بعد الفاصل
الشباب بين الشبهات والشهوات
حذيفة بن اليمان قال القلوب أربعة قلب أجرد فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن، وقلب أغلف فذلك قلب الكافر مغلف والعياذ بالله بالمعاصي والآثام مغيم، وقلب منكوث فذلك قلب المنافق عرف ثم أنكر وأبصر ثم عمي وهذا أصعب واحد يعرف كل شيء وما تحتاج تقوله حرام وحلال وعنده تجربة دينية هذا يخوف إذا انحرف ضد الدين هذا يمارس عملية انتقام من الذات بدون ما يشعر ولها تفسير نفسي وتحليل مرضي خاص وقلب تمده مادتان اللي هو أنا وأنت وهو وهي الله يثبتنا ويقوينا شنو يا حذيفة بن اليمان رضي الله عنك قال قلب تمده مادتان مادة إيمان ومادة نفاق هذه الحياة تعيش أجواء إيمانية طيبة وأحياناً تروح أجواء ضعيفة مرة تأتي بطاعة ومرة يزل لسانك بمعصية بفعلك أو مالك أو أي شيء وهو لما غلب عليه منها هل يغلب عليك الطابع الإيماني مجالس الخير والطيب وإﻻ يغلب عليك الشر لأن هذا اللي يغلب عليه الشر عنده طيب بس قطاعي شويه شويه واللي يغلب عليه الخير عنده شر بس قطاعي وحاﻻته تكون ايش ؟؟ يستر على نفسه ويندم ويجدد الطاعة والطاقة واحنا بشر بالتالي نضعف يا جماعة وهذا يحتاج منا إلى عبادات ومواسم موسم رمضاني يقوي الإيمان موسم الحج ومواسم كثيرة ونحتاج إلى عبادات يعني مثلاً احنا هاجرين القرآن خلينا يصير لنا ورد يومي للقرآن قسم حسب حالتك بس ﻻ تترك القران باليوم ان مو سمع فقراءة وان مو قراءة فسماع هذه بالنسبة للشهوات نيجي على قضية الشبهات.
الشبهات وهي التشكيك والطعن في الدين، والشبهات قديمة قدم الشيطان عندما ألقى بشبهاته. ثانياً: أول كانت شبهات يطرحها المستشرقون والمبشرون بعدين دور المسلمين الذين اتصلوا بالغرب فجابوا لنا تصدير شبهات اليوم تختلف عن أول الشبهات قديماً كانت بين النخب والمثقفين أما شبهات اليوم فصارت عامة بين كل الناس شبهات السابق كانت قليلة ونادرة شبهات اليوم طوفان شبهات السابق كان المصدر معلوم مستشرق مفكر أديب كتاب مؤسسة علمية واليوم ﻻء وهنا الخطورة التي سأقف معها بإذن الله بعد فترة إن شاء الله بعد رمضان وشهور أسوي برنامج عن أمهات الشبهات الهاشتاقات هذه من بدأها ومن طاح فيها في الفخ نحتاج ونحن كلامنا عن الشباب أن نفتح صدورنا معاهم ونقولهم يا شباب حتى اللي غلط في شهوة أم شبهة يحتاج يجدد إيمانه ويعود دائما يضربوا لنا في الدورات التدريبية بالنسر النسر عندما يبلغ من العمر 30 سنة مخالبه تضعف وريشه يلصق ومنقاره يخشوشن فيكون ضعيف في قضية اﻻفتراس فيذهب إلى الجبل ويجلس في عشه هناك 30 يوم ماذا يصنع؟؟ يكسر منقاره بالحجر حتى ينبت له بعد 50 يوم منقار ثم ثلاثين يوم منقار ثاني ثم يخدش أظافره ثم ينتف ريشه حتى يطلع ريش جديد قاعد يجدد نفسه نحتاج إلى العزلة أما قال عطاء الله السكندري ما نفع القلب مثل عزلة يدخل بها العبد ميدان فكرة يقول ما ينفع قلب الإنسان مثل عزلة محاسبة مع النفس يدخل بهذه العزلة ميدان فكرة فكرة إيمان فكرة التفات للنقص فكرة التطلع للكمال وكما قال الإمام الجيلاني عبد القادر رحمة الله عليه: الخلق حجابك عن نفسك ونفسك حجابك عن ربك الخلق حجابك عن نفسك الناس قاعد يشغولنك عن ذاتك وعن واجباتك ونفسك حجابك عن ربك شهواتك الذاتية ﻻ تحجبك عن الله نحتاج نحاسب نفسنا ونطور من أنفسنا اللي يسمونها إعادة الثقة بالذات أهم شيء أن ﻻ يخضع الإنسان للوهم ويقول ما أقدر أغير ﻻ تقول ما أقدر أنت ما تبي ارمي السيجارة نقدر نغير في السيرك يسأل الإنسان المدرب الحيواني يقول له هذا الفيل تربطه بخيط كيف يستسلم لهذا الخيط وهو ليس سلسلة قال لأننا ربينا الفيل على هذا الحبل وهو صغير نربطه به فهو كبر وما زال وهمه أن هذا الحبل يتحكم فيه ما تخلص من الوهم فكان الحبل الضعيف هذا ماشي معاه كام واحد فينا ﻻ يزال أسير وهم معصية أو شبهة أو خطأ ويقول ما أقدر أغير فما بالك إذا كان أسير وهم ناس آخرين يتحكمون فيه ﻻء يا أخي الكريم تقدر تغير وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يفيد الشباب وغير الشباب والخطاب العام لنا قال صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل فقال يا محمد شوف الحقائق الكبرى شوف اختصار الدنيا والآخره شوف توضيح معنى الرسالة والواجب في الحياة قال صلى الله عليه وسلم: ((أتاني جبريل فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به واعلم أن عز المؤمن استغناؤه عن الناس وشرف المؤمن قيام الليل)) هذا الحديث العظيم وهذا الكلام الفخم وهذا التوجيه الخالد لنا ولكم وفق الله الجميع لطاعته.