وياكم 2013 الحلقة الثلاثون فرحة
فرحــة
كلنا يطلب الفرح، والإنسان في سلوكه ما هو إﻻ دافع لسلبيات، ومؤذيات، ومعكرات، ومنغصات، وطالب لمفرحات، مسعدات، مؤنسات، دفع تعكير، وجلب لذة ومنفعة.
والفرح نتيجة طبيعية للمنفعة، فهل يكون هذا الفرح مع آخر يوم من رمضان، أو مع أول يوم في العيد، بعد رحيل هذا الشهر الكريم، والموسم العظيم؟!
كيف طويت الساعات، ورحلت الآيام؟ مرَّ علينا الشهر كلمح البصر لدرجة، فما إن جاءت البداية، حتى آذنّا بالنهاية، وتلك هي حال الحياة.
ووالله إن الواحد منّا ليعجب أشد العجب من سرعة الزمن، ولذلك قال الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى: (يا ابن آدم؛ إنما أنت أيام، فإذا ذهب يومك، ذهب بعضك).
و يقول الشاعر الكبير أحمد شوقي:
دقاتُ قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثواني
أتحدث إليكم في هذه العجالة عن وداع تلك الأيام الجميلة، واللحظات الفاضلة، من شهر رمضان المبارك، واستقبال يوم العيد الجميل، فكلّه جمال في جمال…
وسؤالي: هل الناس سواء في قضية التعامل مشاعرياً، وعملياً مع أيام رمضان الكريمة في توديعها، ومع يوم العيد الجميل في حلوله؟!
والجواب البدهي: كلاّ والله!!
فهناك من فرح وأنِس وطرِب لذهاب رمضان! من باب أنه كان قيداً له،كان ثقيلاً على نفسه، منعه من اﻻسترسال في الحرام، وأغلق عليه بعض منافذ الغريزة، وإشباعها بما ﻻ يرضي الله تعالى،لم يأتِ فيه بعبادة من العبادات، ولا طاعة من الطاعات، كان حاله في رمضان، كحاله في غيره من الشهور، بل لربما كان زائداً في الإثم في رمضان!! فهو ﻻ يرعوي عن مناكره، وﻻ يستجيب لنداء ربه سبحانه وتعالى، وﻻ يتأثر بالجو العام الذي تهيأ له للقيام بطاعة الله تعالى!!
فهؤﻻء شريحة موجودة في كل زمان ومكان، والأدهى من ذلك كله وأمرّ هؤلاء الذين يجاهرون بفرحهم وسعادتهم بالتخلص من قيود هذا الشهر الكريم! وعلى رأس هؤلاء مجموعة من الشعراء، الذين كانوا يتغنون برحيل رمضان، ويطربون لذلك، كحال أبي نواس، والفرزدق، وابن المعتز، وابن جبلة، وغيرهم، والدواوين مليئة ممن تكلم في وداع رمضان بهذه اللهجة الفجة، وها هو الأديب الكبير أحمد حسن الزيات رحمه الله تعالى يكتب مقاﻻً بديعاً بعنوان: (عبرة الصوم في وداع رمضان)، تكلم فيه عن هؤﻻء الذين يأنسون بزوال هذا الشهر الكريم، ورحيله، ﻻ لأنهم أدوا عبادة، ولكنهم لأنهم استراحوا من همّ وغمّ، والعياذ بالله تعالى!! فيقول: وهاكم ما قال أبو نواس في بعض حماقاته، قال:
منع الصوم العقارى وذوى اللهو فغارا
وبقينا في سجون الصوم للهمّ أسارى
غير أنا سنداري فيه من ليس يداري
نشرب الليل إلى الصبح صغاراً وكباراً
ونغني ما اشتهيناه من الشعر جهاراً
فاسقني حتى تراني أحسب الديك حماراً
هذه شريحة من الناس الغافلين، اللاهين، العابثين، الذين يريدون أن يحسبوا الديك حماراً!! وﻻ يفرقوا بين النقائض، ونحن ﻻ نقول هذا شماتة، بل نقوله أسى وأسفاً على أن يكون الإنسان ضعيفاً إلى هذا الحد، ونحن جميعاً بلا شك فينا جوانب ضعف، وتقصير، وتفريط، ولكننا نحاول أن نستكمل النقص، وأن نستدرك الخلل، ولذلك أقول: يا خسارة، ويا حسرة من فاتته هذه الأيام الفاضلة بلا عمل صالح، ولا تقرب ولو بخطوة إلى الحق سبحانه وتعالى.
هذا هو الفريق الأول الذين فرحوا بذهاب رمضان، والتخلص من قيوده، وسلاسله، وواجباته!!
أما الفريق الآخر الذي نتمنى جميعاً أن نكون منهم، فهم الذين أسفوا على ذهاب هذا الشهر، وحزنوا على فراقه أشد الحزن، كما لو فارق الواحد منهم حبيباً إلى قلبه، وقرة عين لنفسه، فهؤلاء لسان حالهم ومقالهم يقول:
فيا شهر الصيام فدَتْكَ نفسي تمهل في الرحيل والانتقال ِ
فما أدري إذا ما الحول ولّى وعدتَ بقابلٍ في خير حالِ
أتلقاني مع الأحياء حياً أم أنك تلقني في اللحد بالِ
فتلك طبيعة الأيام فينا فراقٌ بعد جمعٍ واكتمالِ
وهذه سنة الدنيا دواماً يبدَّد نورُها بعد الكمالِ
فهم حزينون على فراق أيام البر والتقوى، أيام كلها تسابيح ومصابيح، وتراحم وصلوات وتراويح، وارتقاء النفس للكمال، وعروج في مدارج الجلال، ذهبت أيام ضبط الإرادة، وغادرت مدرسة الثلاثين يوماً، لكن أثرها باقٍ بإذن الله تعالى.
ولذلك فنحن نحمد الله تعالى أن أدركنا العيد، نحمده سبحانه أن أمكننا من إتمام الشهر، فهل نحن في وداعنا لرمضان سنستفيد منه لما بعده من أيام؟!! هل نحن سنستمر على الوتيرة نفسها التي كنا عليها في رمضان من الجدّ، والاجتهاد، والمثابرة، والحرص؟!! هذا هو التحدي الكبير!!
إن من أعظم حكم ومقاصد رمضان أن نتدرب فيه لما بعده، وأن يكون مدرسة للأيام التوالي له، فكمت أنه من المفارقات الغريبة أن تكون الصلاة ناهية لنا عن الفحشاء والمنكر داخل المسجد، فإذا خرج منه لم يعد للصلاة أي تأثير على أحواله وأوضاعه!! لا شك أن هذا خلل بيّن، ومرض يحتاج لعلاج فوري.
كذلك رمضان لا يستقيم أن تكون خلال هذا الشهر على درجة عالية من الهمة، والنشاط، والمسارعة إلى الخيرات، فإذا رحل هذا الشهر عدتَ إلى سالف عهدك، وفارط أمرك، من الخمول، والكسل، والتململ في الطاعات، والنكوص عن العبادات، فهذا سوء فهم، وغياب وعي للحكمة من تشريع هذه العبادة التي قال الله تعالى عن فرضها علينا:{لعلكم تتقون}!!
إذن هذا هو المقصد الذي ينبغي علينا معرفته في رمضان، وأن نستثمره بعد رمضان، فلا نطفئ هذه الشحنة المتقدة، ولنتدرب على ما كنا فيه مقصرون، كقراءة القرآن، وصلة الرحم، والصلاة في المساجد، خاصة الفجر الجميل في بيوت الله، ورد المظالم، والشفقة على الآخرين، والجد في العمل، وكل تقصير استطعنا إكماله في رمضان، فلنستمر عليه بعد رمضان.
والسؤال الذي لا بد أن نواجه به أنفسنا ونحن نودع الأيام الجميلة من رمضان، ونستقبل العيد: هل نحن في وداعنا لهذا الشهر الكريم خيرٌ من استقبالنا له في أول أيامه؟!! وماذا سيكون مآل السلوك، والتعاطي مع العبادة، والحياة، والناس، بعد هذا الشهر الكريم؟!
هل فعلاً قمنا بشحن بطارية إيماننا، وتدريب سلوكياتنا التي ستنعكس على حياة الناس كلها؟!!
باختصار: ماذا صنع رمضان بنا؟!!
هل رجع كثير من الآباء إلى أسرهم كما كانوا عليه في رمضان من الجلوس معهم، والسؤال عن أحوالهم؟!! لأن رمضان يجمد الحياة الحركية وقت الغروب وبعده، ويجعل الإنسان يختلي بأهله رغماً عنه، مما يعطي فرصة كبيرة لالتقاء أفراد الأسرة، واقترابهم من بعضهم، وحصول الألفة بينهم!
كثيرون هم الذين قالوا: بدأنا نرى الوالد في رمضان، بعد أن كنّا لا نشاهده إلا نائماً، أو خارجاً من البيت! بدأنا نرى بعضنا البعض! بدأنا نجتمع على هذه المائدة، بدلاً من تلك الجلسات الفارغة، الضائعة، المضيِّعة، في المقاهي، والمجمعات التجارية، والسهر خارج البيت، والغفلة عنه، وعن كثير من الواجبات!!
هذا الإنسان المدخن للسجائر، وللشيشة التي انتشرت بين الذكور والإناث، وأصبحت من أسوأ العادات، يوماً بعد يوم تنتشر، وتكتسح، ويتطبع الناس عليها، هل أنت حقًّا- يا من تحكمتَ بنفسك، واستطعتَ أن تقلل من هذه السموم- قادر على أن تتخذ إرادة قوية، وعزيمة صادقة في التخلص من هذا الداء، وتنتهي منه؟!
هذا الإنسان الشديد الغليظ في طباعه، الذي لم يكن يعرف الرحمة، وكان قاسياً على من يعول من زوجة وولد، أو على من هو مسؤول عليهم، هل حقًّا أن تلطُّفه في رمضان، ورحمته، ولينه، سوف يزول بعد رمضان، ويرجع إلى ما كان عليه، من قسوة وشدة؟
أقول: ﻻ يا أخي، لا أتمنى لك ذلك أبداً، لأنك قد تدرَّبْت في رمضان أن تكون حانياً، رقيقاً، رفيقاً، فلتجعل ذلك ملازماً لك بعد رمضان.
هذا الغني الذي لم ينسَ الفقراء والمحتاجين من خيره، وبِرّه، ومعروفه، وإحسانه في رمضان، يجب أن يعلم أن مع الزكاة صدقات، وأن إدخال الفرح على الآخرين جزء من الكرم والشكر لله سبحانه وتعالى، فلا يفرط في باب فتحه الله تعالى عليه، وحرم منه آخرين.
هذا الشاب الذي كان يمضي جلّ وقته في معاكسة الفتيات، ومحاولة إيقاعهن في شباكه، ومصيدته…
وهذه الفتاة الفاسدة التي تحاول أن تفسد الأخريات، وتنشر وباءها ليعمّ غيرها…
أقول: أما ارعويتم، وانتهيتم عن هذه الأفعال الشائنة، الشانئة؟ أما تذكرتم وعلمتم أن هذه آفة، وجريمة متعدية؟!! فأنتَ، وأنتِ لا تضرانِ أنفسكما فسحب، بل تضرّان الآخرين بأفعالكم غير المحسوبة! فلو أنك أغرقتَ نفسك في المعاصي، فهذه جريمة ذاتية، ولكن أن تنتقل إلى الآخرين في إجرامك، فتفسد وتنشر الرذيلة، فهذه تحتاج إلى وقفة صريحة مع النفس، ومراجعة ومحاسبة صادقة حقيقية لفعلك.
دعونا نغسل أنفسنا من كل ما علق بها من آفات، وأمراض، وقبائح في هذا الشهر العظيم.
أليس من الأولى أن من امتنع في رمضان عن تلك الآفات، أو قلّل منها، أن يستمر على سلوكه ذاك حتى بعد مضاء رمضان؟!!
هذا الذي نريد الإنسان أن يقوم به، وعندها سوف يحس أن فضل الله سبحانه وتعالى جاءه بمجاهدته لنفسه، والله سبحانه وتعالى لن يضيع أجر من أحسن عملاً، يقول سبحانه وتعالى: {والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم}.
وكم من إنسان كان حيًّا في رمضان الماضي، فلم يأتِ رمضان هذا إلا في القبر؟!! وكم من إنسان كان حيًّا في رمضان، فلم يأتِ عليه العيد إلا في القبر؟!! وكم من إنسان تقبض روحه بعد العيد؟!! ﻻ أحد يعلم من هو!! هكذا هي الحياة، ولكن مع الأسف الشديد فإن الإنسان يغفل، وينسى.
والآن دعونا ننتقل إلى العيد ….، وكم هي جميلة هذه الكلمة: العيد…
فالدنيا مليئة بالأعياد والاحتفالات منذ فجر التاريخ، سواءً كانت أعياداً دينية، أو أعياداً وطنية، أو أعياداً واحتفالات رياضية، أو أعياداً في مواسم الطبيعة، والزهر، والربيع، القديمة والحديثة، كعيد شم النسيم، فهو عيد مصري قديم، وكذلك يوم النيروز، أو شهر النيروز، منذ أيام العباسيين، وهو مستمر إلى وقتنا الحاضر، إلى غير ذلك من أعياد.
أما نحن المسلمين، فليس لدينا سوى عيدين: عيد الأضحى، وعيد الفطر، فعيد الفطر احتفال بنزول القرآن، وإكمال الصيام ، وعيد الأضحى احتفال باختتام الوحي، واكتمال الدين.
فانظر إلى معاني الفرح في أعيادنا نحن المسلمين، وقارنها بغيرها من الأعياد، ليظهر لك الفرق الكبير، والبون الشاسع بينها.
في العيد نفرح بالجديد، وبالطعام، وبالسلام، وبكل ما يأنس الإنسان فيه من هذه المباحات التي أخرجها الله سبحانه وتعالى لنا، وأجمل ما في العيد هو مشاطرة الآخرين الفرح، والسعادة، ولذلك فإنه لا بد من تغليب جانب إدخال السرور على قلوب الآخرين بالتحية، والزيارة، والهدية، وغير ذلك.
لماذا نفرح في العيد؟!!
عادة يفرح الإنسان إذا كان عنده إنجاز، فهو يفرح في النجاح، ويفرح في اﻻنتصار، ويفرح في الكسب، ويفرح في الشفاء، فهذه كلها أمور تجلب الفرح والسرور،، ولكن فرحنا في العيد جاء لأمر معنوي، إلا أنه ينعكس ولا بد على حياتنا المادية، ففرحنا يجمع بين حزن وفرح، أسى على ذهاب الصيام الجميل، وأيام البر والطاعة، وفرح بأن أتممنا الشهر، وبلغنا الله تعالى لعيد الطاعة.
كذلك في الحج؛ فرحٌ بأداء هذه العبادة العظيمة، وفرح من جهة أخرى بخدمة الآخرين ومساعدتهم، ونشر الخير.
ولذلك كان من أعظم الطاعات في العيد، طاعة تكبير الله تعالى، وحمده، والثناء عليه، وهل هناك أجمل، وأحلى من هذه العبارة: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ﻻ إله إﻻ الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد)، شكراً لله تعالى على النعمة، واستنهاضاً للهمة، وإقراراً بالعقيدة، واستمراراً على العهد.
وما أجمل أن يجتمع الناس من أماكن مختلفة، وبلدان متغايرة، في صعيد واحد، جنباً إلى جنب، ويهتفون في منظومة واحدة هذا الهتاف العظيم الجميل، في مشهد من أروع المشاهد التي يتشوق لها كل مسلم موحّد، فكم هي خسارته ذلك الذي فاتته صلاة العيد؟!! لا أقصد أنه إثم، وإنما خسارة لتفويته هذه الشعيرة العظيمة التي ﻻ تتكرر في السنة إلا مرتين، وهل هنالك طعم للعيد إن لم تبدأ معه من فجره؟!!
بقي موضوع مهم للغاية، من الواجب الإشارة إليه، خاصة في مواسم الخير، والرحمة، كرمضان، والحج، والأعياد، إنه موضوع: الغرباء!!
ففي كل بلد يوجد غرباء، والغرباء أنواع، والاغتراب أسبابه ودوافعه متعددة، والغريب لسان حاله يقول:
بكى الغريب لفقد الدار والجار إن الغريب غزيرٌ دمعه الجاري
أهاجه الشوق إذ قالوا الرحيل غداً؟ أم شاقه لمع ذاك البارق الساري
ويقول آخر:
أنا في الغربة أبكي ما بكت عينُ غريب لم أكن يوم خروجي من بلادي بمصيب
عجبا لي ولتركي بلداً فيه حبيبي
وأنا أتحدث عن نفسي، فقد أدركني عيد الفطر مرة واحدة فقط خارج الكويت، وذاك عندما كنت في مرحلة الماجستير، في مكة المكرمة، وكان ذلك العيد وتلك الصلاة في الحرم من أجمل أيام حياتي، ولكنني لما عدتُ إلى بيتي، جلستُ وحيداً، فلا أهل، ولا زوجة، ولا ولد، بل إن البناية التي كنت فيها خلت تماماً من سكانها!! فهذا ذهب إلى الطائف، وآخر إلى جدة، وثالث إلى الرياض، ورابع، وخامس، وسادس….
أصبحتُ وحيداً فريداً، نعم الحرم بجواري، ولكن جمال العيد وأنسه بأهلك، وأقاربك، وتراحمك، وتواصلك معهم.
فالعيد ﻻ يكون إلا بالتواصل، والاجتماع، ولذلك ﻻ بد من كسر غربة هؤلاء الإخوة لنا في الأعياد، بالتواصل معهم، وإشعارهم بأننا أهل لهم.
كذلك لا ننسى السجناء، الذين يقبعون خلف القضبان، وكما هو معلوم ليس كل سجين مجرم! فقد يكون سُجِن بسبب دين أُرغِم عليه، أو لأنه صدم سيارة، وقتل إنساناً خطأ غير متعمد، أو لأنه وقع ضحية عملية نصب، وهو بريء منها، وغير ذلك من أسباب تودِع صاحبها السجن، ولو لم يكن هذا السبب جريمة، أو جناية، فأمثال هؤلاء لا بد من تذكرهم في هذه الأيام الفاضلة، بالزيارة، والسؤال، والكلمة الطيبة، والهدية.
كذلك هناك المرضى الذين يرقدون على أسرّة الشفاء، من أهلنا، وأقاربنا، ومعارفنا، أو ممن ﻻ نعرف، لا بد من التواصل معهم، والاجتماع بهم، تطييباً لخواطرهم، وتخفيفاً لمعاناتهم وآلامهم.
والبعض قد يسّره الله تعالى لأمثال هؤلاء، فتجدهم لكريم أخلاقهم يذهبون إلى المستشفيات في العيد، ويزورون الغرباء الذين ليس لهم أهل، بهدايا، وسلام، وابتسامة، وكلمة طيبة، فلهؤلاء أعظم التحية، وأوفر الشكر والامتنان.
وأخيراً…فإن عالمنا العربي والإسلامي ينزف، ويأنّ، وصحيح أننا نفرح بالطاعة والعبادة، ولكن هذه الفرحة ﻻ تكتمل…
لأن المسلم أخو المسلم، ﻻ يظلمه، وﻻ يسلمه…
لأن المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص…
لأن المسلم للمسلم كاليدين، تغسل إحداهما الأخرى…
لأن الشعور الإنساني يدعون للتألم لأحوال هؤلاء…
فالواجب علينا في هذه الأيام المباركة أن نجعل السرور والفرح يعم الجميع، ويشمل كل الناس.