وياكم 2015 الحلقة الحادية والعشرون مسجد الرحمة
مسجد الرحمة
يعيش العالم اليوم في الحقبة الرابعة، فبعد عصر النهضة، ثم عصر التنوير، ثم عصر الحداثة، نعيش اليوم عصر ما بعد الحداثة المتحالفة مع وسائل الاتصال، والشركات العابرة للقارات، وأحد نتائج هذه الحداثة، والعصرنة هو محاربة فكرة الهوية (الشخصية الثقافية للأمم)! إلا أنها ليست محاربة لهوية معينة، وإنما هي ضرب لفكرة الهوية من حيث هي هوية! حيث يريدون الإنسان كائناً يهتم بعلاقاته الشخصية، وقصة يومه الصغيرة، ويعيش لتأمين المستقبل، وإشباع الغرائز، والارتباط بالمادة، والحركة الرتيبة اليومية، فتتحكم فيه الشركات العابرة للقارات.
ولا شك أن أكبر المتضررين من فكرة ضرب الهويات، والأخلاقيات، والمنظومات الثقافية الخاصة هو المسلم! لماذا؟
لأن المسلم صحيح أن هويته عقيدة ودين؛ ولكنه ليس الدين بالمعنى الطقوسي، أو بالمعني الروحاني، أو بمعنى العلاقات الجزئية، وإنما هو دين عقيدة تنبثق عنها شريعة، وهذه الشريعة فيها أخلاق، ومعاملات، واقتصاد، وعلاقات دولية، وأحوال شخصية، ونظم يومية، بمعنى أنها تدخل في تفاصيل وتضاعيف الحياة اليومية، والعلاقات الدولية في جميع مناشط الحياة.
ولذا فالمسلم هو أكثر المتضررين من كل ذلك، ونحن نرى ماذا يحدث في بلادنا، فكيف إذا كان المسلم يعيش في الغرب؟!
ﻻ شك أنه سوف ينتحر!! ليس بمعنى قتل النفس، وإنما الانتحار المعنوي، فإما أن ينسحب من المجتمع، وينكفئ على ذاته، وإما أن ينتحر بالذوبان في ذلك المجتمع، مع فقدان كامل لهويته!!
ومما لا شك فيه أن المسجد هو أحد أهم عوامل التثبيت، والتكوين الثقافي للمسلم المعاصر، في بلاد الإسلام، فكيف بالمسجد في أوروبا؟!!
زرتُ مسجد الرحمن، في مدينة بيل عاصمة صناعة الساعات العالمية، في سويسرا، لنبحث كيف يكون التوازن في مجتمع رأسمالي، ومجتمع مادي، يتعامل مع قضايا الحسابات الدقيقة بالزمن، والكفاءة العالية، والحتميات؟
وهناك قابلتُ الشيخ خالد بن محمد، إمام هذا المسجد، لكي يحدثنا عن أهمية المسجد، وأثره على الجالية المسلمة، وعلى المجتمع الأوروبي، والمشكلات، والأمنيات، والواقع، والثمرة الجميلة.
وأول شيء بدأت به حديثي أن قلتُ:
شيخ خالد، لهذا المسجد قصة، وهو مسجد متميز، ونحن نعلم أن تميز المسجد يأتي من تميز القائمين عليه، والمحيطين به، والمتعاونين معه، والمترددين عليه.
نريد معرفة قصة هذا المسجد؛ لكي نحيّي النماذج الإيجابية، والمحاضن الإيمانية، لحماية ما يعانيه المسلم في الغرب؟
فقال:
مسجد الرحمن في الحقيقة هو امتداد لمشروع أخوة أتراك، كانوا هنا في هذا المكان قبل 20 سنة، وتولينا نحن فيما بعد إدارة المبنى، وأسّسنا جمعية الرسالة، وبني هذا المسجد، وفضلنا أن يرتبط اسمه، وعنوانه، وشعاره، باسم الله الرحمن، حتى يشملنا الله تبارك وتعالى برحمته الواسعة.
فانطلق هذا المسجد سنة 1999، وكانت أعداد المسلمين ذاك الوقت ﻻ تتجاوز العشرات، ثم تطور الأمر بنا بحمد الله تبارك وتعالى وازدادت أعداد المسلمين هنا في هذه المدينة بحكم موقعها في وسط سويسرا، وبحكم أن هذه المدينة مزدوجة اللغة: الفرنسية والألمانية، فإنه يقطن بها ما يقارب إحدى وأربعين ومئة جنسية! فهي رمز للتقارب، والتعايش، والتنوع، وبها ثراء ثقافي، وعرقي جنسي معتبر، وهائل جداً، وقد أحصينا اللغات في هذه المدينة، فوجدناها تقترب من 70 لغة! إلا أنه يغلب عليها اللغتان الرسميتان الفرنسية والألمانية!
فبحمد الله تبارك وتعالى خلال هذه العشرية تضاعف عدد المسلمين، وجاءتنا طاقات، وكفاءات مختلفة، كما أننا يجب ألا ننسى معطى مهم جدًّا لتمدد جسم المسلمين هنا، الناتج عن كثرة المواليد، باعتبار أن المجتمعات الغربية عموماً تعاني من هذا العزوف.
قلتُ:
كثرة المواليد هذه قد تثير إشكالاً ألا وهو: أن هؤلاء الذين ولدوا من جيل المسلمين الثاني، أو الثالث هنا، لم يأتوا من الخارج كما أتيت أنت، وغيرك، الذين جاءوا بهويتهم الإسلامية، ولغتهم العربية، أما هذا فقد ولد هنا في ديار الغرب، وتلقفه المجتمع بطبيعة العلاقات، والواقع، والسؤال:
كيف يقوم المسجد بتنمية الذات، والهوية لهؤلاء القوم؟
فقال:
نشاط المسجد ووظيفته لا بد أن يكون في رأس أولوياته، وفي سلم اهتماماته ربط الإنسان بالله تبارك وتعالى، وسد هذا الفراغ الروحي الموجود في كنف هذه المدنية، وليست حضارة! لأنها تولي اعتباراً بالغاً للمادة، ولذا فأبناؤنا ينشؤون بين بين، فهذا ليس تحدياً فحسب، وإنما هو ضغط يمارسه نمط المجتمع، ونمط المعيشة.
ومن أجل ذلك فأنا أذكر دائماً أننا في بيئة صارمة إدارياً، واقتصادياً، واجتماعياً، ففيها من الضغوط الهائلة الشيء الكثير، وهذا بلا شك يرفع مستوى التحدي لدينا، ولا بأس بذلك، فليكن؛ لأنه إذا رفع مستوى التحدي، فإنه سينتج عن هذا التحدي المسلم الصالح الخالص.
قلتُ:
لاحظت في بعض المدارس التي مررت بها أن العائلات المسلمة تفرح كثيراً عندما تنشأ مدرسة إسلامية، ويخصصون أوقاتاً في الأسبوع بعد الدوام الرسمي لهذه المدرسة، وساعات معينة لكي يتعلم الأبناء اللغة العربية، وبعض الثقافة الإسلامية، وحفظ الآيات الكريمة، وقد رأيت أبناء صغاراً من أروع ما يمكن، فهل يقوم المسجد بمثل هذا الدور؟ أم أن هذا خاص بالمدارس؟
فقال:
نحن بحمد الله تبارك وتعالى كنا في بداية مشوارنا نولي عناية خاصة بمسألة الدعوة، والاهتمام بجلب العنصر السويسري؛ لكن لما كثر سواد المسلمين هنا، ورأينا أنه من الأولى أن نوجه الاهتمام إلى الداخل، أي داخل البيت المسلم، من هنا أنشأنا برامج تربوية، وترفيهية؛ لأن العملية التربوية هنا في الغرب ﻻ يمكن توجيهها حصراً إلى اللغة العربية، وإن كانت عنصراً مكوناً للشخصية الإسلامية، فاللغة العربية ﻻ تفي بكل المقصود، فلا بد من أن تشفع بروافد أخرى، فكانت بلا شك في القرآن الكريم، ودروس التربية الإسلامية، والبرامج الترفيهية، والنشاطات الرياضية.
قلتُ:
أريد أن أغوص في جوهر المشكلة القائمة عالمياً وهي: الإسلاموفوبيا، أو التخويف من الإسلام، تلك الصورة المرعبة التي يصور بها الإسلام، مع ما يضاف إليها من الصور القذرة الأخرى التي هي شتائم ضد الإسلام، والمسلمين في الإعلام العالمي، في الصحافة، أو الفضائيات، ومع الأسف يحدث ذلك في دول لها تاريخ عريق في حقوق الإنسان، والديموقراطيات، وحرية الرأي، واحترام الآخر!!
والسؤال: في ظل ما سبق كيف تتعايشون مع هذا المجتمع؟ وكيف تصف هذه الظاهرة المتنامية المتفق عليها عند خصومنا في ظل إمامتك، ولبسك، وهويتك؟
فقال:
إذا تعاطينا مع ظاهرة ما فالأولى أن ندرسها بروح علمية، ولا بد أن نقعّد لها ضوابط منهجية، فالتعاطي مع هذه الظاهرة عاطفياً أو انفعالياً لن يجدي شيئاً، فمن ضمن هذه الضوابط التي أذكر بها نفسي، وإخواني على وجه الدوام:
أن الأولى أن ننظر إلى سببية هذه الظاهرة؛ لأن النظر إلى العلل، وإلى الأسباب، قد تقودنا إلى تلمس شيء من الحل، كيف هذا؟
أقول: ربما نكون نحن المسلمين أحد الأسباب، أو بعض العلة، في تنامي هذه الظاهرة، فربما يكون علينا من المسؤولية ما لا يعفينا أمام الله عز وجل، وأمام الإنسانية، هذا جانب.
الجانب الآخر: وهو السؤال الذي أطرحه دوماً وهو: لماذا نكون نحن أكثر الناس تسويقاً، وترويجاً لهذا المصطلح؟!!
فأكثر الناس حديثاً عن الإسلاموفوبيا نحن؟!
فأنا لي عشرين سنة هنا في سويسرا، وإلى هذه اللحظة لم أسمع سويسرياً واحداً يتلفظ بهذا المصطلح، فهو ﻻ يعرف شيء اسمه الإسلاموفوبيا!
ولكن بلا شك أن هذه الظاهرة أمر لا ينكر.
قلتُ:
نحن نتكلم عن بعض وسائل الإعلام، والدعاية، ولا نتكلم عن الإنسان الفرد؟
فقال:
نعم أحسنت، وهذا ضابط آخر: فلا بد عند الحديث عن هذه الظاهرة لإيجاد أو لمحاولة فهم مواردها:
من أين تصدر؟
من الذي يصدرها؟
من الذي يقتات بها؟
من الذي يتذرع بها؟
لا بد من التعاطي مع دوائر معلومة، وهذه الدوائر الأربع هي المعنية بهذه المسألة، طبعاً خارج الدائرة الإسلامية.
نحن المسلمين كدائرة، أو ما يسمّى بالجالية، فالدوائر التي في المقابل هي: دائرة السلطة، والسلطة هنا في سويسرا بهيئتها التنفيذية، والتشريعية، ليست منخرطة في هذا المنهج، وهذا الفكر! بمعنى أن منهجها براجماتي مصلحي، وليس من مصلحتها أن تثير الفتن ضد أقلية مسلمة، فهذا مجرب، وواقع.
في الأسبوع الماضي مثلاً حدث استفتاء خطير جداً، لو تم، أو نجح، لانعزلت سويسرا عن المحيط الأوروبي، لكنه فشل بحمد الله، هذا استفتاء يسمّى: ايكو بوب، ومبناه، وفكرته، وحاصله: أن سويسرا لضيق مساحتها، وقلة مواردها، أصبحت متضررة لكثرة المهاجرين إليها، فأرادوا الربط بطريقة ماكرة بين الأثر وهو أثر الهجرة على البيئة، وبين آيكولوجية البلد، لكنهم لم ينجحوا، فالسلطة الرسمية الحاكمة المتمثلة في المجلس الفيدرالي الحاكم تنصح الشعب، وترشده، وتوجهه، وتدعوه صراحة إلى عدم الانخراط في هذا.
أما الدائرة الثانية فهي: دائرة الأحزاب السياسية، والأحزاب السياسية بلا شك فيها أحزاب شعبوية يمينية متطرفة، وهي تتأكل على ظهورنا، وتقتات بمسألة التخويف، وهذا أمر يعلمه كل الناس، وموجود في كل مكان، لكن الأمر نسبي، وفي غاية التعقيد؛ لأن هذه الأحزاب اليمينية الشعبوية هي من جهة نختلف معها على طول الخط، وتشن علينا الغارات، والحملات، وتدفع من حر أموالها لحربنا، إلا أنها من جهة أخرى تحافظ على نموذج الأسرة، فهي أكثر محافظة، وأكثر التزاماً، وانضباطاً بمبادئنا الأسرية أو التربوية، من الأحزاب التي تقف معنا في هذا الخضم العنصري!
وأما الدائرة الثالثة: وهي الأخطر، وهي التي ينبغي أن يتعاطى معها المسلمون، ويتعاملوا معها بحنكة، وبحكمة، فهي دائرة الإعلام.
ونحن هنا في هذا المسجد قد لاقينا الأمّرين أيام ما يسمّى: بالحملة على الإرهاب التي قادها بوش، حيث كان المسجد عرضة لحملة تشويه مغرضة؛ إلا أن القضاء بحمد الله رد إلينا الاعتبار، في حين أن الإعلام الذي فتحنا له الأبواب لتفنيد الشبه، ورد التهم عنا، لم ينصفنا إلا ما ندر!!
وأما الدائرة الرابعة: وهي دائرة الشعب، وعامة الناس.
فالتأثير الذي نراه والله تبارك وتعالى أعلم أن الأنفع للمسلمين في مسألة الإسلاموفوبيا أن تكون العناية موجهة إلى التعامل، والتواصل مع السلطة الحاكمة باعتبارها راعية لمصالح البلد، فهذه قناة لا ينبغي إهمالها.
أما دائرة الشعب: فنحن نحاول أن نعشِر إخواننا المسلمين والمرتادين للمساجد، ونولي عنايتهم بأن الاحتكاك بالشعب ليس بالأمر الهين، فالمجاورة، والمشاركة المالية، والهدي، والسمت، ودل المسلم، وتعامله اليومي، كل هذا يمكن أن يصنع رأياً عاماً متعارفاً معنا؛ لأنه أول من سيكذِّب، وأول من سيعرض عن هذه الحملات.
قلتُ:
ها هنا سؤال ربما فيه شيء من كشف الواقع! فقد كنت في العاصمة السويسرية، والتقيت مع مربية، وأجريت معها حواراً أيضاً، وهي من الجالية السورية الثالثة، إلا أنها أتقنت اللغة العربية؛ لأن ووالدها كان قد فرض عليهم أن يتكلموا في البيت باللغة العربية، فنشأ الأولاد على ذلك، ولم تذب لغتهم؛ لكنها قالت كلمة ربما تعتبر تحدياً لكم جميعاً، حيث ذكرت أنها لما اشتغلت في التربية، وأصولها، ومراحلها، وأهدافها، وجدت أن مستوى المساجد في أوروبا وفي سويسرا بالذات، ليست بمستوى التدريس المهني التخصصي الذي يراعي السن، والمنهج، وطريقة التدريس، والتلقي، والتعامل! فالمساجد كان فيها ارتباك، وعدم مهنية في قضية تعليم الأولاد! فكيف ترد؟ وماذا تقول؟
فقال:
هذا صحيح! ولا بد من الاعتراف بهذا الواقع المرير؛ ولكن هل نقول: ليس في الإمكان أبدع مما كان؟!
بلا شك أن هناك شيئاً من الخلل في أداء المسجد، وشيئاً من العلل، وهناك مشكلات إدارية مثلاً في بعض المساجد، وصراعات فردية، وشخصية، وإشكالات فكرية، ومنهجية، وسوء خطاب، وإشكالية في مصداقية الأفراد، إلى غير ذلك من عقبات، ومشكلات.
إلا أن الجيل الأول في المسجد إذا جعل في خطته وهدفه أن يسلم المشعل إلى الجيل الثاني، ويحسسه بأنه هو الواجهة القادمة، فلعله أن يتلافى جزء من هذه الإشكاليات، وعلى هذا أسسنا نظرتنا، وهي: أأأننا نحن الجيل الأول المغترب أو المهاجر إلى سويسرا طال الزمن أو قصر لن نؤدي وظيفة التربية على الوجه الأكمل، لماذا؟
لأننا لسنا محترفين، فبعض الأسر تلوم المساجد أنها لا تعطي، ولا توفر الجو الاحترافي الذي توفره المدرسة السويسرية؛ ولكن أين هذا من هذا؟!!
فالمدرسة السويسرية لديها طاقات، وإمكانات، ولديها تركيب عجيب، ومغري، وتفرغ، وتخصصات، وهذا ما لا يوجد لدينا عشر معشاره!
قلتُ:
هناك نقطة أخرى ألا وهي: أنه اشتكى البعض من أن هنالك نوعاً من الفئوية في أوروبا!! ونحن نعلم أن المؤمنين أخوة، وأن مجتمع الصحابة كان فيه سلمان الفارسي، وبلال الحبشي، وصهيب الرومي، وأبو بكر القرشي، وعلى الطالبي.
أما هنا فهذا مسجد أتراك، وهذا مسجد ألبان، وهذا مسجد سيريلانكيين، وذاك مسجد خليجيين، وآخر مسجد مغاربة!! إلا أن مسجدكم هذا لم يحصر نفسه في هذه الدوائر الضيقة، فقد رأيت فيه التعدد في الألوان، والألسنة، والجنسيات.
فلماذا هذه الخصوصية لمسجد الرحمن؟ وما هو تعليقك على مثل تلك المشكلات؟
فقال:
من أسباب نجاح العمل الإسلامي، وهو مما استفدناه من التجارب الدعوية على مر هذه السنوات المتأخرة: أن الخطاب وخاصة الخطاب المسجدي، والأداء الجمعوي كلما ابتعد عن التصنيفات، وعن هذه الفئويات، كلما لاقى قبولاً عند المسلمين، فالمسلم البسيط في هذا الخضم الهائل من الآيديولوجيات، والأفكار، والتنظيمات، والأحزاب، وصنوف الفكر المتعدد، وخاصة هنا في أوروبا، يبتغي إطاراً أوسع من تلك الدوائر الضيقة، والتوجهات الحزبية، وكنت في كل صلاة عيد أذكر بهذا، وأقول: نحن هنا نموذج مصغر لهذه الأمة العظيمة، ورسالة كذلك للأجيال القادمة؛ لأن من أمراض المسلمين في أوروبا هنا أنهم يورّثون هذه الموروثات المسمومة إلى الأجيال القادمة! ونحن لا نريد هذا، وتفاديناه قدر الإمكان.