بينى وبينكم 2011 الحلقة الرابعة عشر كتب في الصميم ج 2
كتب في الصميم ج2
الكتاب الرابع: شكراً أيها الأعداء.
من تأليف الشيخ الدكتور سلمان العودة.
والكتاب إبداع في عنوانه ومضمونه، فهل رأيتم إنساناً يشكر أعداءه؟!
إلا أن المعنى ليس كما قد يفهمه البعض، فهل يوجد أحد لا يخطئ، أو لا يُستدرك عليه؟ بالتأكيد لا يوجد.
فإذا كان الإنسان في ضوء ما قلنا رمزاً وعلماً من الأعلام، في أي مجال كان، فلا بد أن يكون له أقران، وهؤلاء الأقران يقيّمون عمله، وينقدونه ونحن دائماً نقول في النقد الأدبي: إن الشاعر إذا أعلن عن القصيدة فليتحمل التحليل، والنقد، والتعليق.
وهكذا الحياة، فعندما تكون تحت الأضواء، وعندك إنتاج واجتهاد، فلا بد أن يكون هناك رأي آخر، ولكن هذا الرأي الآخر يتفاوت في طرحه، فهناك المعارض بأدب، وذوق رفيع، وهناك المتّهِم، وهناك المجرِّح، وغير ذلك، والحاصل أن النقد أليم على النفس، والناس يتنوعون فيه.
الدكتور سلمان العودة اتخذ من الصمت وعدم الرد منهجاً له، لماذا يا شيخ؟
الجواب موجود في الكتاب، ولكن تعالوا بنا نبدأ بالمقدمة الجميلة التي بدأها الشيخ عندما قال: كم أشعر بالسعادة والرضا حينما أتذكر أنني تجرعت بعض المرارات من إخوة أعزة!! قلتُ: وهذا من أغرب الغرائب: سعادة من مرارات!!
ثم يقول: ربما لا يروق لهم هذا الوصف، ولكنني أقوله صادقاً؛ لأني أعلم أن ما بيني وبينهم من المشتركات يفوق بكثير نقاط الاختلاف، أشعر بالسعادة حين أتذكر توفيق الله لي بعدم الدخول في منازعات، أو سجالات يحضر فيها الشيطان، ويقع فيها حظ من الانتصار للنفس، بإدراك أو بغير إدراك.
ثم يقول: هذه المدن الجميلة لا تخلو من نفايات، بيد أنه ليس من الحكمة أن نضع النفايات في عربات، ونطوف بها على الناس لنؤذي بها عيونهم، وأنوفهم، ونفسد أذواقهم!!
ثم يذكر لنا قصة لشاب مع شيخه وأستاذه صالح البليهي، يقول: جاءه شاب وطلبه على انفراد، فلما خلا به قال له: إني أبغضك في الله!! فابتسم الشيخ وقال له: لمَ؟ فقال: لأنك تفتي بإخراج صدقة الفطر من الرز، وبصلاة التراويح خمساً!! قال الشيخ: هذه هي السنة. وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من الأدب أن أحدنا إذا أحب أخاه في الله أخبره أنه يحبه، ولكني لم أقف على حديث أنه إذا أبغض أخاه فليخبره أنه يبغضه في الله!!
ثم يقول الشيخ سلمان: من أجمل ما كسبته من الإعراض: حفظ الوقت، وقطع المسافات، والنجاة من وحر الصدور، فإنني بحمد الله لا أحتاج إلى كبير مجاهدة في صفاء القلب على إخوة خالفوني!
قلتُ: فهذه إيجابية كبيرة عند الإنسان.
ولكن هل معنى ذلك أن هذا الشيخ أو ذاك الذي لا يريد أن يدخل في معارك، أو لا يرد على الخصوم والأعداء أنه إنسان كامل؟
استدرك الشيخ موضحاً كلامه فقال: ولست أتحدث مغتراً إذ يعاجلني موقف مباغت يستفزني، فأنسى كل ما تعلمتُه، وأتعامل معه باندفاع، ولا أذكر المبادئ التي أخذت نفسي بها إلا بعد وقوع الأمر، فأدري أن الله يؤدبنا بهذه المواقف؛ لنظل عارفين بأننا لا نزال صغاراً، نتعلم من مدرسة الحياة، ولنتضرع إليه قائلين: (سبحانك ﻻ علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم)!!
أقول: ما أعظم هذه التربية وهذا الأدب!
ثم ذكر في الفصل الأول: شكراً أيها الأعداء، ثم بعد ذلك: لماذا لا ترد؟ نعم لماذا لا ترد يا شيخ على خصومك؟
يقول الشيخ: حين ترمي حجراً في الماء الراكد، لا يجب عليك أن تقف لتتأمل الدوائر المنداحة من وقع الحجر، متعاقبة إلى نهايتها، إلا إذا كنت رميت الحجر لتراقب ما يحدث بعده.
يريد أن يقول: من أعطى ثقافة، وينتظر ماذا يقول الناس عنه، والردود، والاستدراكات، غير الذي يعطي، ويتفاعل، ويقول هذا اجتهاد بشر، ثم يمضي في مشروعه، ويستفيد من الآخرين، فالنية لها دور.
ثم قال: سألني غير واحد عبر عشرين سنة أو تزيد: لماذا ﻻ ترد على مخالفيك، وتفنّد حججهم، وتبين وجهة نظرك؟!
وهل هذا يعني تجاهلهم، والإعراض عنهم؟
فقال: كلاّ أيها السائل الكريم، إن خلاصة ما أحب أن أوصله إليك بهذا الخصوص هو ما يلي:
- إذا كان لديك أعمال عديدة فمن الصعب أن تتوقف بعد كل عمل لتنظر ماذا يقال، ثم تجمعه، وتبدأ بالرد عليه بالموافقة أو بالرفض، إن اندماجك في مشروع آخر (مقال، كتاب، برنامج، مؤسسة،…الخ)، هو عمل أكثر إيجابية، وأكثر جدوى.
إذن في فقه الأولويات قدم الشيخ مشروع الإنجاز، على مشروع الانشغال بالردود.
- ﻻ تستعجل بالرد على مخالفيك؛ لأنك حينئذ سترد رد المغضب، المنفعل، المتحمس لرأيه، أعط الوقت حقه، وامنح نفسك شيئاً من الهدوء، ومن الانفصال عن جو الفكرة التي رقمتها، وأن تبتعد عنها قليلاً، لتتمكن من الحياد في قراءة الردود وتقبلها، ولئلا يكون ردك مجرد صدى سلبي معاكس لما يقوله الآخرون، ولئلا تكذّب بحق، أو تصدق بباطل.
ردك السريع يحرمك من غدراك الصواب فيما يقوله الآخرون، ولو كان جزئياً أو قليلاً، وخاصة إذا كان محجوباً بلغة حادة، أو موقف مسبق ذي طابع شخصي.
قلتُ: من أقسى الردود التي قرأتها في الأدب العربي رد مصطفى صادق الرافعي على العقاد، والعقاد أقرب إلى عقلي، ولكن الرافعي أقرب إلى قلبي، إلا أن الرافعي في كتابه (على السفود)، والسفود: هو الحديدة يُشْوى بها اللحم، ويُسمِّيها العامَّة: السِّيخ. يقول الرافعي:
وللسفود نار لو تلقّت بجاحِمها حديداً ظُنَّ شحماً
ويشوي الصخر يتركه رماداً فكيف وقد رميتك فيه لحماً
لا شك أن هذا الكلام صعب جدًّا، ولذلك ذكر الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى أن الرافعي لم يطبع الكتاب مرة أخرى، فلعله ندم على كتابته بهذه الطريقة.
وأصعب منه كتاب (المسامير) لعبد الله النديم، الذي رد فيه على أبي الهدى الصيادي، الذي كان قريباً من مجالس السلطان عبد الحميد، وهذا الكتاب فيه من السب، والشتم ما يستحى من ذكره.
إذن لا بد من أن نلزم العواطف بنظرات العقول، فهذا هو التحدي الكبير.
- ليس من الصواب الظن بأن كل أمر يجب أن ينتهي فيه الناس إلى نهاية واحد، بل الناس كما حكى عنهم ربهم تعالى: {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك}، فالاختلاف قدر لا حيلة في دفعه، وقد جرت سنة الله أن يختلف الأنبياء، داود وسليمان، موسى ومحمد، موسى والخضر،…إلى آخر ما قال.
- من المسلّم به أن المرء إذا زل أو أخطأ، ثم ظهر له صواب راجعه، فالحق قديم كما قال عمر، والشجاعة الأدبية تتطلب أن يوضح المرء موقفه في اللحظة المناسبة، وباللغة المناسبة، والرجوع إلى الحق لا يزيد المرء إلا رفعة عند من يعقلون.
قلتُ: وهنا يتجلى الفرق بين المكابر، والذي يصد عن الحقيقة، ويريد أن يفرض رأيه على الآخرين، وبين من يكتب ويخطئ، لكن عنده قابلية تنمية ذاته من قبل الآخرين.
ثم يذكر الشيخ سلمان كلمة جميلة فيقول: إن من الصدق أن أقول لكم: إنني أكن الاحترام لكل من خالفني، كما أكنه لكل من وافقني، وأقدّر حتى أولئك الذين يشتدون أو يقسون؛ لأن دافعهم هو الغيرة غالباً، وهم إن تلطفوا أهل للشكر، لأنهم يساعدوننا في الوصول إلى الحقيقة، وإن أغلظوا يستحقون الشكر أيضاً؛ لأنهم يدربوننا على الصب والمصابرة.
قلتُ:
هذا كلام غاية في الروعة، فالحياة تربية، كيف تستفيد من خصمك، أو كيف تستفيد ممن انتقدك، فقد يمنحك أشياء لم تخطر لك على بال، فالشيخ يشكر الذين قسوا عليه، فيقول: كم أنا مدين لأقلام طريرة كحد السيف علمتني كيف أمضي في طريقي مبتسماً، هادئاً، مستعداً لأقتبس منها، كما أقتبس من غيرها، متجاوزًا ما زلت به عباراتها؛ لأنني المنتفع الأعظم من كل ما قالوه، ثم يعذرهم فيقول: وما قالوا ذلك إلا لأنهم كانوا ينشدون الحق.
فأنت عندما تشعر أن الذي ينتقدك صادق، وينشد الحق، ولكن خانه الأسلوب، فهذا يختلف تماماً عن الحاقد الذي لا يريد من وراء نقده إلا الإسقاط والتشويه.
فهذا الكتاب: شكراً أيها الأعداء، كتاب فكري تربوي، نحتاجه في زمن الرد، والرد على الرد، ثم الرد على الرد على الرد، في هذا السجال الذي لا ينتهي، والذي طفح في الساحة الفضائية، وفي الإنترنت، وفي وسائل التواصل، حتى بات الإنسان يسمع النقد، والتجريح، والردود أكثر من ذكر الملامح الإيجابية.
الكتاب الخامس: فنجان من التخطيط.
العنوان طريف، وهو من تأليف الأستاذ عبد الله عيد العتيبي.
يقول عنه كاتبه: شرح مبسط، وعميق، وشامل، لمهارات التخطيط الشخصي، يساعدك الكتاب باحترافية عالية وأسلوب شيق على الانتقال من وضعك الحالي، إلى ما تطمح بالوصول إليه عبر سبع محطات أساسية.
قلتُ: وهو كذلك لأنه مبسط ومدعم بالصور، ويحتوي على بستان من الكلمات التي يرصع بها الفصول، من شتى الثقافات العربية، والإسلامية، والعالمية، التي تشهد لها الفطرة، ويقرها العقل، ويصدقها الواقع.
أما المحطات السبع التي تساعدك على وضع خطواتك الصحيحة في قضية التخطيط لحياتك فهي:
الأولى: الاستعداد: تجيب فيها عن السؤال السهل الصعب: من أنا؟ ما نمط شخصيتي؟ ما لها وما عليها، وذلك من خلال القيام برحلة داخلية تشمع أربع مراحل ضرورية، هي اكتشاف، وتقييم، وتقويم، وتقدير الذات.
الثانية: البواعث: تعرفك عبر منهج واضح على بواعثك العميقة، ومنظومتك القيمية، والمبادئ التي تسيرك في حياتك، فكل إنسان عنده قيم وبواعث.
الثالثة: المسارات: إن الإنسان يجد نفسه مضطراً للعمل من خلال عدة أدوار، ومجالات، وهذه الأدوار والمجالات يجب التعامل معها على أساس أنها متداخلة، ومترابطة، لا منفصلة بعضها عن بعض.
فالشخص يمارس دور الابن، ودور الوالد، ودور الزوج، ودور المثقف، ودور الصديق، ودور زميل العمل، وهكذا…
الرابعة: الوجهة: ما رسالتك في الحياة، ومهمتك التي تريد أن تمارسها؟ ما أحلامك ورؤاك القادمة؟ ما رؤيتك التي تتمنى أن تراها كفلق الصبح، وتتمنى أن تجدها واقعاً فجر يوم ما؟
الخامسة: الانطلاق: أين أنا الآن؟ من أين سأنطلق نحو طموحاتي؟
السادسة: السعي: السعي الدؤوب في طريقك الوحيد لتحقيق رسالتك ورؤيتك، من خلال تحويلها إلى خطط عملية سهلة، وبرامج مكتوبة.
السابعة: الارتقاء: كيف سأعرف أنني حققت ما أصبو إليه؟
ملاحظة: إذا أحب الشيخ ذكر قصة الياباني فمن الأفضل أن تذكر من الكتاب بنصها.
(أنا استوقفتني قصة شهامة ياباني الذي كتبها صديق الأستاذ عبد الله عيد العتيبي أيضاً يشتغل في شركة النفط، مواطن كويتي كان يدرس في أمريكا حصل الغزو وهو هناك، لكن هذا المواطن أخطأ قبل الغزو خطأ فني، ما هو الخطأ؟ وما علاقته بالياباني؟ وما هي الورطة؟ وما هو دور السعودي؟
كل هذا بعد الفاصل ان شاء الله
شهامة ياباني، شاب كويتي مبتعث من شركة الزيت الكويتية متخصص هندسة ميكانيكية، وهو هناك يدرس في أمريكا سحب الفصل الدراسي الصيفي الذي حصل فيه غزو للكويت من قبل العراق سحب الفصل بأي نية؟ بنية أنه يوفر متعة لنفسه في هذا الصيف ثم ينتقل لأساتذة آخرين مع بداية السنة، يعني غير المدرسين لأنه مش مرتاح، وفي نفس الوقت أنا في الصيف موجود في أمريكا خليني آخذها سياحة من وراء المكتب، يقول: وهذا خطأ أنا وقعت به، يقول: حصل الغزو الكويتي وأنا واخد سحب المادة فهنا ذهبت إلى مكتب المسؤول عن متابعة الطلبة المبتعثين فاكتشوا أني لست مسجل بالصيفي، إذن كونك لست مسجل بالصيفي إذن أنت ما يمشي لك معاش، توقف البعثة لأن البعثة لمن هو مسجل فتورط، أثناء هذه المعلومة جاء الغزو حصلت له ورطة، ورطة عدم وجود معاش، وغربة، ولم يكن توجد موبايلات، وبعدين الوجود في بلد براجماتي، بلد يعتمد على التعاقد أكثر من التراحم في قضية النظر للآخرين، فقام اتصل بالمكتب الثقافي للسفارة الكويتية، أيضاً قالوا: والله اسمح لنا نحن مهتمين في الطلبة المبتعثين، والطلبة الذين يدرسون على حسابهم كون اتورطوا مالياً بعد الغزو نحن نتكفل فيهم أما أنت فليس لك دخل فينا، يقول: فجلست حائراً بين المكتبين: المكتب الخاص بالإبتعاث ومكتب السفارة الكويتية، ماذا أصنع؟ تأخرت في دفع إيجار الشقة وفي دفع مستحقات الناس، فذهبت إلى بيتي وإذا بعفش البيت محطوط برة، فهذا مجتمع يتعامل بالسنتيمتر مجتمعات تعاقدية، المهم يقول: وجدت الأغراض برة فجلست على الأغراض، وبينما أنا أتأمل وإذا بشاحنة تأتي من بعيد تقترب وتقترب حتى وقف وقفز منها شاب ياباني رحب بي أهلاً بيك، وإذا به طالب يدرس معي فقال: ﻻ عليك بعد أن عرف أن بلدي غزي فقال: تعال وحمل عفش بيتي في الشاحنة الذي أجرها وذهبنا إلى منزله وقال: أنت عندي إن شاء الله ساكن، وأنا سأدفع رسوم الدراسة عنك، وأنت ساعدني لي نفسك بأن تبحث لك عن عمل حتى أعتبر أن العطاء الذي أصرفه عليك ورسومك سلفة من أجل أن تكمل دراستك، المهم يقول: أنا نمك تفكير حياتي تغير من علاقة هذا الياباني، وتضحيته، ومساعدته التلقائية من غير أي مقابل وصبره هليا، فقال: بحثت عن عمل، واشتغلت كمساعد لأستاذ دكتور في الجامعة الذي أخذت عنده درجة عالية فساعدته في الصباح كمساعد، وفي المساء اشتغلت في المطعم أغسل الأواني، والعمل ليس عيباً إنما العيب أن يجلس الإنسان عن العمل، مرت الأشهر وﻻ حل لموضوع البعثة ﻻ من قبل المكتب وﻻ من قبل السفارة، يقول: حتى أتى يوم من الأيام أخبرني العاملون في المطعم أنه جائتي شخص وحط رقم تليفونه عند المطعم وقال: الشاب الكويتي يتصل علي، فاتصلت عليه وإذا به صديق طالب سعودي يطمئن علي، فقلت له: أنا ﻻ أريد شيء، وإنما أريد منك أن تساعدني في البحث عن مسؤول مكتب الإبتعاث الكويتي أين أجده؟ وكيف أصل إليه؟ فقال: أبشر وكلها يومين ويحصل رقم المسؤول، فاتصل الشاب الكويتي بالمسؤول عن الإبتعاث وقص له قصته، فقال: سمعت عن قصتك، وأنا أتأسف لك، واعتبرني أخوك أو أبوك، وإذا تريد ترجع البلد الآن أرجعك، تريد تأجل الدراسة أجلها، فقال له الطالب: بس أريد حقوقي، فقال له المسؤول: من باكر حقوقك سترجع لك بأثر رجعي، وبالفعل ثاني يوم رجعت الحقوق بأثر رجعي، فذهبت إلى الياباني الشهم، ورردت عليه كل ما استلفته منه، وكل الرسوم التي دفعها عني في هذه اللحظة، يقول: لم يتغير هذا الياباني أثناء سكني عنده، ولم أشعر بندم على قرارات هو اتخذها، ولم يشعرني بغرابة أبداً، فشكرت له هذا السلوك وقلت: كم كان هذا الإنسان رائعاً، مضت الأيام ورجعت إلى البلد، وإذا به تزوج ودعاني لكي أذهب إلى اليابان لحضور زواجه لكن الظروف أعاقتني فدعوته بتذكرة خاصة هو وزوجته ليتمتع بالكويت لكن زوجته فيها صدمة قالت: إن هذه الدول كلها حروب، وغزو، وحرب، ﻻ خليني بعيد خاصة بعد تجربة الكويت والعراق عندها صورة ذهنية صعبة فقال: خلاص إذن دبي ففعلاً حجزت لهم دبي، وذهبوا إلى دبي، والتقيت به هناك، وفرحت بزواجه، وجددت له الشكر.
نستفيد من هذه القصة التي ذكرها الدكتور عبد الله عيد في كتابه فنجان من التخطيط، نستفيد أن القيم الإنسانية موجودة عامة ليس معنى ذلك كما قلت أنه حتى لو لم يؤمن بالله ليس عنده قيم، الرسول عندما قال: (إنما بعثت لأتتم مكارم الأخلاق)، يجب أن نشكر كل من أحسن إلينا، وجاء المؤلف بكلمة لأحد المدربين الكبار بأن الأمور الصعبة تكون ربما ليس من اختيارك، لكن الأمور التي فيها إنجاز هي التي من اختيارك فيجب أن تتحرك للإنجاز.
نحن نشكر كل القيم ونعززها من أي مكان جاءت؛ لأن اﻻنسان يجب أن يقدم خدمة لأخيه الإنسان، فاختلاف الأديان ﻻ يعني عدم المساعدة بالعكس أنت إنسان ساعد أخيك الإنسان، قال صلى الله عليه وآله وسلم: من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل، سواء كان أخاً في العقيدة أو كان أخاً في الإنسانية.)