لتجربة الأجواء المثيرة للمراهنة الرياضية والإثارة في ألعاب الكازينو عبر الإنترنت، ما عليك سوى التسجيل وبدء اللعب لدى شركة المراهنات Mostbet في المغرب . تعال لتستمتع باحتمالات عالية والعديد من المكافآت والعروض الترويجية والرهانات المجانية واللفات المجانية. سنمنحك نسبة 100% على إيداعك الأول، ولدينا أيضًا تطبيق ممتاز للهاتف المحمول!
وياكم 2013

وياكم 2013 الحلقة الثانية والعشرون سينما

 (سينما)

ما إن تسمع هذه الكلمة حتى يذهب ذهنك مباشرة إلى الفيلم، ودور العرض العالمية كهوليوود وغيرها، وهي ما يعبّر عنها بالقوة الناعمة، فما بالك إذا أغرقت الحياة بالأفلام على مدار الساعة، ويضاف إلى ذلك التنافس في الإخراج، والعبقرية، والإبداع، في هذه الصورة الأخّاذة، الجاذبة، الساحرة في حياتنا؟!!

في معجم علم النفس، يوجد مصطلح يطلق عليه: التوحد! ليس هو التوحد المرضي….

كلاّ …

وإنما هو توحّد خاص بعلم النفس، وهو غير المحاكاة والتقليد…

الممثل على المسرح يقلّد ويحاول محاكاة الآخرين، وتقمص شخصياتهم بطريقة احترافية…

بينما الذي يتوحّد فإنه عندما يشاهد فيلماً من الأفلام، فإنه يتداخل في تلك الشخصية، ويحل محله، ولذلك فكثير من الناس عندما يشاهدون الأفلام، هم يعلمون في قرارة أنفسهم أنها تمثيل، وكذب، ولا أساس لها من الصحة، ومع ذلك تجدهم يتأثرون جدًّا بالمشاهد، والأحداث، فيبكون مع بكائهم، ويحزنون مع حزنهم، ويفرحون بانتصارهم، بل ربما ﻻ ينامون من القلق الذي أحدثه لهم فيلم الرعب، أو فيلم الدم.

ما هذا التأثير المرعب؟!

إنها الأفلام …

الإنسان عندما يستقي قناعاته في الحياة، فإنه يستقيها من عدة مغذيات أو مصادر:

المصدر الأول: المصدر الذاتي، أو ما يعرف بالانطباعات الشخصية.

المصدر الثاني: الإحصائيات. من الذي يصل للإحصائيات؟

المصدر الثالث: وهو المؤثر الأكثر وهو الأفلام، والصورة التليفزيونية.

ونحن حديثنا عن المصدر الثالث، ومدى أهميته، وتأثيره في الواقع الذي نعيشه.

إنه (الفيلم).

وسيكون كلامنا ليس نسجاً من الخيال، أو ضرباً من التخرص، والتخمين، وإنما من خلال حقائق ثابتة، ومعطيات واقعية، استفدناها من لقائنا مع الكاتب والمنتج والمخرج السينمائي الخبير الأستاذ فاروق عبد العزيز، وهو رجل له تاريخه الحافل، ومسيرته الطويلة في هذا المجال، من خلال إنتاجه فيلماً عن الإعجاز العلمي في القرآن، ليس كتاباً، وﻻ محاضرة، وﻻ مناظرة، ولكن فيلماً، قام به، وأنتجه، وأسماه: (أبواب السماء)، وقد عرض في أماكن كثيرة، وحاز على رضا وإعجاب وتأثير الكثيرين، وكان لنا معه هذا الحوار…

سألته في البداية قائلاً: وأنا أشاهد هذا الفيلم خطر على ذهني سؤال يقول: ماذا يمكن أن يؤثر هذا الفيلم الرائع الجميل اليتيم في ظل طوفان من الأفلام الغربية سنوياً، التي ليس لها همّ إﻻ تشويه الإسلام وصورة المسلمين؟

فأجابني قائلاً:

بالتأكيد هذا ﻻ يؤثر أمام ذلك الطوفان الهادر، لأننا نحن المسلمين بدأنا في إدراك أهمية الإعلام في وقت متأخر جدًّا، فنحن متأخرين بحوالي 100 عام تقريباً، ومع ذلك فلا بد من البداية، ولو جاء ذلك متأخراً، وكما يقال: أن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي، فبدأتُ في إنتاج هذه الأفلام، وقد سبقني في هذا المجال تجارب لشباب آخرين في الثمانينات، بل وتجارب من قبل ذلك، وما بعدها، لكنها كانت تجارب محدودة النطاق، محدودة التكنولوجيا، ومنذ سنة 2008 أنتجتُ ما يقارب تسعة أفلام، بالاستعانة بمساهمات من أوقاف أهلية، ومازلنا مستمرين، باعتقادي أننا من هذا المنظور لو اشتغلنا على مدى 10 سنوات أيضاً فسيصبح عندنا رصيد أكبر بكثير كما كنا نحلم به عندما بدأنا عملنا هذا.

قلت له: وهل توافقني أنه ﻻ توجد دراسة موضوعية لرصد الأثر الإيجابي والفعال لهذه الأفلام كأدوات؟

فقال: أوافقك تماماً، فلا توجد دراسة إلى اليوم لرصد تأثير هذه الأفلام؛ والسبب في ذلك قلة هذه الأفلام وندرتها، وبالتالي ﻻ أحد يعلم إلى أين تصل، ولا كيف تؤثر، ولكنني من خلال تجاربي الشخصية أستطيع أن أجيب على ذلك، فعندما قمت بإنتاج الفيلمين الأولين: فيلم (موريس والفرعون)، و(من الكون الصغير إلى الكون الكبير)، وبمجرد وضع إعلان على اليوتيوب يتضمن مقدمة وإعلاناً عن الفيلمين، وصلتني كمية إيميلات جيدة من غربيين، أذكر منهم شخص إيطالي، يعيش في السويد، ظلّ يتراسل معي بشكل مستمر، ويسأل عن الإسلام.

فهذا واحد من المؤثرات لمثل هذه الأفلام.

ثم إننا قمنا بعمل دراسة في حدود محدودة للفيلم على قناتي في اليوتيوب بعد رفعه عليها لمدة يمين فقط، السبت والأحد، فجاء النتائج مذهلة لنا! حيث بلغ عدد المشاهدين الذين شاهدوا الفيلم كاملاً 33 ألفاً وزيادة، وأما الذين لم يستكملوا مشاهدته كاملاً فبلغ عددهم ثلاثة مليون، و800 ألف تقريباً، وبعضهم يتصل بنا، وبعضهم يكتب تعليقات رائعة على القناة نفسها، وهذا يعني أن هناك حب استطلاع لدى كمية كبيرة من المشاهدين، عندما يجدوا فيلماً له علاقة بين القرآن والعلم، ولذلك فنحن نعمل الآن على خطة سنوية لنرى من خلالها في نهاية العام عدد الأشخاص الذين شاهدوه إن شاء الله.

قلت له: في مجال البرامج التليفزيونية التي تخص الإعجاز العلمي والقرآني نحن نذكر مثلاً الأستاذ مصطفى محمود، الأبرز في هذا المجال، وقد جاء بعده أسماء كثيرة، والسؤال: أنت لم تقدم للجمهور برنامجاً، وإنما فيلماً، فهل هنالك فارق إضافة؟

 فأجاب: هناك فارق جوهري بين الفيلم وبين البرنامج، مع أن رسالة البرنامج ﻻ تزال هي نفسها رسالة الفيلم.

فالبرنامج يكون فيه متحدث، وقد يستعين ببعض المواد البصرية، إن تيسرت؛ لتأكيد نقطة معينة، كما كان يفعل الأستاذ مصطفى محمود رحمه الله تعالى في برنامج: العلم والإيمان، ومجرد عنوان برنامجه يعتبر دعوة ﻻستخدام العلم في سبيل تعميق الإيمان، أو الوصول إلى مفاتيح الإيمان.

أما الفيلم الوثائقي: فقد يحتوي على ما بين عشرة آلاف و12000 صدمة بصرية، ففيه إمكانية للطاقة البصرية أكثر، مع إمكانية الموسيقا التي تؤلف، فقد استعنتُ بمؤلف موسيقي خاص في الموسيقا التصويرية في الفيلمين الأوليين، والذي أقصده أن قوة تأثير الفيلم على المدى البعيد هي الأقوى، وهي الأدوم، بينما البرنامج دائماً ما يكون مرتبطاً بموسم معين، وتأثيره يكون مرتبطاً بهذا الموسم، كموسم رمضان مثلاً، وهذا ليس تقليلاً من شأن البرنامج ودوره، بل على العكس فالبرنامج يتخاطب مع المشاهدين في بيوتهم مباشرة، ويحقق نجاحاً، ويصيب نجاحاً في هذا الاتجاه، لكن الفيلم الوثائقي يبقى له عنصر الديمومة، فهناك أفلام وثائقية ما زلنا نشاهدها إلى الآن، مع أنها أنتجت في الثلاثينيات، والأربعينيات، والخمسينيات، ولا تزال لها قيمتها، محتفظة بها إلى اليوم.

قلتُ:  الكلام جميل، ومقنع،  وأنا أدعو المختصين من أهل السينما والإعلام، والمهتمين في هذا الشأن أن يتابعوا معنا، ويشاركونا الهم، فأنا أول ما سمعت كلمة محرقة في أجواء الإعلام لم أفهمها، ثم عرفت من خلال الممارسة أن الإعلام محرقة، ماذا يعني ذلك؟؟ يعني أن يجلس الإنسان يعد برنامجاً، ويعمل دراسة، ويسافر ويأتي، ويعمل تقريراً لساعة، أو ساعة إﻻ ربع، أو نصف ساعة، فيها عشرات المشاهد والبحوث والعلوم، ثم تعرض في ليلة أو نهار، ثم هناك من يشاهدها، وهناك من لم يشاهدها، وإذا أعيدت الحلقة، قالوا: الموضوع قديم ومُعاد!!!!

أموال، وجهود، وسهر، وتعب، ومونتاج، وغيره، ومع ذلك تتبخر كل هذه الجهود في لحظة واحدة، في ظل طوفان متنافس من الإعلام.

ولما يأتي الإعلام ويصب في جانب السينما، ويصب في جانب الأفلام الوثائقية، يكون الموضوع صعباً للغاية، ولما تكون أفلاماً وثائقية، تجمع بين الدين والعلم يكون الموضوع أصعب وأصعب.

وهذا ما يحسب لأمثال هؤلاء المخرجين لهذه الأفلام.

ثم قلتُ: هنالك رجل فرنسي اهتممت به اهتماما ﻻفتاً، وهو الدكتور الطبيب موريس بوكاي، وأنتجتَ عنه فيلمين، الأول: (موريس والفرعون)، والثاني: (من الكون الأصغر إلى الكون الأكبر)، ما سر اهتمام الأستاذ فاروق عبد العزيز بالطبيب الفرنسي موريس بوكاي؟

فقال: لأنني عندي غرام بعمل موريس بوكاي، ولذلك فأنا أعمل الآن على إنتاج فيلم بعنوان: (نفثة الحياة)، وهو يكمل ثلاثية الأفلام التي أنتجها عن موريس بوكاي، و هذا الفيلم يتناول جوانب من نشأة الكون، وحفظ الأرض، وأن السماء محفوظة، كما يتناول جوانب أخرى منها العناكب، والنحل، في القرآن، ومنها أيضاً دراسة تراث بوكاي.


 

قلتُ له: حبذا لو أعطيتنا فكرة سريعة عن موريس بوكاي، من يكون؟

فقال: موريس بوكاي هو طبيب فرنسي، متخصص في الأمعاء، ولد سنة 1920، ودرس في مدارس كاثوليكية طول حياته، وتخرج من الجامعة، وظل مؤمناً بكاثوليكيته، ملتزماً بإيمانه، كما أبلغني بذلك صديقه الأب ميشيل لونو، عندما سجلت معه لقاءً للفيلمين في باريس في 2008 و 2009، والتقى بمرضى مسلمين في الستينيات، وفي مطلع السبعينيات، وهؤﻻء المرضى كان يناقشهم في دينهم من وقت لآخر، وكانت معلومات جيدة عن الإسلام، وأن هناك شخصاً اسمه محمد، وهو من الجزيرة العربية، وقد أخذ من التوراة و الإنجيل بعض القصص المتشابهة، وألّف كتاباً!!

فقلتُ: هذا هو السائد في ثقافتهم؟

فقال: تماماً؛ ومن ضمن الذين التقى بهم شخصيات رفيعة المستوى، كالرئيس المصري الراحل أنور السادات، وكذلك الملك فيصل، وغيرهم، ونصحوه بأن يقرأ القرآن بالعربية، لأنه لو فعل ذلك لوجد قرآناً آخر غير الذي يقرأه، فقرر أن يترك العيادة، وعاد إلى الجامعة؛ ليدرس اللغة العربية ثلاث سنوات، حتى أتقنها، ولما قرأ القرآن، قال: لقد فوجئتُ بكتاب لم أقرأه من قبل، وأنه وحي إلهي، وتأكدتُ من صدق الوحي الإلهي عندما شاهدتُ فيه إشارات علمية أثبتها العلم اليوم، بينما القرآن أنزل منذ 1400 عام، وبعد ذلك أصبح يشارك في مؤتمرات الإعجاز العلمي، وأصبح يتردد على العالم العربي بكثرة، وألّف كتاباً عام 1976، بعنوان: التوراة والإنجيل والقرآن والعلم الحديث، قرأتُ مقتطفات منه وأنا صغير في سنة 1977، وفي عام 2008 قرأتُ الكتاب كاملاً، وهذا الكتاب بيع منه 15 مليون نسخة في العالم، وله أكثر من ترجمة، إلا أن ترجمة دار المعارف هي الترجمة الموثوق بها، التي نشرت في عام 77 بعد صدور الكتاب بشهور قلائل، لأنه كان في القاهرة وقتها، وأعلن في القاهرة أنه ألّف كتاباً بهذا العنوان، فاهتمت به دار المعارف، وترجموا الكتاب.

وجاء بعده الشيخ الزنداني، وجاءت هيئة الإعجاز العلمي بسبب هذا الكتاب، فكان تأثير كتابه هائلاً، حتى أنني وضعتُ في الفيلم الأخير الذي أنتجته في مطلع هذا العام مقطعاً لفتاة بريطانية تقول: إنني أسلمت بسبب كتاب موريس بوكاي، فهل بعد هذا كله تتخيل أنني ﻻ أهتم به؟!!

قلتُ: دعنا نرجع إلى الفيلم الذي شاهدتُه (أبواب السماء)، هذا الفيلم يصب في مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ماذا تقول لمن لم يشاهد الفيلم؟

 

فقال: أنا أختصر الفيلم بأنه يتحدث عن أربع كلمات في القرآن الكريم، الكلمتين الأوليتين في الآيه 30 من سورة الأنبياء، في قوله تعالى: {أولم يرى الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما} هاتان الكلمتان: (الرتق)، و(الفتق)، وعندنا الآيتان في سورة الذاريات، الآية 7: {والسماء ذات الحبك}، والآية 41: {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون}، فكلمة (لموسعون)، و(الحبك)، و(الرتق)، و(الفتق)، أربع كلمات كنّ السبب المباشر لعملي في هذا المشروع.

قلتُ: في فيلمك (أبواب السماء)، اخترتَ المتحدث الرئيسي فيه ريتشارد بارلي، الإنجليزي البريطاني، ما السر وراء ذلك؟

فأجاب: ريتشارد بالي هو رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة بريطانيا، وهو شخص له قصة طريفة ذكرها لي بعد أن تعرفتُ عليه مباشرة، حيث ذكر أنه تخرج من جامعة(…..)، في بريطانيا، ودرس الجيولوجيا، ثم درس بعد ذلك الفيزياء، وخرج للحياة العامة ليعمل مدرساً، ووجد أن المال الذي يتقاضاه من مهنة التدريس ﻻ يكفيه، فأشار عليه أحدهم أن يلتحق بجهاز الشرطة، فإنه سيحصل راتباً أفضل، فتحول للعمل في الشرطة، وما إن عمل في جهاز الشرطة حتي وقعت واقعة سلمان رشدي سنة 1989، وكتابه: (آيات شيطانية)، وحينها ثار المسلمون في بريطانيا، فكان عليه أن يستجوب بعض الذين يتم القبض عليهم، ليس بتهمة التظاهر، وإنما بتهمة تعطيل المرور، فكان يسألهم: لماذا أنتم ثائرون هكذا؟! فيجيبونه أنه يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم بسوء، وأن هذا نبينا. فسألهم: من أنتم، ومن أي دين؟ هل أنتم براهمة، أم هندوس؟ يقول: لم أكن أعلم عن الإسلام شيئاً! فقالوا له: بل نحن مسلمون، والإسلام يدعو إلى كذا وكذا. فيقول: ولأنني ضابط شرطة فالواجب عليّ أن أكون على اطلاع  إجمالي على شريحة من المجتمع البريطاني، وهو المسلمون. فذهب إلى المكتبة، وسأل عن أي كتاب يتحدث عن الإسلام، فأخبره الموظف بوجود طلبه، وأنه يوجد كتاب يتكلم عن الإسلام، ألا وهو: القرآن! فأعطاه ترجمة لمعاني القرآن، ليوسف علي، وكان محظوظاً أن وجد ترجمة ليوسف علي، لأن ترجمة يوسف علي تركز على الإشارات العلمية، يقول: لما قرأت الآية 30 من سورة الأنبياء:{أولم يرى الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما}، قال: هذه نظرية الانفجار العظيم التي نعرفها، فهل يعقل أن يذكرها شخص ألّف كتاباً من 1400 سنة؟!! فبدأ يقرأ في القرآن مرة أخرى، فوجد:{والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون}، فقال: أنا درستُ فيزياء التوسع الكوني، وهذه الآية تدل عليها، ثم قرأ بعدها في سورة النبأ الآية المتعلقة بالجبال:{ألم نجعل الأرض مهاداً والجبال أوتاداً}، وهو رجل درس علم الجيولوجيا أربع سنوات، فقال: من يعلم أن الجبال ممتدة في باطن الأرض، في امتدادات قارية، وليست جبلاً منفصلاً على سطح الأرض؟!!! عند ذلك أعلن الرجل إسلامه.

فقلت: ﻻ بد أن أعثر على هذا الرجل، فجلستُ ما يقارب الستة أشهر أطارده، لأحصل على رقم هاتفه، فكان ذلك شبه مستحيل، فقام بعض الأصدقاء بتأمين عنوانه الإلكتروني، فراسلته أكثر من مرة، حتى  رد عليّ في نهاية المطاف، وأخبرني أن المانع عنده من الرد عليّ بسبب الاستفصال عني أمنياً!!

فالتقيته، وسجلت معه لقاء لمدة ساعتين، ثم اخترته ليكون المتحدث الرئيسي في الفيلم.

قلتُ: لا شك أن الراصدين والمفكرين ودارسي التأثير الإعلامي يقولون: إن هوليوود أكبر مؤسسة ثقافية معرفية لتشكيل العقول والأذواق، والتأثير بالمفاهيم والأفكار عبر التاريخ كله، فالتحدي أمامنا اليوم في ظل هذه الوسيلة الفعالة المؤثرة، والتي تتصدر التغيير والتأثير، هو أننا كيف لنا أن نعرض بضاعتنا على الناس، وما هي الطريقة التي من خلالها نستطيع إيصال رسالتنا للعالم؟!!

ثم سألته فقلت: أنت عرضت هذا الفيلم مجاناً، وفي دور عرض سينمائية كثيرة، وفي الجامعات، لعرب ولغير العرب، والسؤال: ما هي العقلية التي تستهدفها، وما هو الدين الذي تستهدفه، هل هم المسلمون أم يوجد غيرهم، وهل هم أجانب، أو عرب خاصة؟

فقال: في العادة أنا أنتج الأفلام بلغتين أصليتين، نسخة غير مترجمة، ونسخة ناطقة بالإنجليزية، ونسخة ناطقة بالعربية، وبنفس اللكنة، أما الجمهور المستهدف فأنا أعتقد أن شباب المسلمين هم أول جمهور مستهدف بهذه الأفلام؛ لأن هؤﻻء الشباب عندما ألتقي بهم في دواوين شبابية خاصة، أو في سفرات، أو في بلدان أخرى، كمصر وغيرها، فإنني أشعر بمدى حاجة هؤلاء الشباب لتدعيم الإيمان، واليقين، خصوصاً في ظل الانفتاح المعلوماتي الكبير، والدخول في نقاشات في أمور الدين، والإيمان، ووجود الله سبحانه وتعالى، فهذه الأفلام هي أقوى دليل في يد الشاب المسلم لزيادة يقينه بالله تعالى، وبدينه، فأنا أعتبر هذه الأفلام نوعاً من الذكر، ونوعاً من التدبر، يحتاجه الشاب المسلم أكثر من غيره. أما غير المسلم فقد وجدنا أن البعض منهم يسلم نتيجة إشارات علمية في القرآن الكريم، تخيل أنه يهجر دينه، أو يهجر اللادين الذي يعيشه، أو حالة الشك التي يعيشها، ويلتحق بالإسلام بسبب إشارة علمية في القرآن الكريم!!

قلتُ: تعني أن الإشارة العلمية تكون المفتاح للإسلام؟

فقال: بالطبع، فقد تكون هي المفتاح للإسلام، خاصة أنني أتبنى أسلوباً واضحاً جداً، وهو أن أفلامي هي أفلام علمية، تتوسل بالعلم لفهم وتفسير بعض الكلمات في القرآن الكريم.

فقلتُ: أعذرني على هذا السؤال الذي قد يكون محرجاً: هل تواصلتَ مع مؤسسات علمية، أو مراكز ثقافية علمية، ليست عربية، أو ليست مسلمة، تكون محايدة؟

فقال: في الحقيقة أنا ﻻ أفعل ذلك، مع أن الشيخ الزنداني كان يدعو بعض العلماء، ويعطيهم آيات، ويقول لهم: ابحثوا هذه الآيات من منظور علمي، أما أنا فأبحث عن المعلومة من مصادرها العلمية الكاملة، وأنفق وقتاً لكي أفهمها، وأبسطها للمشاهد فيما بعد، وأرجع إلى كلام العرب لفهم معنى الكلمة، ومدلولاتها في اللغة العربية، كي ﻻ أقع في الخطأ، فمثلاً: ما معنى كلمة الحبك؟ ما هو الفتق؟ وما هو الرتق؟ وهكذا.

قلت: مثل هذا الفيلم هل تقبل مؤسسات ضخمة غربية بعرضه؟

فقال: لقد عرض فيلم بوكاي الأول في أمريكا في محفل إسلامي، في مؤتمر أثينا، الذي نظمته الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، ويحضره 60 ألف شخص مسلم وغير مسلم.

وقد قمتُ بالاتصال على شركات غربية، لعرض هذه الأفلام من خلال قنواتهم الخاصة، فقابلوا ذلك بالرفض، لأنهم يرون أن في ذلك دعاية للإسلام!

 

 

قلت: هل تعاملت مع الـ BBC ؟

فقال: نعم تعاملت مع الـ BBC  في مشروعات غير إسلامية، وهناك مشروع معها في طريقه للظهور، له علاقة بالإسلام.

قلت: هل معنى ذلك أنه يمكن في ظل وجود خدمة الدين وشرحه، من مواعظ، وفتاوى، وقرآن، وتفسير، من خلال قنوات إسلامية شرعية، هل يمكن أن تكون هناك قنوات أفلام إسلامية توثيقية كالذي تعرضه أنت؟

فأجاب: هذا هو ما أرجوه، وهذا ما أحلم به، وهو ما أدعو إليه المستثمرين، فنحن إذا استطعنا أن نعرض أفلاماً في قناة مرتفعة المستوى، ومستوى الإنتاج فيها مرتفع، ويماثل القنوات الغربية، وبلغة أو لغتين، أو أكثر، فإننا نستطيع بذلك أن نصل إلى العالم بشكل أكثر، وكما ذكرتُ فإن الناس تسلم لسماعها تفسير آية، أو آيتين، فلماذا ﻻ نهتم بهذا الجانب اهتماماً شديداً، فموضوع الإشارات العلمية في القرآن الكريم هو أحد أهم الأسس الدعوية الآن.

كان ذلك هو ختم لقائنا مع الأستاذ فاروق عبد العزيز، المنتج والمخرج السينيمائي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى