أخبار

بنغلاديش … لماذا تعتدي الشرطة المسلمة على لاجئي الروهينغا؟

دولة مجاورة يغلب عليها الإسلام، هكذا شكّلت بنغلاديش طوق النجاة الوحيد لمسلمي الروهينغا المقهورين بميانمار الهندوسية، والتي تذيقهم أصنافًا لا تنتهي من العذاب، إلا أن هذا الملاذ لم يكن آمنًا بما يكفي؛ لأن بنغلاديش كانت -وما تزال- دولةً فقيرةً، تعاني من التضخم السكاني كسابع أكبر تعداد بالعالم، وعلى الرغم من سيطرة المسلمين على هذا التعداد بنسبة 86%، فإن دستور الدولة ينص أنها دولة علمانية.

في أرض كتلك، وقعت مسؤولية حماية مخيمات اللاجئين الروهينغا على عاتق كتيبة الشرطة المسلحة بالبلاد، أو ما تُعرف بـ APBn، إلا أن هذه الحماية بدت مشوبةً بالريبة والشكوك؛ إذ كشف تقرير ميداني لمؤسسة هيومان رايتس ووتش عن وجود ممارسات استغلالية تقوم بها كتيبة الشرطة الحامية تلك بحق اللاجئين.

فقد أفاد اللاجئون، والعاملون في المجال الإنساني، أن السلامة قد تدهورت تحت إشراف APBn بسبب زيادة انتهاكات الشرطة، بالإضافة إلى النشاط الإجرامي. كما يزعم بعض اللاجئين وجود تواطؤ كبير بين ضباط APBn والجماعات المسلحة والعصابات العاملة في المخيمات.

وقد صرحت شاينا باوشنر قائلةً إن: “الانتهاكات التي ارتكبتها الشرطة في مخيمات كوكس بازار تركت لاجئي الروهينغا يعانون على أيدي القوات نفسها التي من المفترض أن تحميهم”. وفي هذا السياق، وُثِّقَت أكثر من 16 حالة انتهاك جسدي من قِبَل ضباط APBn، وكان من بين هذه الانتهاكات احتجاز 10 لاجئين على أسس ملفقة تتعلق بتجارة المخدرات والعنف، وهي تلفيقات شائعة بحق اللاجئين بحسب تقرير هيومان رايتس ووتش.

كما تضمنت كل الانتهاكات تقريبًا حالات ابتزاز للاجئين؛ إما مباشرة من قبل ضباط APBn، أو من خلال قادة المجتمع المحلي في المخيم (Majhis)؛ إذ طالبت الشرطة بشكل عام بـ tel:10000-40000 تاكا (100-400 دولار أمريكي) لتجنب الاعتقال، و tel:50000-100000 تاكا (tel:500-1000 دولار أمريكي) للإفراج عن أحد أفراد الأسرة المحتجزين.

وهو ما اضطر الكثير من العائلات لبيع مدخراتهم الذهبية التي فروا بها، أو اقتراض المال؛ لتوفير رشاوٍ وتسهيلات لتحرير ذويهم، فمن ينظر في ملف هؤلاء المساكين الذين لا وطن حماهم ولا ملجأ رحمهم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى