جناية زكريا أوزون على الإمام الشافعي نظرية نقدية في كتاب ( جناية الشافعي ) لزكريا أوزون
كتاب جناية زكريا أوزون على الإمام الشافعي نظرية نقدية في كتاب ( جناية الشافعي ) لزكريا أوزون
تأليف: عبدالرحمن بن أحمد اَل عبدالقادر
تجدون في هذا الكتاب:
من أهم أركان المشروع الفكري للإمام الشافعي تنظيم عملية استنباط الأحكام الشرعية من مصادرها، وتأطيرها بمنهجية علمية واضحة المعالم.
حتى أن د. محمد عابد الجابري أحد أهم رموز الاتجاه الحداثي في الوطن العربي أقرّ بأن الإمام الشافعي وضع (الأساس لنظرية أصولية بيانية، نظرية تهتم بتحديد أصول التفكير ومنطلقاته وآلياته، اهتمامها بدراسة أنواع الألفاظ والعبارات من حيث دلالتها على المعاني(. وبهذا المنهج قطع الإمام الشافعي – رحمه الله – الطريق على المتلاعبين الذين يريدون تسويق قراءات جديدة للأحكام والفرائض الإسلامية من خلال فهم معاصر للقرآن الكريم مفتوح الاحتمالات بلا زمام ولا خطام.
ممّا جعل الشافعي مرمى سهام بعض من هؤلاء الذين يريدون الساحة فارغة لتحريفاتهم التي لا ضابط لها، فكتبوا عدداً من الكتب والبحوث والمقالات التي تنتقد الإمام الشافعي، بهدف زعزعة مكانته في قلوب المسلمين.
ما يطرحه زكريا أوزون في مؤلفاته لا يجد فيها القاريء شيئاً واحداً يستطيع من خلاله إحسان الظن به، وجَعْل نقده للتراث من النقد البنّاء، بل لا يتردد في الجزم بأن نقده لتراث الأمة نابعاً من منطلقاتٍ، ليس منها البحث عن الحقيقة.
إن أول ما يلفت نظر المطالع لكتب زكريا أوزون هو الصبغة الأيديولوجية التي تنبيء عنها عناوين مؤلفاته.
فمن «جناية سيبويه » إلى «جناية البخاري » ثم «جناية الشافعي » يستجلي القاريء الحصيف من وراء كلمات تلك العناوين أنها حلقات من سلسلة تهدف إلى إسقاط رموز العلوم الإسلامية ممثلة في هؤلاء الثلاثة، كما تتجلى الصبغة الأيديولوجية في كتاب «جناية الشافعي » على وجه الخصوص خلف تلك المقارنات التي يقارن فيها المؤلف بين العالَم الغربي والعالَم العربي في وضعهما المعاصر، إذ كان من المتوقع لكل من عرف موضوع كتاب «جناية الشافعي » أن يقتصر مؤلفه على مناقشات نظرية حول آراء الشافعي، لكننا وجدناه مُغرماً بالانتقال إلى الواقع وعقد مقارنات بين العرب والغرب، وكأن واقع المسلمين يُعد مقياساً يُحكم فيه على الإسلام أو الصواب أو الحقيقة؟