لتجربة الأجواء المثيرة للمراهنة الرياضية والإثارة في ألعاب الكازينو عبر الإنترنت، ما عليك سوى التسجيل وبدء اللعب لدى شركة المراهنات Mostbet في المغرب . تعال لتستمتع باحتمالات عالية والعديد من المكافآت والعروض الترويجية والرهانات المجانية واللفات المجانية. سنمنحك نسبة 100% على إيداعك الأول، ولدينا أيضًا تطبيق ممتاز للهاتف المحمول!
مقالات

كيف أحبط العلم الذين علقوا آمالهم عليه في إبداله محل الدين والفلسفة؟ -الجزء الثاني

– الأخلاقي واللاأخلاقي في ضوء العلم التجريبي..

يستفسر الفيلسوف والرياضياتي البلجيكي جون لاديير عن النموذج العلمي أو التجريبي المناسب للتعامل مع الظواهر الإنسانية: هل هو المنهج الديكارتي الذي يدعو إليه إيميل دوركهايم، أي منهجًا يعالج الظاهرة الإنسانية وينظرُ إليها (كشيء) ويضع ذات الباحث بين مزدوجين أو ظفرين؟ أم المنهج التفهمي الذي يمثله ماكس فيبر ويعني بالنوايا والدلالات والمقاصد؟ أم لابد من مقاربة جديدة متجاوزة لهما؟ حول هذا يقول ألبرت أينشتاين: “كل محاولة لاختزال الأخلاق في صيغٍ علمية.. لابد لها من أن تفشل”، والموضوع ليس هامشيًا كي يمكننا الانفلات منه، فالقيم أو الأكسيولوجيا قرابة ثُلث الفلسفة ولولا أنه شائك ومتداخل لما كانت الرؤية العلمية / الفلسفية تجاهه بهذا الشكل المضطرب.

هل يمكن مختبريًا الوصول إلى حقيقة أن الخيانة فعل مذموم، أو أن التضحية فعلٌ محمود؟ لا بكل تأكيد، فمسائل الخير والشر، والحب والوفاء والصدق والكذب، الجمال والقبح، كلها تقع خارج العجينة التي تلوكها العلوم الإمبريقية، ومعلوم أن هذه الأمور حاضرة في كل لحظاتنا، نعيش بها وعليها كل ساعاتنا، نتفاعل مع محيطنا وفق هذه الدلالات، فوجود رؤية واضحة نحوها ضروري، نعم أكثر الناس قد ينظر لأكثرها ببداهة وفطرية فطرهم الباري تعإلى عليها، لكن من ناحية معرفية (إبستمولوجية) أو عند إعمال التحقيق فإنّه لا يمكن تأسيس ومَنهجة هذه القيم من غير مرجعية تحدد معالمها، ولو تعالت العقول المتباينة لتَخُط خطوط الأخلاق وما يجوز أو لا يجوز فإنها عاجزة عن تقديم بواعث الانطواء تحتها، بالخصوص إذا وقعت مصالحنا بالضد منها، النفس أو العقل أو المخ يمدنا بالغرائز والنزوات، سواء كانت حسنة أو سيئة، فاتخاذنا موقف إزاءها هو أمر لا يمكن إخضاعه للتجربة المعملية، حتى المدارس الوضعية المنطقية التي انطلقت من مقدمة جعلت فيها الظاهرة الإنسانية شيئًا متحيّزًا متعيّنًا وتعاملت معها كما نتعامل مع المحسوسات، هي في النتيجة لجأت إلى أدوات غير وضعيّة في تناولها للظاهرة وإن سعت لإنكارها..

2- قَلب الأولويات.. وتشتيت الناس عن الأسئلة الفطرية

يسعى متصدرو المشهد الإلحادي إلى تمويت وتقزيم الأسئلة ذات الطابع المعنوي، يصرّحون بأن سؤال (الكيف) هو الجدير أو هو الوحيد الذي يستحق البحث أما سؤال (المعنى) فهو تافه وغير علمي ولا يستحق الوقوف عنده، الكون كتلة مادية تمضي بحتمية إلى الفناء بما فيها نحن وجميع أفعالنا، يقول وودي آلن المخرج الأمريكي في تبلور لهذه الفلسفة، أن لا سبيل لتفادي التساؤلات الأنطولوجية إلا عن طريق القفز من فوقها وتجاوزها بالانغماس في الحياة: “وواجبك كفنان هو أن تشرح للناس لماذا تستحق الحياة أن نعيشها وبأنها شيء إيجابي ذو معنى، الآن، لايمكنك فعل هذا حقًا دون أن تخدعهم، لا يمكنك أن تكون صريحًا لأن الحقيقة هي أن الحياة عديمة المعنى، أنت تعيش في كون عشوائي بلا معنى، كل شيء حققته مصيرهُ الزوال، الأرض ستزول، الشمس سوف تنفجر والكون سوف ينتهي، وكل أعمال شكسبير، مايكل آنجلو وبيتهوفن سوف تختفي يومُا ما مهما قدرناها، لذا من الصعب أن تقنع الناس بشيء إيجابي حيال هذا الأمر، لذا فإن استنتاجي هو أن الشيء الوحيد الذي يعول عليه هو التشتيت، أن تشتّت الناس، فعندما تشاهد مباراة بيسبول أو تشاهد فيلمًا لفريد أستير فأنت تفعل شيئًا يشتتك، الآن، ما ينجح في تشتيتي هو أني أفكر: [يا إلهي، هل أستطيع جعل إيما وباركر يفعلون هذا المشهد؟] كما لو أن هذا الأمر يعني شيئًا! إنه أمر تافه في الحقيقة وسأقوم بحله وإن لم أستطع فسوف يكون فيلمي سيئًا، لكنني لن أموت حيال هذا الأمر، لذا هذا ما أقوم به، أشتت نفسي، وصناعة الأفلام هي تشتيت رائع”، إنه الإصرار على تنكيس الفطرة وطرد النوازع الإنسانية التي جُبلنا عليها، هكذا سيغدو العالم تافه فعلًا لو استلبنا منه الإيمان واختزلنا الرؤية المعرفية  أو الفلسفة في التجربة والمُشاهدة.. عالمٌ من اللهو والاستغراق في المُتع، من غير الوقوف على طبيعة الحقيقة في ذاتها، المهم أن يرفد الإنسان المُعاصر المُرهَف الحس بأكبر جُرع الراحة الحسيّة..

3- هل تنحّى الدّين بعد كلّ الترويج باسم العلم؟

كان ملاحدة القرن التاسع عشر شبه متفقين على أن القرن العشرين الآتي سيكون فيه مَصرعُ الأديان بعد أن كشف العلم زيف ادعاءاتهم، وأصبحت نهايات القرن التاسع عشر سنوات المجد للإلحاد وخصوصًا بعد أن أردفهم داروين بنظرية التطور التي ألهبت خيالاتهم، وعلى المستوى الاجتماعي كان لنيتشه وفرويد الأثر الموغل في تكريس هذه الفلسفة، يقول هنري موريس: “أما فلسفة نيتشه فقد أثرت بعمق في اتجاهات السياسة الألمانية حتى أصبحت أساس القوة الحربية الألمانية المكثفة التي حشدتها في فترة الثلاثينيات من هذا القرن وكانت سببًا من أسباب الحرب العالمية الثانية، وكان موسوليني واحدًا من أكبر المتابعين المتحمسين لنيتشه، وكانت الفاشية هي النتيجة النهائية، كذلك وُلدت النازية في نفس البالوعة”. وبدل أن يقدموا ما يُظهر نجاعة فكرة طرد الدّين من المجتمع، كانت الترجمة العملية للتنظير الفلسفي لهم أن دخل العالم في خمسين سنة من الحروب الأسوء على تاريخ البشرية، وليست مصادفة أبدًا أن تندلع بفترة قصيرة من ترويج الداروينية وبلوغ رسالتها لمن يهمه الأمر..

ومع انتهاء الفترة المعتمة هذه كان العلم يتقدم في كل المستويات، ودخل العالم في فترة من الهدوء كي يجمع  أوراقه الفلسفية، ويعود حضور الدّين في المَشهد العلمي الغربي، “العالم الإسلامي كان الأقل تأثرًا إحصائيًا”، كما يذكر د. أحمد خيري العمري في كتابه (ليطمئن عقلي).

في مجلة التايمز، في الستينات بعد عقود عسيرة على المؤمنين -كما وصفتهم- قد دوّنت في صفحتها الأولى: “God was making a comeback..”

ثم مع مرور السنوات كتبت في عدد آخر في بداية السبعينيات ومن ثم أواخرها: “God making another comeback..”

إلى أن كتبت في أحد أعدادها في الثمانينيات بعد حضور واضح للّاهوتيين في فنون عديدة: “God always makes a comeback..”

مع التذكير بأن كل هذا الضجيج يفتعله الملاحدة ونسبتهم لا تتجاوز الـ5% في العالم في أفضل الأحوال، وعلى مستوى جوائز نوبل -وإن لم يكن معيارًا- فإن 90% منهم من أهل الأديان، وحتى أنت تقرأ لأكثر اللادينيين، تجدهم يدورون حول الدّين والميتافيزيقيا لدرجة فاحشة، ربما أكثر من المؤمنين أنفسهم، الأديب والفيلسوف إيمل سيوران الذي يُفترض أن يكون عدميًا غير مكترث، في 250 صفحة من أحد مؤلفاته (مثالب الولادة)، ذَكر أمورًا من قبيل “الموت”، “الله”، “الصلاة”، “الإيمان”، “المقدس” و”المصير” ربما أكثر من ألف مرة، حضور هذه المفردات في ذات أو وعي الإنسان دون بقية الموجودات يكاد يكون ضروريًا لا شعوريًا وإماتتها فشلت وستفشل ما بقي لابن ادم باقية في أرض الله..

“فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى