لتجربة الأجواء المثيرة للمراهنة الرياضية والإثارة في ألعاب الكازينو عبر الإنترنت، ما عليك سوى التسجيل وبدء اللعب لدى شركة المراهنات Mostbet في المغرب . تعال لتستمتع باحتمالات عالية والعديد من المكافآت والعروض الترويجية والرهانات المجانية واللفات المجانية. سنمنحك نسبة 100% على إيداعك الأول، ولدينا أيضًا تطبيق ممتاز للهاتف المحمول!
مقالات

البحث عن الدين المفقود..  تشريح ظاهرة الـ Cult في المجتمعات الغربية

في اللحظة التي قال فيها نيتشه جملته المشوهة “لقد مات الإله” كان المجتمع الغربي على اختلاف فئاته بصدد اختبار غريب من نوعه، دفع نسبة لا بأس بها منهم إلى التخلي عن كل الأخلاق والعقائد التي مارسوها في يوم من الأيام لأن أحدهم قال إن اتباعها لا يتوافق مع سيطرة الإنسان على مقدراته واختياراته، أو بالأحرى أن يصبح هو إله نفسه.

وعلى الناحية الأخرى ظل النصف الأخر من ذلك المجتمع متمسكاً بما يراه قريباً من مفهومه عن الإله المتحكم على الرغم من كون العقيدة التي ينتمي إليها فاسدة.

لكن الصورة النهائية لتلك المجتمعات ظلت طوال الوقت ترى وجود الله حاضراً في العقول والنفوس حتى وهي تحاول إنكاره، فالمتحدثون عما أسموه غياب العدالة الإلهية في الأرض لإنقاذهم من المأساة، متأكدون ضمنياً من وجود الله وملكوته، لكنهم ولغياب الفهم الكامل عن عقولهم تمتلئ نفوسهم بالسخط والتمرد.

وقد أكد المفكر الفذ علي عزت بيجوفيتش أن الحرية التي يدعي الكثيرون من منكرو الإلوهية وجودها هي في الأساس حجة أساسية لتحطيم ما يقولون، فيقول: “إن قضية الخلق هي، في الحقيقة، قضية الحرية الإنسانية. فإذا قبلنا فكرة أن الإنسان لا حرية له، وأن جميع أفعاله محددة سابقا ـ إما بقوى مادية داخله أو خارجه ـ لا تكون الألوهية ضرورية في هذه الحالة لتفسير الكون وفهمه. ولكننا إذا سلمنا بحرية الإنسان ومسئوليته عن أفعاله، فإننا بذلك نعترف بوجود الله إما ضمنًا وإما صراحة. فالله وحده هو القادر على أن يخلق مخلوقا حرًّا، فالحرية لا يمكن أن توجد إلا بفعل الخلق. الحرية ليست نتيجة ولا نتاجا للتطور، فالحرية والإنتاج فكرتان متعارضتان. فالله لا ينتج ولا يشيد.. إن الله يخلق!”.

ولأننا بصدد الحديث عن نموذج من المجتمعات لا يمكنه التخلص من شعور أن ثمة قوة عليا تحرك العالم وتتحكم في شئونه سواء كان ذلك مبنياً على إيمان بوجود الله أو التصديق في أن الطبيعة انفجرت من تلقاء نفسها لتولد ذلك كله، فإن ذلك يأخذنا إلى أهمية وجود الدين كعامل محوري في كل تلك القصص.

فحتى المؤمنون بالطبيعة وانفجارها المزعوم لا يقبلون التشكيك فيها أو كسرها باعتبارها نظرية علمية وإنما يتخذونها منهاجاً يعلنون من خلاله رفضهم لوجود الله والخلق، كما يعتمدون على حجج واهية للتشبث به والدفاع عنه.

ومن هنا فإننا جميعا ندرك أن الدين هو جوهر ذلك الصراع، فكل المتناقضين والمتصارعين في تلك الحلبة، يبحثون عن دين يعتبرونه ميثاقاً يحكم علاقتهم مع تلك القوى العليا التي تسير أمورهم وتحكمها، فمنهم من يجده في المؤسسات الدينية ومنهم من يبتكر بديلاً على طريقته الخاصة، حتى لو كان في ذلك هلاكه.

طوائف غريبة

ظهر ما يعرف بالطوائف أو Cults في الولايات المتحدة كمجموعات غريبة منغلقة على نفسها، تحمل داخلها أفكاراً مشتركة تختلف كثيراً عن السياق المجتمعي (1)، كما أنها عادة ما تحطم أي حدود أخلاقية داخلها لصالح الانصياع للقيادة الخاصة بالطائفة.

يؤمن أبناء أي طائفة أن قائدها هو بمثابة إله لها، يجب على الجميع الانصياع لما يقول ويعلن، تعتبر كافة النساء داخل الطائفة ملكاً له يفعل فيهن ما يشاء كما أن الرجال داخلها عليهم الامتثال للأوامر لتوفير ما تحتاجه الطائفة من مؤن وأموال بأي طريقة متاحة.

يقدم قائد الطائفة أوامره وتعاليمه لأفرادها ويبتكر أحيانا طرقاً لإثبات الولاء عند الانضمام كالموافقة على التحول إلى عبد جنسي لدى القائد أو الخضوع لشكل من أشكال التعميد بصورة خاصة بالطائفة.

ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال تأسس في العام 1980 طائفة “الشيطان” (2) أو SATAN CULT كما تعرف بين مرتاديها، والتي يندرج تحت مظلتها أكثر من 12 ألف شخص يؤمنون جميعهم بالشيطان كإله.

صحيح أن الظهور الأول لما يعرف بالطوائف كان تحت مسمى الحركات الاجتماعية التي تجتمع على فكرة معينة، لكن الحقيقة أنها لا تستطيع أن تبتعد كثيراً عن الدين كمفهوم جامع يمتثل الأعضاء له، بغض النظر عن مسمى ذلك الدين أو حقيقته، بل إن بعض الطوائف يخلق لنفسه انتماء مستمداً من الأديان الحقيقية بالفعل، ليعطي نفسه قوة سيطرة نفسية على أعضاءه، كطائفة Children of God (3) والتي كانت بمثابة تجمع ضخم لتقديم الأطفال كهدايا لأعضاء الطائفة لاستخدامهم للاستمتاع الجنسي تحت مسمى انتماء الطائفة للديانة المسيحية وتبعيتها للرب.

 توضح الباحثة في جامعة أكسفورد (4) تارا إيزابيل بارتون أنه وعلى عكس المعلن ليس هناك فارق كبير بين الطوائف التي تعلن تجمعها حول منطلق اجتماعي أو سياسي وبين المعتقدات الدينية والتجمعات الخاصة بها، وأن كلاهما يستخدمان الطريقة نفسها في حشد الأتباع، خاصة وأن فئة كبيرة من المجتمع الأمريكي لم تستطع الانفصال عن الدين حتى بعد عقود طويلة من توغل العلمانية وسيطرتها على كافة أنحاء الحياة هنالك.

تبعية عمياء حتى الموت

لم يكن الأمر مقتصراً في عالم الطوائف على التبعية العمياء للأفكار والعقائد المشوهة وحسب، بل تطور إلى الموت والقتل باسم الانتماء للطائفة، وقد سجل التاريخ أرقاماً مخيفة لأعداد الموتى داخل الطوائف المغلقة.

ففي العام 1978 أمر قائد إحدى الطوائف الضخمة في الولايات المتحدة وكان اسمه (5) جيم جونز أعضاء طائفته بالقيام بعمليات قتل موسعة لأعضاء في الكونجرس الأمريكي ومعهم عدد من الصحفيين، ثم الإقدام على عملية انتحار جماعي يسقط فيها كل أعضاء الطائفة موتى في نفس اللحظة.

وقد كانت المفاجأة بأن أعضاء الطائفة انصاعوا لما قال بالفعل وقرروا انهاء حياتهم ليصل عدد الموتى في ذلك اليوم إلى 900 شخص، فيما عرف لاحقاً بمذبحة جونزتاون.

سيكون عليك التخيل ومحاولة استيعاب كيف يمكن لأحدهم أن يقنع 900 شخص بأن يقتلوا أنفسهم لمجرد أنه طالبهم بذلك، دون أن يكون ثمة سند عقلي أو منطقي لهذا، فقط لأن قائد الطائفة وجه أمراً بهذا.

وفي العام 2021 عُثر على جثة إحدى مؤسسات طائفة دينية في الولايات المتحدة تحت اسم Love Has Won (6) كانت تعرف نفسها بين أتباعها باسم الأم الإله، وكانت تخبرهم أنها تستطيع التواصل مع المسيح ويمكنها شفاء مرضى السرطان والتواصل مع الملائكة، وتبين في النهاية أنها تحرك أعضاء الطائفة للقيام بعمليات نصب واحتيال واسعة لجمع الأموال.

في النهاية بإمكاننا فهم ذلك النموذج المشوه للبحث عن دين ابتكره الإنسان تحت مسميات مختلفة، يمكن لمعتنقه أن يسميه حركة اجتماعية حتى ينفي عن نفسه الانتماء لدين من باب التكبر على مفهوم الإيمان، كما يمكن لمعتنقه أن يكسر داخله كافة الحواجز الأخلاقية والمجتمعية ليوفر لنفسه شعوراً مفرطاً بالحرية حتى لو كان ذلك تحت تبعية محتال يدعي الروحانية.

لكن في النهاية تبدو تلك كلها محاولات فاشلة للبحث عن الدين في قلب الليبرالية الناعمة التي وفرتها المجتمعات الغربية عبر تشويه منظور العقائد وفتح الباب أمام عبادة الإنسان الذي وجد نفسه غير قادر على عبادة نفسه وظل باحثاً عن القوة العليا التي تدعو فطرته للاعتقاد بها، فوجد نفسه متلقفاً بين محتال وكاذب ومغتصب، على الرغم من أن البوابة الحقيقية للنجاة أمامه طوال الوقت وهو مصمم على رفض الاقتراب منها.

(1)https://aeon.co/essays/theres-no-sharp-distinction-between-cult-and-regular-religion

(2)https://www.nytimes.com/2021/03/31/us/satanic-panic.html

(3)https://www.bbc.com/news/uk-scotland-44613932

(4)https://aeon.co/essays/theres-no-sharp-distinction-between-cult-and-regular-religion

(5)https://www.theguardian.com/world/2018/nov/17/an-apocalyptic-cult-900-dead-remembering-the-jonestown-massacre-40-years-on

(6)https://www.cbsnews.com/pictures/cults-dangerous-deadly-history/2/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى