لتجربة الأجواء المثيرة للمراهنة الرياضية والإثارة في ألعاب الكازينو عبر الإنترنت، ما عليك سوى التسجيل وبدء اللعب لدى شركة المراهنات Mostbet في المغرب . تعال لتستمتع باحتمالات عالية والعديد من المكافآت والعروض الترويجية والرهانات المجانية واللفات المجانية. سنمنحك نسبة 100% على إيداعك الأول، ولدينا أيضًا تطبيق ممتاز للهاتف المحمول!
مقالات

بداية الكون، بين العلم والدِّين – الجزء الأول

من المُسلَّم به عند جماهير أهل الدِّيانات السماوية أن هذا الكون له بداية، وعند جمهور المسلمين بدرجةٍ أُولى و أَوْلى، بل يبني المتكلِّمون منهم دليل الوجود الإلهي على دليل الحدوث (أو الإمكان) الكوني، ويمكننا بكل أمانة علمية أن نعتبر هذا الدليل أحد أقوى الأدلة العقلية على وجود الله.

وقد انتقل دليل الحدوث إلى الفلسفة اللاهوتية الغربية عن طريق المسلمين، ونَسَبه بكل أمانةٍ (ويليام لين كريغ) للإمام الغزالي ومتكلمي الإسلام في كتابه (The Kalam Cosmological argument)، بعد أن نقله عنهم وطوّره، وكذلك نسبه للحضارة الكلامية الإسلامية كل من (بيتر فاردي Peter Vardy) و (جولي أرليس Julie Arliss) في كتابهما (Thinker’s Guide to God).

وصورة هذا الدليل الكلامي:

• كل ما له بداية يحتاج إلى مُبدئ
• الكون له بداية
• الكون يحتاج إلى مُبدئ

لكن علماء الكلام لم يأخذوا ببداية الكون كمقدمة تسليمية، بل بنوها على مقدمات عقلية أخرى، كالتغيُّر والحدوث المشاهد في الكون، فاستنتجوا ذاك من هذا.

أما اليوم فنحن في عصرٍ توفرت فيه وسائل وتقنيات لم تكن متوفِّرة للناس من قبلنا، كالتطور الكبير الذي حصل في العلوم التجريبية مثلاً، إحدى أهم الثورات التي أنتجها الإنسان في تاريخه.
فما رأي العلم التجريبي فيما نحن بصدده؟ هل هذا الكون حادث؟ أم أنه كان منذ الأزل؟ وهل نستطيع بناء مقدمة الدليل الكلامي الكوني (الكون حادث) على مقدمات علمية تجريبية؟

وسنتناول ذلك على مرحلتين، الأولى خاصة بدليل التوسع الكوني، والثانية خاصة بدليل الانفجار الهائل.

١- دليل التوسع الكوني:

منذ بزوغ فجر التطورات العلمية الحديثة، كان الاعتقاد السائد عند جميع العلماء التجريبيِّين أن هذا الكون الذي نعيش فيه أزلي، لا بداية له ولا نهاية، وكانوا يعتبرون من يقول بحدوث الكون مهرطِقاً متأثِّراً برجال الدين والرُّهبان.
لكن عندما جاء آلبرت آينشتاين وبدأ بصياغة معادلات النسبيَّة العامة، لم تتفق النتائج التي توصل إليها مع (كون ثابت = أزلي)، بل وضعَته نظريته التي صاغها هو بنفسه في خيارين أحلاهما مرٌّ، إما أن هذا الكون ينكمش ويتقلَّص، وإما أنه يتمدد ويتوسع.

لم يتقبل آلبرت هذه الفكرة، فقام بصياغة ما يُعبَّر عنه ب (الثابت الكوني – Cosmological constant)، يرمز له بـ(لامبدا [Λ]) كتمثيل رياضياتيّ لكثافة طاقة منتشرة في الكون، تُعاكس تأثير الجاذبية، مما يجعل هذا الكون مستقرًا، أو بالأحرى ثابتًا.

لكن فرحةَ آينشتاين باكتشافه لم تدم طويلاً، بالضبط سنة 1929م عندما كان الفلكي الأمريكي إدوين هابل يقوم بمراقبة المجرات التي تحيط بنا والبعيدة بواسطة التلسكوب، لاحظ شيئًا غريبًا، وهو أن تلك المجرات القريبة منا تُحدِث انزياحًا طيفيًا نحو الأحمر، ويتزايد حدوث هذا الانزياح في المجرات بتزايد بُعدها عن الأرض.

هذا (الانزياح الأحمر – Red Shift) يعني أن تلك الموجات المنبعثة من ضوء المجرات تتطاول، ما يعني حسب (تأثير دوبلير – Doppler effect) أن مصدر تلك الأمواج الضوئية ذات الإزاحة الحمراء يجري مبتعدًا عنا، لأنه كلما ابتعد عنا مصدر موجة ما، كأمواج الصوت مثلًا (والضوء كذلك باعتباره فوتونات ذات خاصية مزدوجة، جسيمية-موجية)، فإن طولها يزداد، وترددها ينقص، واللون الأحمر هو صاحب أكبر طول موجي مرئي، ما يعني أن مصدر ذلك الضوء يبتعد ولا يقترب.

هنا استنتج إدوين هابل أن هذا الكون يتمدد، ويتوسع، وهنا سيأتي آلبرت آينشتاين الذي لم يصدق الأمر، لينظر بنفسه في تلسكوب هابل، فيرى الإزاحة الحمراء ويقول عن ثابته الكوني: “هو أكبر خطأ ارتكبته في حياتي”، ثم يتخلى عنه من نظريته لاحقًا، (وتجدر الإشارة أن الطاقة المظلمة التي تم التنبيه على وجودها لاحقًا تلعب نفس الدور الفيزيائي تقريبًا لثابت آينشتاين الذي كان قد تخلى عنه واعتبره خطأ علميًا).
بعد ذلك تمَّ تأكيد نتائج هابل بحسابات وأدلة رصدية دقيقة، فالتوسع الكوني يعتبر اليوم أحد الحقائق العلمية.

طيب، ما محل الشاهد هنا؟

يمثل المتخصصون عملية التوسع الكوني ببالونة يقوم طفل صغير بنفخها (ballon expanding)، فلو قمنا بعكس عملية النفخ وبدأنا بسحب الهواء من البالونة، فسوف تبدأ بالتقلص على نفسها، إلى أن تصل إلى نقطة البداية التي بدأت في التوسع منها، وكذلك الكون، كما أنه اليوم يتوسع، فلا بد أنه انطلق في يومِ بدايته من نقطة صغيرة جدًا جدًا، لا يمكنه التقلص أكثر منها، ومن هنا جاء الاستنتاج: أن هذا الكون له بداية.

كما أنه لا يمكن أن يتوسع وهو أزلي، إذ لو كان كذلك لأدَّى هذا إلى تمزُّقه وتشتُّت مادّته وتبعثر أجرامه، أو إلى (موته الحراري – Heat deat)، وهذا دليل علمي آخر على بداية الكون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى