لتجربة الأجواء المثيرة للمراهنة الرياضية والإثارة في ألعاب الكازينو عبر الإنترنت، ما عليك سوى التسجيل وبدء اللعب لدى شركة المراهنات Mostbet في المغرب . تعال لتستمتع باحتمالات عالية والعديد من المكافآت والعروض الترويجية والرهانات المجانية واللفات المجانية. سنمنحك نسبة 100% على إيداعك الأول، ولدينا أيضًا تطبيق ممتاز للهاتف المحمول!
مقالات

الإلحاد كنيسة اللاشيء

في أبريل ٢٠١٢م جرت مناظرة بين ريتشارد دوكنز والقس الكاثوليكي جورج بول، وأثناء إحدى الفقرات حاول دوكنز تفسير كيفية نشوء الكون من العدم، أي كيف ظهر شيء من لاشيء. ووسط استهجان القس والجمهور انتفض ريتشارد دوكنز وقال غاضبًا: “دعني أعرّف لك ما هو اللاشيء!” فضجّت القاعة بالضحك، فسأل دوكنز مستغربًا: “علامَ تضحكون؟” فرد عليه بول قائلًا: “أعتقد أن تعريف اللاشيء أمر مثير للضحك”.

حاول الملحدون كثيرًا تقديم تفسيرات لسؤال (لماذا صار هناك شيء بدلًا من لاشيء؟ لماذا خُلق الكون ولماذا ظهر من العدم أصلًا؟) تتعدد إجابات الملاحدة لكنها دائمًا تدور في فلك واحد: التضليل. على الرغم من أنهم أحياناً يتواضعون ويعترفون بانكسار بمحدودية قدرات الإنسان في الإجابة على التساؤلات الوجودية.

فعلى سبيل المثال؛ قام أحد قساوسة الإلحاد الجديد، لورنس كراوس، بتأليف كتاب كامل بعنوان: (كونٌ من لاشيء: لماذا هناك شيء بدلًا من لاشيء؟) طرح فيها نظرية غريبة تقول أنَّ الكون كله نشأ من العدم كما تنشأ الجسيمات تحت الذرية (Sub-Atomic Particles) في الفراغ الكمِّي وتختفي تلقائيًّا، ثم ينافح عن نظريته هذه في عشرات المقالات واللقاءات والمناظرات والفيديوهات.

المشكلة في نظرية كراوس أنَّها تمارس تضليلًا علميًّا مُتعمَّدًا؛ فالفراغ الموجود في الذرة ليس عدمًا محضًا وإنما هو مساحة تمتلئ بالطاقة والجسيمات والموجات، فلماذا يلجأ كراوس إلى التضليل من أجل إثبات وجهة نظره؟!

وقد علَّق الفيزيائي الشهير بول ديفيز على هذه النظرية قائلًا: “إنَّ تشكل الجسيمات في الفراغ الكمِّي لا يعني خلق الـمادة من لاشيء، ولكن يعني تحول طاقة موجودة بالفعل في هذا الفراغ إلى المادة، أي أنَّ الفراغ هنا ليس عدمًا، ومن ثَمَّ: فإنَّ هذه النظرية تسقط تمامًا”.

وحتى العلّامة الملحد الراحل ستيفن هوكنج، يقول في كتابه (التصميم العظيم): “هل كان الكون في حاجة إلى خالق؟ الإجابة هي: لا! وبعيدًا عن كون الأمر حادثة لا يمكن تفسيرها إلَّا بأنَّها أتت على يد إلهية؛ فإنَّ ما يُعرف باسم (الانفجار الكبير) لـم يكن سوى عواقب حتمية لقوانين الفيزياء.. ولأنَّ ثمة قانونًا مثل الجاذبية، صار بمقدور الكون أن يخلق نفسه من عدم، والخلق العفوي هذا هو السبب في أنَّ هناك شيئًا بدلًا من لا شيء، وفي وجود الكون ووجودنا نحن، وعليه يمكن القول: إنَّ الكون لـم يكن في حاجة إلى إله يُشعل فتيلًا ما لخلقه”.

ورغم التفوق العلمي المشهود به لهوكنج، لكن من أين جاءت هذه الفكرة السخيفة أن الجاذبية تستطيع خلق أي شيء من العدم؟ ومن قال أصلًا أن هناك قوى جاذبية في العدم؟ لماذا سُمّي عدمًا إذن؟

هذه التناقضات هي ما دفعت الرياضي البريطاني جون لينيكس إلى القول بأن نظرية هوكنج هي كلام بلا معنى، وأن العدم الذي يقصده هوكنج هو شيء ووجود في الحقيقة وليس عدمًا، وأن هوكنج يقع في التناقض ويقول أن الكون خلق نفسه من اللاشيء وخلق نفسه من شيء في الوقت ذاته.

يعتمد الملاحدة على بساطة متبعيهم وضآلة الثقافة العلمية لمريديهم، وعبر كلمة هنا وكلمة هناك، يتمكنون من زرع فكرة الإلحاد برسوخ عند الملاحدة، لكنها ما تلبث إلا أن تسقط عند أول تمحيص علمي حقيقي لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى