لتجربة الأجواء المثيرة للمراهنة الرياضية والإثارة في ألعاب الكازينو عبر الإنترنت، ما عليك سوى التسجيل وبدء اللعب لدى شركة المراهنات Mostbet في المغرب . تعال لتستمتع باحتمالات عالية والعديد من المكافآت والعروض الترويجية والرهانات المجانية واللفات المجانية. سنمنحك نسبة 100% على إيداعك الأول، ولدينا أيضًا تطبيق ممتاز للهاتف المحمول!
مقالات

الله أعلم بما ينزِّل.. عن النسخ في القرآن – الجزء 1

الحكم لله، تلك حقيقة أكد القرآن عليها، ومنها ننطلق!، فكما أن الله هو الخالق، فالله هو الآمر، والحكم له لا لغيره، فليس لأحد أن يسأله عما يفعل وهم يُسألون، إذ التشريع حق خالص له سبحانه وبحمده، ومع ذلك فإن التشريع لا ينفك عن حكمة الله سبحانه وبحمده، ونحن نتلمسها، فمنها: ما أخبر الله به، ومنها: ما يستنبطه المستنبطون.

حين أنزل الله القرآن على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، اعتُبرت شريعته ناسخة لشرائع إخوانه من الأنبياء والمرسلين، كما قال سبحانه: ﴿وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ﴾ [المائدة: ٤٨].

وفي أثناء نزول تلك الشريعة الغراء، كانت بعض الأحكام تُرفع ليثبت مكانها أحكامٌ أخرى لحِكَمٍ نعلمها بعد قليل، فمن ذلك: أن القبلة كانت في أول الإسلام لبيت المقدس، ثم تحولت للكعبة المشرفة، ولم يعترض على هذا الحكم إلا اليهود، وبعضٌ من المنافقين!

لم يكن (النسخ) يمثل (أزمة) للمؤمن في أول الإسلام، لأنه يعتقد أن الله هو المشرع وحده لا شريك له، وأنهم عبيدون له سبحانه وبحمده، لكن إشكالًا ظهر في قضية النسخ، وهو ما سنحاول رفعه بتقرير الصواب في تلك القضية.

يُعرِّف العلماء النسخ، بأنه: (رفع حكم شرعي بدليل شرعي)،

ومعناه: أن يأتي دليل شرعي يقطع استمرار حكم شرعي ثبت بدليل آخر متقدم عنه. والنسخ واقع في القرآن الذي بين أيدينا.

وقد انتهى النسخ بوفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا يمكن بحال أن يقع نسخ بعد ذلك، لأن الدين قد كمل واستقر، فلا يجوز لأحد أن يدعي نسخ حكم من الأحكام الشرعية بحجة عدم مواءمته للعصر، لأن النسخ موقوف على الدليل الشرعي، وليس متروكًا لأهواء الناس. فليس لعالم أن يدعي نسخ شيء في القرآن إلا بدليل شرعي.

والنسخ من الأمور التي يدخلها الاجتهاد، فقد يقول عالم بنسخ آية، ويرى آخرون أنها ليست منسوخة، ولم يقع النسخ في كثير من الآيات، بل في قليل منها، فالأصل: الإحكام لا النسخ، فليس الأمر بمهولٍ، حتى إنه ليظن الظان أن القرآن منسوخٌ كله، فإن هذا خلاف الحقيقة، فإن الحقيقة أن الأقل من آيات القرآن هو المنسوخ، وبعض أنواع النسخ أقل من البعض الآخر.

وإيماننا بوقوع النسخ في الإسلام، تابع لإيماننا بعلم الله تعالى وحكمته، وهو من أفعال الله تعالى، فالله تعالى قد علم الحكم الأول، وعلم أنه سيُنسخ في الزمان المتأخر، فإيماننا بكمال علم الله تعالى، وإحاطته بخلقه، يجعلنا نؤمن بالنسخ، وأنه من محاسن الشريعة، بل من محاسن الشرائع السماوية.

فإذا آمنت أن الحكم لله، وأنه يعلم من خلق، ويعلم ما يصلحهم = سهُل عليك الإيمان بالنسخ تبعًا لذلك .

وفكرة النسخ -في ذاتها- فكرةٌ سائغة لأن الحوادث والمستجدات تتطلب حلولًا متنوعة، والله تعالى نص في بعض الآيات على كونها مؤقتة، مثل: ﴿حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦٓۗ﴾، و﴿أَوۡ يَجۡعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلٗا﴾، فبعض الأحكام كان لمدة محددة، ينتهي بانتهائها.

والنسخ انعكاس لفكرة التدرج، والمسلك التدريجي في التعليم والتشريع ليس عيبًا، وإنما هو أنجح المناهج في تكوين النفس الواعية المستنيرة المشبعة بالحكمة، والأمم المنظمة، والخلق المتين.

وفرض وقوع النسخ لا يترتب عليه وقوع محال عقلي، بل إن العقل ليجد في النسخ مراعاة لمصالح العباد، ورحمة بهم، وهذا واقعٌ في كثير من وقائع النسخ التي يذكرها العلماء، فكم من حكمٍ خُفف وأثبت مكانه حكمٌ آخر.

وقد تكون المصلحة ابتلاءً يبتلي الله به بعض عباده، ليقول أهل الثبات: آمنا به كلٌ من عند ربنا، وليعترض عليه السفهاء من الناس.

ووقوع النسخ في الشريعة، له عدة فوائد تترتب عليه، من أهمها:

١- التدرج في الأحكام على الأمة حتى لا تنفر ويسهل عليها تقبله، كما حصل في تشريع تحريم الخمر، واستخدام هذا الأسلوب في الدعوة، فالداعي يبدأ مع المدعو بالتدرج وتعليقه بالدار الآخرة وزرع الإيمان في قلبه، ثم يخبره بأحكام الإسلام شيئًا فشيئًا.

٢- بيان رحمة الله بهذه الأمة؛ فهو سبحانه يراعي أحوال الناس وعاداتهم ويتدرج معهم رحمة بهم حتى لا ينفروا من الإسلام، بل يحببهم به حتى يكونوا من أهله.

٣- التذكير بنعمة الله لاسيما في بعض أنواع النسخ الذي يكون فيها النسخ من أثقل إلى أسهل كما هو الحال في عدة المتوفاة عنها زوجها وغير ذلك.

٤- إرادة الخير بهذه الأمة، فإن النسخ إن كان إلى ما هو أخف ففيه سهولة ويسر، وإن كان إلى ما هو أثقل ففيه زيادة الثواب والأجر.

5- يقع في النسخ تطييب نفس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال ونفوس أصحابه بتمييز هذه الأمة على الأمم وإظهار فضلها، ومثاله قصة نسخ استقبال القبلة، حيث كانت حين فرضت الصلاة إلى بيت المقدس، ثم حولت إلى الكعبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى