لتجربة الأجواء المثيرة للمراهنة الرياضية والإثارة في ألعاب الكازينو عبر الإنترنت، ما عليك سوى التسجيل وبدء اللعب لدى شركة المراهنات Mostbet في المغرب . تعال لتستمتع باحتمالات عالية والعديد من المكافآت والعروض الترويجية والرهانات المجانية واللفات المجانية. سنمنحك نسبة 100% على إيداعك الأول، ولدينا أيضًا تطبيق ممتاز للهاتف المحمول!
مقالات

فكسونا العظام لحمًا – الجزء الأول كيف نفهم آيات القرآن المرتبطة بالعلم التجريبي؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..

فالشبهات المثارة حول الإسلام يمكن أن تنتظم في أقسام محددة، من أشهرها ما يتعلق بالتعارضات المتوهمة بين النصوص الشرعية ومُقررات العلم الحديث، ويمكن أن نضرب مثالًا لذلك بمسألة مراحل تطور الجنين، فقد تسمع من يقول إن علم الأجنة يتعارض مع قول الله -جل وعلا-: “ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ”، وذلك لأن العظام تتكون مع اللحم أو بعده.

وقبل أن نشتبك مع هذه الشبهة الجزئية ينبغي نؤسس قواعد كلية عامة للتعامل مع هذا النوع من الشبهات، ثم نعود لننظر من خلال عدستها إلى هذه الشبهة ونحوها.

(1) عن الغاية من الخطاب القرآني


القرآن كتاب هداية، أنزله الله -جل وعلا- ليخرج عباده من الظلمات إلى النور، ليهديهم إلى ربهم وخالقهم، وليدعوهم إلى توحيده وعبادته، وليبين لهم سبيل ذلك ومسلكه، وليعلّمهم الطرق الكلية الموصلة لكل صلاح لهم وفلاح في دنياهم وآخرتهم، وليس من غايات القرآن -أو الشريعة عمومًا- سرد الحقائق العلمية المحضة، ولا البحث العلمي في أي مجال من المجالات الطبيعية، وإن كان هذا لا يمنع من توظيف بعض هذه الحقائق في تحقيق الغاية القرآنية الأساس، فالقرآن كتاب عامة، لا كتاب خاصة، منهج حياة مفتوح، لا دليل علوم قابع في أحد أركان المكتبات المتخصصة.

(2) عن طبيعة اللغة القرآنية


مما ينبني على ما سبق أن اللغة القرآنية لغة بيانية وعظية حية، مليئة بالتصوير والتشبيه وضرب الأمثلة وإثارة مكامن النفوس ودفعها إلى التدبر والتأمل والاعتبار بما يشاهده الإنسان، لا تخاطب القلب دون العقل، ولا العقل دون القلب، وهذه نفسها هي طبيعة اللسان العربي الفصيح عمومًا، وفي المقابل، اللغة العلمية المحضة هي لغة جافة صارمة، لا مساحة فيها للعبارات المحتملة أو الألفاظ المشتركة، ولا الاستعارات أو الخطاب الوجداني، وعندما يوظف القرآن الحقائق العلمية -أو حتى الأدلة العقلية البرهانية- فإنه يضعها داخل قالب بياني وعظي حي مهما كانت اللغة فيه فضفاضة واسعة، وكذلك الحال بالنسبة لكلام النبي -صلى الله عليه وسلم- العربي الفصيح، وذلك لأن ذكر هذه الحقيقة العلمية وسيلة لا غاية، وليست مرادة لنفسها، ولأن الأذن العربية الفصيحة تعرف دلالات الكلام ومراتبه، فتعطي العقل نصيبه من الكلام وتعطي القلب نصيبه، ولا تخلط بين الأمرين، لذلك فإن من أكبر مثارات الغلط: قراءة النص الشرعي بعين أعجمية، كما تُقرأ المراجع العلمية المتخصصة وتُعامل، والصحيح أن النص الشرعي يُقرأ وفقًا لقواعد اللغة التي يعرفها أهل اللسان الفصيح الأول.

(3) عن الشريعة والموافقات العلمية


مما ينبغي أن يُعلم أن إعجاز القرآن وجلال الشريعة غير مُفتَقِرَيْن أبدًا إلى أي موافقة للحقائق العلمية والاكتشافات اللاحقة.. إن براهين وجود الله في الفِطَر وفي العقول ثم براهين صحة نبوة النبي -صلى الله عليه وسلم- وإعجاز القرآن أجلّ وأعظم وأكبر من هذا.. القرآن نفسه لم يحفل بهذه الموافقات، ولا النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا الصحابة ولا غيرهم من السلف.. هذه الأمور التي تُصنّف إعجازًا علميًا تُذكر دائمًا على هامش السياق الشرعي ليتوسل بها إلى معنى مركزي أعظم ولتكون بابًا للاعتبار والتفكر.. ستجد قصة موسى -عليه السلام- تكرر مرة بعد مرة، وتجد بعض الأمثلة وأساليب الترغيب والترهيب والتذكير تُعاد كَرّات كثيرة، لكنك لن تكاد تجد مواطن الموافقات هذه تُعاد وتُبرز إلا بشق الأنفس.. لن تجد النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحدى العرب والعجم ويبرهن على ما معه من حقٍ بها.. لن تكاد تسمع بأحد من السلف اهتز قلبه وأقبل على الإسلام لأجلها.. ليس لأن هذه الموافقات ليست جليلة ومعجِزة وباهرة، لكن لأن هنالك ما هو أجل وأشد إبهارًا.


المراد: أن السؤال المهم المؤثر ليس (هل وافق القرآن الاكتشافات العلمية اللاحقة أم لا؟).. فالقرآن لا يحتاج إلى ذلك، وإنما (هل تعارض القرآن مع أي شيء منها تعارضًا حاكمًا عليه أم لا؟)

(4) عن معنى التعارض الحاكم!

ما معنى وجود تعارض؟..

معنى ذلك أن دلالة النص الشرعي الواضحة القطعية تتعارض مع دلالة الحقيقة العلمية الواضحة القطعية، وأنه لا يوجد احتمال لإمكان الجمع أو لفهم النص الشرعي أو الحقيقة العلمية بطريقة مغايرة.. فإذا لم يوجد ذلك فهذا تعارضٌ ظاهري من بعض الوجوه، وليس تعارضًا تامًا.

متى يكون هذا التعارض حاكمًا على النص الشرعي؟!

عندما تكون الحقيقة العلمية حقيقة حقًا، أمرًا نهائيًا مقطوعًا به، لا يحتمل أن يكون خطأ أبدًا، فكثير من الأمور العلمية الشائعة هي فرضيات ونظريات واجتهادات قد يُظن أنها حقائق لشهرتها ولتسليم جمهور العلماء بها، لكنها مع ذلك لا ترقى لمستوى الحقائق المقطوع بها عند أهل التخصص أنفسهم.. فإذا لم ترق القاعدة العلمية لذلك فلا وجه لأن تكون هي الحاكمة على النص الشرعي إلا التحكّم المحض والتغليب بالهوى والترجيح بالمزاج.

(5) عن كلام المفسرين وشراح الأحاديث


كلام المفسرين وشراح الأحاديث منه ما هو بيان لصلب معنى النص الشرعي كما فهمه عامة الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم-، ومنه ما هو فوائد شرعية زائدة على المعنى، ومنه ما هو اجتهاد واستطراد محض، وذلك أن كثيرًا من علماء الشريعة جمعوا إليها العلم بكثير من العلوم الدنيوية، الطب والحساب والهندسة والصيدلة والكيمياء وغير ذلك، فربما يبث أحدهم للفائدة شيئًا من هذه العلوم -على ما كانت في زمانهم- عند شرح ما يتعلق بها من الآيات والأحاديث ويربط بين هذا ومعاني النصوص.. فكلام هؤلاء الأئمة يُرجع إليه في غير هذا الاجتهاد المحض وهذا الاستطراد غير المستند إلى النصوص الشرعية وإلى المسلك المعتمد في تفسيرها، أما هذه الزيادات فينبغي أن تُحاكم إلى قواعد العلم الحديث وتطوراته، فيُؤخَذُ منها ويُرَد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى