لتجربة الأجواء المثيرة للمراهنة الرياضية والإثارة في ألعاب الكازينو عبر الإنترنت، ما عليك سوى التسجيل وبدء اللعب لدى شركة المراهنات Mostbet في المغرب . تعال لتستمتع باحتمالات عالية والعديد من المكافآت والعروض الترويجية والرهانات المجانية واللفات المجانية. سنمنحك نسبة 100% على إيداعك الأول، ولدينا أيضًا تطبيق ممتاز للهاتف المحمول!
مقالات

ماذا خسرت أخلاق العالم برفض الإسلام؟

انتهت الحرب العالمية الثانية وسقطت النازية بكل قوتها وتوسعها، ليقرر الحلفاء بعد نهاية الحرب إجراء واحدة من أكبر المحاكمات في التاريخ وهي ما عرفت لاحقاً بمحاكمات نورمبيرج والتي طالت كل من بقي من القيادات والقواعد النازية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وعلى عكس المتوقع أظهرت المحاكمات جانباً آخر يتعلق بالجانب النفسي والوازع الأخلاقي عند البشر، وكيف يمكن للالتزام بالقواعد الأخلاقية أن يغير أكثر مما يتخيل البشر.

استند الكثير من الضباط الخاضعين للمحاكمات لمبدأ أنهم كانوا قليلي الحيلة أمام الأوامر العسكرية ولم يكن بإمكانهم الاعتراض، ليقرر عالم النفس الأمريكي ستانلي ميغرام إجراء تجربة باستقدام مجموعة من المتطوعين لتجربة نفسية مقابل 20 دولار لكل شخص، وتقوم التجربة على جلوس شخص في غرفة لاستجواب شخص لا يعرفه ولم يره من قبل يجلس في غرفة أخرى عن طريق توجيه الأسئلة له وتوجيه عقوبة له بالصعق الكهربائي في حال الامتناع.

تمثلت التجربة (1) في أن يقوم شخص طيب النفس هادئ الأخلاق بتوجيه الأسئلة لشخص آخر لا يعرفه ولا تربطه به أية علاقة وإذا ما رفض الطرف الآخر وهو مجرد ممثل تابع للفريق البحثي، يقوم المشارك بالضغط على زر أمامه لتوجيه صعقة كهربائية يعمل على زيادتها مرة فأخرى والممثل على الطرف الآخر يرفع صوته بالصراخ شيئاً فشيئاً مدعيا الألم من الصعق الكهربائي حتى يخفت صوته ويدعي الموت.

كانت تلك هي المفاجأة التي صدمت الفريق البحثي، وهو أن المشاركين وافقوا على تعذيب أشخاص آخرين لا يعرفونهم ولا يرونهم لمجرد أنهم تلقوا أوامر تخبرهم أن هذا من أجل المصلحة العامة، وقد وصلت نسبة من وافقوا إلى 65% من إجمالي المشاركين.

وقد تمثلت المفاجأة في تكرار التجربة في أكثر من مكان ومع فئات مختلفة وتطابقت تقريبا نسب الموافقين على تعذيب الآخرين تحت الموافقة حيث لم يكن الوازع الأخلاقي رادعاً لهم كما تصور الكثيرون.

على الرغم من التفسيرات والاستنتاجات الاجتماعية الكثيرة التي خرجت عن هذه الدراسة عبر سنوات طوال، إلا أنها تقودنا لواحدة من الحقائق البشرية التي لا يمكن إغفالها.

الأخلاق في مواجهة الحيوانية

في اللحظة التي قررت فيها المجتمعات الغربية محو الجانب العقائدي من حياة العوام وإبدالها بأيديولوجيات وعقائد سياسية ذات طابع فلسفي، تحت مظلة الحرية الكبرى، خرجت الطلقة من فوهة المسدس ولم يعد بإمكانها التوقف أو الرجوع، بل أخذت ولا تزال تحصد الكثير والكثير من الضحايا، وعلى رأسهم من أطلقوا الرصاصة أنفسهم.

مثل التحور الأبرز في مسار الرصاصة هو تبخرها وانقلابها على نفسها، فحتى الإيديولوجيات الكبرى التي انطلقت منها حركات التحرر الغربية فقدت معناها، حيث يخبرنا زيجمونت باومان في كتابه “الحياة السائلة” أن الإشباع الفوري والسعادة الفورية صاروا المحرك الرئيسي لأفكار ومشاعر العوام لتتحول حياتهم إلى منتج مادي خالص من أي معنى أو قيمة أخلاقية.

يتوسع باومان في الوصف قائلاً “فما من شيء هنا يولد ليعيش طويلاً، وما من شيء يموت موتاً مؤكداً.. ومادام الموت والحياة قد فقدا التفرقة التي تضفي عليهما المعنى، وصار من الممكن الرجوع فيهما حتى إشعار آخر، وكانت هذه هي التفرقة التي تطبع الزمن بطابع الخطية، وتميز بين الزوال والدوام، وتضفي معنى على فكرة التقدم والانحلال واللا عودة، وإنه باختفاء تلك التفرقة، لا يمكن لأي ثنائية من تلك الثنائيات التي تشكل النظام الحديث أن تحتفظ بأي معنى”.

كان من المنطقي أن تصل تلك الحالة من السيولة وفقدان المعنى والاستغراق في المادية، أن تندثر أي بوصلة أخلاقية للمجتمعات الغربية وتصبح الشهوة إشباعها والرغبة وتحقيقها هما المحفز الأساسي للحركة البشرية، لتصل الأمور إلى نقطة الانهيار التي يصبح فيها من الصعب التفرقة بين التصرفات البشرية والحيوانية والانسياق خلف الشعور الدائم بالاحتياج في الوقت نفسه التي تتحرك عجلة رأسمالية لخلق احتياجات جديدة لا تتوقف.

التفرد المكذوب

خرجت الكثير من التحليلات عن الأسباب التي دعت المجتمعات الغربية إلى كسر كافة الأشكال القيمية والانغماس في عالم الملذات والفواحش منذ بداية الثورة الجنسية في ستينيات القرن الماضي، لتنطلق معها موجات الشذوذ الجنسي وتقديمه باعتباره حقاً فطرياً، لكن باومان طرح مدخلاً مختلفاً لفهم تلك الانحرافات، وهي الرغبة في التفرد والتي تحمل في جوهرها الكثير من التناقض والتنافر.

فالمجتمع باعتباره كتلة كبيرة مجتمعة يرى أنه على كل فرد في المجتمع أن يكون متفرداً عن الآخر، وأنك ما وجدت في هذه الحياة إلا لتكون مختلفاً عن الآخر، فلا تقع في نفس اختياراته ولا تسير حياتك كما فعل الآخرون.

وقد تمثلت تلك النتائج في تزايد الدفاع الشرس عن فعل الشذوذ الجنسي كفعل فلسفي يخرج من حالة الاغتراب، حيث يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري في تشريح تلك الظاهرة “أعتقد أن الشذوذ هو النتيجة المنطقية والترجمة الوحيدة الأمينة لمبدأ اللذة النفعي، فالإنسان الشاذ يمكنه أن ينشئ علاقة مع شخص آخر من جنسه فيتغلب على اغترابه بشكل مؤقت ثم يعود مرة أخرى لحياته الاستهلاكية البسيطة. وهو يتغلب على اغترابه دون أن يدخل في علاقات ذات آثار اجتماعية تضطره للدخول في علاقة حقيقية مع الآخرين ومع الواقع، إن العلاقة مع شخص من نفس الجنس هي أقل العلاقات الإنسانية جدلية”.

وأضاف “لا يمثل الدفاع الشرس عن المثلية الجنسية والدعوة إلى تطبيعها دعوة إلى التسامح أو تفهم وضع المثليين، بل هو في أصله هجوم على المعيارية البشرية، وعلى الطبيعة البشرية كمرجعية نهائية ومعيارًا ثابتًا يمكن الوقوف على أرضه لإصدار أحكام وتحديد ما هو إنساني. والمثلية الجنسية هي محاولة أخرى لإلغاء ثنائية إنسانية أساسية، هي ثنائية الذكر/الأنثى التي تستند إليها المعيارية الإنسانية.”

استطاع المسيري إلى النقطة الفاصلة التي وصل إليها المجتمع الغربي في دفاعه كنتيجة تالية لتفشي الإباحية كمنتج أساسي للثورة الجنسية.

دفعت تلك النعرات النفسية الغريبة إلى تفشي حالة الشذوذ الجنسي على سبيل المثال كحالة غير مفهومة، فبعض ممن يختارون الدخول في مسار العلاقات المثلية، يبدأ الأمر بالنسبة لهم بإعلان ذلك بفخر كانتماء لمجموعة تقدم نفسها باعتبارها أقلية تسعى لكسب القوة، لكن الكثير منهم يجدون أنفسهم منجذبون للجنس الآخر ضمن النمط الطبيعي الذي كانوا يحيون فيه قبل الإعلان الجديد، لتوفر لهم مظلة الجندر المشوهة تصنيفاً جديداً وهو Bisexual أي شخص منجذب للجنسين، وفي حين أنه لم يعد بإمكان المجتمع العلمي الخاضع لأجندة اليسار أن يعلن بوضوح أنه ليس هناك ما يدعم علمياً وجود أمر كهذا، فقد أصبحت تلك التحولات المشوهة بمثابة الأمر الواقع المفروض سياسياً واقتصادياً.

أما عن المنظومة الأهم مجتمعياً وهي منظومة الزواج، فقد أصبحت تخضع لرغبات التفرد والاختلاف، فتأتي كناتج لعلاقة جنسية مفتوحة ككسر لأي قاعدة أخلاقية أو عقائدية، والتعامل معها باعتبارها اختبار لمدى جودة العلاقة وصلاحيتها للزواج، لتصل تلك المجتمعات إلى الحالة الطبيعية المنتظرة لفكر كهذا وهو إحلال العلاقات الجنسية المفتوحة والأطفال بدون أباء والأمهات العازبات كوضع افتراضي بديل عن أي علاقة أخرى مستقرة تمنح كافة أفرادها حقوق وواجبات.

وقد تحدث المسيري في كتابه “الفردوس الأرضي” عن النموذج المشوه للزواج والذي أطلقه المجتمع الأمريكي في فترة السبعينيات من القرن الماضي، فيما عرف بالزواج التعاقدي الشامل، والذي يحيل شكل الحياة الزوجية إلى ما يشبه تعاقد مهني مصمت يتطلب من كل طرف في العلاقة تحديد المهام الصغيرة والكبيرة داخل الزواج وتحديد القائم عليها.

وكانت الإشارة الأهم هنا هو أن النموذج المشوه للزواج الذي ابتكره المجتمع الغربي أنذاك اعتمد بصورة كاملة على التصورات المادية منزوعة الأخلاق والروح، والتي لم تستطع التفرقة بين الإنسان والحيوان باعتبارهم ينحدران من نفس السلالة التطورية.

استطاعت الجندرية كذلك أن تحتل موقعها الكبير داخل العلاقة الزوجية بعد اعتمادها مدخلا فكريا مجتمعيا يوزع الأدوار المجتمعية على الأفراد داخل المجتمع بغض النظر التراحمية الإنسانية التي يفترض أن تكون المنطق الحاكم للعلاقة الزوجية، بجانب السياق المنطقي الذي يحكم أدوار الأفراد بحسب طبيعتهم البيولوجية والنفسية، ليخلق ذلك التحور الجديد مفاهيم معطلة ومدمرة للحياة الزوجية الطبيعية عبر خلق نماذج أخرى للزواج المثلي من نفس الجنس، يضرب المفهوم الفطري للبشر ويفتح الباب أمام تنويعات غير منطقية تحت مظلة الحرية العلمانية.

وقد أشار الدكتور المسيري في كتابه “قضية المرأة بين التحرير والتمركز” أن المنظومة الجندرية والنسوية عملت على تفكيك الحالة القيمية والأخلاقية للمرأة عبر إخراجها من طور الزوجة والأم إلى طور الانثى وحسب، متجردة من كل تلك المعاني والقيم، باحثة عن إشباع رغباتها المادية منساقة ورائها ومنسلخة من أي سياق مجتمعي يحميها ويلزمها بمجموعة من القيم والمعايير.

الاحتياج للإسلام

دائما ما يعتبر الإسلام من أكثر العقائد التي ترى فيها المجتمعات الغربية تهديداً لمنظومتهم المتهالكة، ذلك لأنه ببساطة يوفر نسقا اجتماعيا وعقائديا وأخلاقيا يلزم كافة المنتمين إليه بحقوق الأخر وواجباته، لكن التهديد الأكبر هو أن المنظومة الإسلامية توافق الفطرة البشرية وتشبع احتياج البشر لحياة طبيعية دون أفكار مشوهة تضع متبعيها في حالة من الرغبة الدائمة للتفرد دون الحاجة لذلك.

تمثل المنظومة الإسلامية في النهاية طوق النجاة لإنقاذ الكثير من المجتمعات المتجهة بسرعة الصاروخ نحو الانهيار بعلاقات زوجية مفككة ومنهارة ينخر في داخلها الخيانة، وبوابات مفتوحة على مصراعيها لعلاقات تنتهك حرمات الأجساد بمظلة الحرية، فتضع القيم الأخلاقية جانباً وتضع الملذات الحيوانية فوق ما عداها.

أصبحت الكثير من المجتمعات بما فيها الشرقية أكثر حاجة لتطبيق الإسلام الصحيح بمنظومته المتكاملة فالنسق الذي يقدمه الإسلام في حقيقته لا يقدم فقط حقوق وواجبات، وإنما يوفر منهجاً إصلاحيا يتفق مع فطرة الإنسان ومتطلباته النفسية ورغباته، وفي الوقت نفسه يخضعها لمجموعة من القواعد الأخلاقية المنطقية التي تقف حائط صلب أمام الانجرار للحيوانية وانتهاك الآخر بشكل مباشر أو غير مباشر.

تمثل حالة التمسك الواضحة بالإسلام ومنهجيته في الكثير من دول الغرب، مثالاً واضحاً يفهم من خلاله مجتمع الغرب أن العقيدة الإسلامية إذا ما كمنت بقوة داخل عقل وقلب المسلم، فإنها ستنتقل بوضوح إلى غيره وستشكل عاملاً صعباً في المواجهة التي لا تنتهي بين صحيح العقيدة وبين الأجندات الليبرالية والعلمانية بتنويعاتها، وهو ما لا يرغب فيه أبناء تلك الأيديولوجيات بالدخول في مواجهة يجدون أنفسهم فيها في مخاطرة فقدان الزخم أو القوة.

  1. https://www.simplypsychology.org/milgram.html

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى